هل يمكن لـ اليورو الرقمي أن يجد زخماً حقيقياً في أوروبا؟
قام الاتحاد الأوروبي في عام 1999، بإطلاق عملة اليورو كجزء من خطته الطموحة، لإنشاء سوق أوروبية مشتركة.
ومع تطور العصر الرقمي، تفكر المؤسسات الأوروبية في إنشاء يورو رقمي، وهو جزء مما يطلق عليه البنك المركزي الأوروبي “الخطوة التالية في النهوض بعملتنا”.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعتزم تنفيذ تشريعات “الدرع الإلكتروني” لحماية البنية التحتية الحيوية
حيث أكمل اليورو الرقمي مؤخراً، مرحلة التحقيق في خطة متعددة الأجزاء من البنك المركزي الأوروبي، لتحديد التصميم والجوانب الفنية للعملة الرقمية المقترحة للبنك المركزي CBDC.
من جهة أخرى، فقد انتقل المشروع الآن إلى مرحلة الإعداد، ويهدف البنك المركزي الأوروبي إلى إكمالها بحلول أكتوبر 2025.
وعلى الرغم أن اليورو الرقمي لا يزال بعيداً عن الاكتمال، إلا أنه يسبب عدم ارتياح لبعض مواطني الاتحاد الأوروبي، والسياسيين الذين ينظرون إلى هذا التحول في عملتهم المشتركة، باعتباره تهديداً مباشراً لحريتهم الفردية.
حيث تجمع أكثر من 1000 متظاهر في شوارع أمستردام في فبراير 2023، للتعبير عن رفضهم لليورو الرقمي.
وكما ورد في وسائل الإعلام المحلية، كان بعض المتظاهرين قلقين، بخصوص الآثار المحتملة للعملة الرقمية على الخصوصية.
الجدير بالذكر أنه على الرغم من تصريح المفوضية الأوروبية، بأن الأموال الجديدة سوف تتمتع بنفس مستوى الخصوصية الذي تتمتع به النقود النقدية، إلا أن انعدام الثقة بين المواطنين والساسة الأوروبيين، أصبح واضحاً.
Was die Künstliche Intelligenz mittlerweile alles möglich macht, zeigt dieser Thread. Dort spreche ich im Bundestag Englisch, Portugiesisch, Spanisch, Französisch, Indonesisch und sogar Chinesisch. 😄
Wunderbar. Je mehr Menschen hören, dass #CBDCs gefährlich sind, desto besser. https://t.co/jI0aeXtHwf
— Joana Cotar (@JoanaCotar) November 10, 2023
بدورها أصدرت السلطات الأوروبية عدداً من المراسلات حول طبيعة اليورو الرقمي، ولا يزال هناك قدر كبير من التكهنات حول تصميمه النهائي.
وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، يشعر المواطنون بالتهديد إزاء سلطات الرقابة، التي يمكن أن تكتسبها الحكومات من خلال اليورو الرقمي.
في حين أن كثيرين آخرين غير مهتمين بهذه التفاصيل ببساطة.
لماذا تحتاج أوروبا إلى اليورو الرقمي؟
قد تكون العملة الجديدة مصطلحاً متداولاً مؤخراً، ولكنها في جوهرها ليست سوى يورو يتم تداوله رقمياً.
وبالنسبة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، سيجعل اليورو الرقمي العملة الأوروبية متينة مستقبلاً.
The euro is key to our European unity. A digital euro, existing alongside cash, would future-proof our currency. It would be safe, easy to use and free of charge.
While the decision whether to issue a digital euro will be taken later, we’re now launching the preparation phase. pic.twitter.com/fs81p7otVW
— Christine Lagarde (@Lagarde) October 19, 2023
من ناحية أخرى، قد تكون هذه التصريحات رفيعة المستوى لصالح اليورو مجردة للغاية، بحيث لا يستطيع المواطن العادي فهمها، مع الحاجة إلى المزيد من الحجج الملموسة لإقناع الأوروبيين.
ويتعين على السلطات الأوروبية أن تجيب بوضوح، على الأسباب التي تجعل المواطنين الأوروبيين بحاجة إلى اليورو الرقمي.
اقرأ أيضاً: معضلة الاتحاد الأوروبي مع MiCA.. ما هي مخاوفه؟
أخيراً، يمكن القول بأنه لا يزال لدى العملة الجديدة العديد من الأسئلة العالقة، التي تحتاج إلى معالجتها قبل إطلاقها.
حيث يحتاج المواطنون والساسة، إلى حلول معقولة مدعومة بحجج قوية، ويحتاج اليورو الرقمي إلى إثبات ضمان الخصوصية، وإلا فقد يفشل في كسب ثقة المواطنين الأوروبيين.