مقالات قد تهمكأخبار العملات الرقمية

كيف يمكنك تحديد مستويات المقاومة المستقبلية عند القمم التاريخية.. إليك هذه الأسرار

عندما يصل أصل مالي إلى قمة تاريخية جديدة (All-Time High)، يدخل المتداولون والمحللون منطقة مجهولة تفتقر إلى البيانات السعرية السابقة، مما يجعل تحديد مستويات المقاومة المستقبلية تحدياً كبيراً.

ومع ذلك، يوفر التحليل الفني مجموعة قوية من الأدوات التنبؤية التي تمكّن من تحديد مناطق المقاومة المحتملة بدقة عالية.

نعتمد في هذا المقال على تحليل معمق لعدة منهجيات فنية متقدمة، بما في ذلك امتدادات فيبوناتشي، والقنوات السعرية، والمؤشرات الفنية، والأنماط السعرية، والمستويات النفسية.

ومن خلال دمج هذه الأدوات، يمكن للمتداولين بناء استراتيجية متكاملة لتوقع نقاط الانعكاس المحتملة وإدارة صفقاتهم بفعالية في ظل غياب القمم التاريخية السابقة.

فمن الناحية النفسية، تتلاشى المقاومة التقليدية التي تنشأ من البائعين الذين يسعون للخروج عند نقاط التعادل أو الربح القليلة من قمم سابقة.

ويتحول السوق إلى ساحة يهيمن عليها شعوران رئيسيان:
1- الجشع و الخوف من فوات الفرصة (FOMO) لدى المشترين الجدد،
2- الحذر و الرغبة في جني الأرباح لدى المستثمرين الأوائل.

في هذه البيئة، يصبح التحليل الفني أداة لا غنى عنها ليس فقط لقراءة حركة السعر، بل للتنبؤ بسلوك المشاركين في السوق.

1. امتدادات فيبوناتشي: رسم خرائط للمستقبل

تعتبر امتدادات فيبوناتشي (Fibonacci Extensions) الأداة الأكثر فعالية لتحديد أهداف المقاومة في المناطق السعرية المجهولة. على عكس تصحيحات فيبوناتشي التي تقيس عمق التراجعات، تُستخدم الامتدادات لإسقاط مستويات سعرية مستقبلية بناءً على حركة اتجاه سابقة .

آلية التطبيق:

1. تحديد الاتجاه: يتم تحديد موجة اتجاه صاعدة واضحة (من قاع إلى قمة).
2. تحديد التصحيح: يتم تحديد نقطة نهاية التصحيح الذي تلا تلك الموجة.
3. إسقاط المستويات: باستخدام هذه النقاط الثلاث (قاع، قمة، قاع التصحيح)، تقوم الأداة بإسقاط مستويات الامتداد المحتملة.

المستويات الأكثر شيوعاً والتي تعمل كمقاومات قوية هي:
1- 127.2% و 138.2%: غالباً ما تكون أولى مناطق المقاومة.
2- 161.8%: يُعرف هذا المستوى بـ “النسبة الذهبية” ويعتبر هدفاً سعرياً ومقاومة رئيسية .
3-  261.8% و 423.6%: تمثل أهدافاً في الاتجاهات الصاعدة القوية جداً والممتدة .

وعندما يصل السعر إلى أحد هذه المستويات، يميل المتداولون إلى جني الأرباح، مما يخلق ضغطاً بيعياً ويشكل مقاومة طبيعية.

2. القنوات السعرية: الحدود الديناميكية للاتجاه

عندما يتحرك السعر في اتجاه قوي، فإنه غالباً ما يفعل ذلك ضمن قناة سعرية محددة. حيث تتكون القناة من خطي اتجاه متوازيين:

خط الدعم الذي يربط القيعان الصاعدة
خط المقاومة الذي يربط القمم الصاعدة .

آلية العمل: في اتجاه صاعد يسجل قمماً تاريخية، يعمل الحد العلوي للقناة كمستوى مقاومة ديناميكي.

وكلما اقترب السعر من هذا الخط، زادت احتمالية ارتداده للأسفل أو دخوله في مرحلة تجميع قبل محاولة اختراق جديدة.

لرسم قناة دقيقة، يجب أن تحتوي على قمتين وقاعين على الأقل .

3. المتوسطات المتحركة: قياس زخم الابتعاد

تعمل المتوسطات المتحركة (Moving Averages) كمستويات دعم ومقاومة ديناميكية.

وفي اتجاه صاعد، تعمل المتوسطات (مثل 20، 50، 100 يوم) كدعم يرتد منه السعر. ولكن عند تسجيل قمم تاريخية، تكمن أهميتها في قياس مدى ابتعاد السعر عنها.
الابتعاد المفرط (Overextension):

عندما يبتعد السعر بشكل حاد وعمودي عن متوسطاته المتحركة الرئيسية (مثل 20-period EMA)، فهذا يشير إلى حالة “تشبع شرائي” وأن الحركة أصبحت غير مستدامة. هذا الابتعاد يخلق ضغطاً للعودة إلى المتوسط (Reversion to the mean)، مما يعني أن مقاومة قوية تتشكل لجني الأرباح .

4. النماذج السعرية الاستمرارية: وقفات لتأكيد الاتجاه

أثناء الاتجاه الصاعد القوي، غالباً ما يتوقف السعر مؤقتاً لتكوين نماذج استمرارية قبل مواصلة الصعود.

هذه النماذج تعطي إشارات حول الأهداف السعرية التالية.

1- نموذج الراية (Pennant) والعلم (Flag):

يتشكل هذان النموذجان بعد حركة صعودية قوية (تُعرف بسارية العلم). حيث يمثل النموذج فترة تماسك قصيرة. والهدف السعري المتوقع بعد اختراق النموذج لأعلى يُقاس عادةً بإضافة طول “السارية” إلى نقطة الاختراق .

2- المثلثات الصاعدة (Ascending Triangles): يشير هذا النموذج إلى أن المشترين يزدادون قوة، ويشكل خط المقاومة الأفقي للمثلث هدفاً سعرياً أولياً، بينما يشير الاختراق إلى استمرار الموجة الصاعدة.

5. المؤشرات_الفنية ومستويات التشبع

توفر مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر الماكد (MACD) رؤى حيوية حول قوة الاتجاه واحتمالية انعكاسه .

1- مؤشر القوة النسبية (RSI): عندما يتجاوز مؤشر القوة النسبية مستوى 70، فإنه يشير إلى أن الأصل في منطقة “تشبع شرائي”. وهذا لا يعني البيع الفوري، ولكنه تحذير بأن الزخم قد يبدأ في التباطؤ وأن السعر قد يواجه مقاومة.
2- الانحراف السلبي (Bearish Divergence): هذه هي الإشارة الأقوى. وتحدث عندما يسجل السعر قمة تاريخية جديدة، بينما يفشل مؤشر (RSI) أو (MACD) في تسجيل قمة جديدة. حيث يشير هذا الانحراف إلى أن الزخم وراء الصعود يضعف، وأن انعكاساً أو تصحيحاً كبيراً بات وشيكاً.

6. المستويات_النفسية والنقاط المحورية

تلعب سيكولوجية السوق دوراً كبيراً في تشكيل المقاومة، خاصة عند الأرقام الصحيحة والمستديرة .

1- المستويات النفسية: الأرقام مثل 100$، 1000$، أو 70,000$ للبيتكوين تعمل كحواجز نفسية طبيعية. يميل المتداولون إلى وضع أوامر البيع وجني الأرباح عند هذه المستويات، مما يخلق مقاومة قوية .

2- النقاط المحورية (Pivot Points): يتم حساب هذه النقاط بناءً على أسعار (الأعلى، الأدنى، الإغلاق) للفترة السابقة (يوم، أسبوع، شهر). ومستويات المقاومة المحورية (R1, R2, R3) التي يتم حسابها تعمل كأهداف سعرية ومناطق مقاومة محتملة للجلسة الحالية، حتى لو كان السعر في قمة تاريخية. ويمكن دمجها مع نسب فيبوناتشي لزيادة الدقة (Fibonacci Pivot Points).

إن تحديد مستويات المقاومة لأصل مالي عند قمة تاريخية جديدة ليس علماً دقيقاً بنسبة 100%، بل هو فن وعلم يعتمد على دمج مجموعة من الأدوات الفنية المتقدمة . ولا ينبغي الاعتماد على أداة واحدة بمعزل عن غيرها.

كما تكمن القوة الحقيقية في البحث عن “مناطق الالتقاء” (Confluence)، حيث تتوافق عدة إشارات من أدوات مختلفة (مثل تقاطع مستوى امتداد فيبوناتشي 161.8% مع الحد العلوي لقناة سعرية ورقم نفسي) لتحديد منطقة مقاومة عالية الاحتمال.

إن الفهم العميق لهذه الأدوات، جنبًا إلى جنب مع إدارة المخاطر الصارمة، هو ما يمكّن المتداول المحترف من التنقل بثقة في الأسواق المالية، حتى عندما تبحر في مياه مجهولة.

[adsforwp id="60211"]
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى