مقالات قد تهمك

لا تكن وقوداً للحيتان: فهم السيولة في سوق العملات الرقمية

هل سبق أن شعرت يوماً أن السوق يتحرك ضدك مع كل صفقة؟ إن 77% من المتداولين يقعون في هذا الفخ، وهذا ما يتسبب في خسائرهم المتكررة. تذكر أنك لست وحدك، ولا يعود السبب ببساطة إلى سوء الحظ.

في الحقيقة، السعر لا يتحرك بعشوائية، بل يتبع خريطة دقيقة معروفة باسم السيولة. ومعظم المتداولين يفسرون هذه الخريطة بطريقة خاطئة؛ فهم يعتقدون أن كل قمة أو قاع هو هدف محتمل، في حين أن الحقيقة هي أن السوق يميز بذكاء بين نوعين من السيولة:

السيولة الداخلية: وقود الرحلة

تخيل أنك تقود سيارتك في رحلة طويلة وعبر الطريق تجد محطات وقود صغيرة بين الحين والآخر. هل تعتقد أن هذه المحطات هي وجهتك النهائية؟ بالطبع لا، فهي مجرد أماكن للتزود بالوقود ومواصلة السير نحو الهدف. وهذا بالضبط ما تمثله السيولة الداخلية.

هي مجموعة القمم والقيعان الصغيرة المتشكلة داخل نطاق تداول معين.

ويستخدمها صناع السوق (الحيتان) كوقود لرحلتهم التداولية، فهي ليست هدفًا نهائيًا.

من الأمثلة على ذلك:

  • شحن مراكزهم بأوامر شراء/بيع جديدة لتعزيز مراكزهم في السوق.
  • جمع سيولة المتداولين الصغار عن طريق استهداف أوامر وقف الخسارة الموضوعة عند هذه النقاط.
  • خداع المتداولين بالوهم بأن السعر سيستمر في اتجاه معين، بينما هو في الحقيقة يتهيأ للقفز نحو الهدف الحقيقي.

باختصار، السيولة الداخلية ما هي إلا طُعمٌ لامتصاص أوامر الشراء والبيع؛ فهي ليست الهدف الحقيقي للصفقة.

السيولة الخارجية: الوجهة النهائية والكنز الحقيقي

أما السيولة الخارجية، فتكمن فيها المعاني الحقيقية للحركة السعرية؛ فهي تمثل القمم والقيعان البارزة في الأُطُر الزمنية الأكبر (مثل المستويات التاريخية) التي لم يلمسها السعر بعد، وهي الوجهة النهائية التي يسعى السعر للوصول إليها بكل هذا الوقود الذي جمعه.

لماذا هي الهدف الحقيقي؟

  • لأنها تحتوي على أكبر تجمع لأوامر وقف الخسارة والأوامر المعلقة من المتداولين.
  • توفر هذه السيولة الضخمة لصناع السوق فرصة لإغلاق صفقاتهم وتحقيق الأرباح، كما تتيح لهم فتح مراكز ضخمة جديدة بسهولة.
  • بفضل وجود هذه السيولة الكبيرة، يمكن للمستثمرين الكبار تنفيذ صفقات ضخمة دون إحداث تقلبات كبيرة في السعر.

باختصار، السيولة الخارجية هي الكنز الذي يسعى السوق للوصول إليه، وهي ما يجب أن تركز عليه في تداولاتك.

كيف تستفيد من هذه المعرفة؟

  • عندما تعرف الفرق بين السيولة الداخلية والخارجية، تتوقف عن كونك “وقودًا” في رحلة الحيتان، وتزداد فرصك في ركوب الموجة معهم نحو الهدف الصحيح.
  • لا تتفاعل مع كل حركة سعرية صغيرة. حاول قراءة الخريطة السعرية الكاملة لتحديد مستويات السيولة الرئيسية.
  • افصل بين نقاط التزود بالوقود والوجهة النهائية. ركّز على القمم والقيعان الرئيسية في الأُطُر الزمنية الأكبر، ولا تنخدع بالمستويات الصغيرة.
  • اذهب إلى الهدف الأكبر دائمًا. فالربح الحقيقي يكمن في الوصول إلى تلك القمم أو القيعان البارزة بدلاً من الانشغال بكل تقلب صغير.

الخلاصة

سوق الكريبتو ليس فوضى عشوائية، بل له خريطة خاصة به. تعلَّم قراءة السيولة واستخدمها في استراتيجيتك لتكتسب ميزة على الآخرين. حينها، لن تكون مجرد متداول عادي، بل من نادرين يعرفون كيف يركبون موجة السوق نحو الأرباح الحقيقية.

هل أنت مستعد لتغيير طريقة تداولك؟ شاركنا رأيك وتجاربك مع هذا المفهوم، ولا تنسَ متابعة المزيد من المقالات والنصائح لتطوير مهاراتك في عالم التداول.

[adsforwp id="60211"]
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى