هل يسهم تطور التكنولوجيا في تحقيق انتشار عالمي لـ تقنية بلوكتشين؟

لقد كانت تقنية بلوكتشين قبل عشر سنوات، تقنية جديدة لاقت قبولاً لدى عدد قليل من الأشخاص خارج مجتمع بيتكوين  الصغير من مستخدمي “أموال الإنترنت السحرية”.

حيث نمت هذه الزمرة من المؤيدين بعد إنشاء إطار عقد ذكي موزع يسمى إيثيريوم. ولكن حتى في ذلك الوقت، رفضها معظم العالم باعتبارها حلاً للبحث عن مشكلة، باعتبارها بطيئة ومتعطشة للطاقة وصعبة التوسع.

اقرأ أيضاً: كيف ستجلب تقنية “بلوكتشين” حالات استخدام جديدة إلى القطاع التعليمي؟

أما اليوم فالقصة مختلفة جدا، حيث يتزايد الاهتمام السائد، وتعد شركة PayPal من بين الأحدث في عدد كبير من الأسماء التي تتبنى حلولاً مدعومة بـ تقنية بلوكتشين والتي يتم دمجها بسلاسة في حياتنا اليومية.

كما لحقت منصة لندن بالركب في أوائل سبتمبر/أيلول، معلنة عن خطط لإطلاق منصة تداول الأصول الرقمية التي تعمل بـ تقنية بلوكتشين.

ويمكن القول بأن الارتفاع الطفيف في عدد العلامات التجارية الكبرى والشركات التي تتبنى تقنية الويب3، سيوصلنا إلى حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أنه على عكس مفهوم الحل الذي يبحث عن مشكلة في الماضي، فإن التقدم في تقنية بلوكتشين، في كثير من الحالات، جعلها حلاً أفضل للعديد من المشكلات أكثر من غيرها.

التحول من بيتكوين إلى PYUSD

يعد قرار PayPal بإطلاق عملة مستقرة تعتمد على بلوكتشين (PYUSD) الشهر الماضي مثالاً واقعياً على ذلك، حيث تستخدم  PayPal تقنية بلوكتشين  لتسهيل عملية تحويل العملات المشفرة إلى العملات الورقية.

إضافة لدعم التحويلات السريعة للأصدقاء والعائلة، وتمكين المدفوعات السريعة العابرة للحدود، وتسهيل البدء في قبول مدفوعات العملات المشفرة بالنسبة للعلامات التجارية.

كما أن الفوائد واضحة للشركة، حيث يمكنها الآن تسوية جميع الحسابات في السجل الموزع LDT الخاص بها، وتسهيل المعاملات بدون رسوم، مما يخلق قدراً أكبر من الأمان بتكاليف أقل.

تقنية بلوكتشين وتشغيل المنظومات المجتمعية القابلة للتخصيص

تقدم العملات المستقرة وغيرها من البنية التحتية لـ بلوكتشين، فوائد غير متوفرة من خلال أي تقنية حالية أخرى. حيث تتيح التطبيقات اللامركزية وحلول بلوكتشين الفريدة الأخرى لمستخدميها، إنشاء منظومات داخلية تناسب احتياجاتهم الخاصة تماماً.

من ناحية أخرى، يمكن لتجار التجزئة إطلاق عملات مستقرة توفر مكافآت قائمة على تقنية بلوكتشين لمستخدميها، كما ويمكن للجامعات إطلاق أنظمة هوية تتعقب أوراق الاعتماد الأكاديمية.

أما في عالم الألعاب، فيمكن للمطورين إنشاء أنظمة معرّفة على بلوكتشين ، وإطلاق رموز تشفير قابلة للاستخدام بشكل تبادلي عبر ألعاب متعددة، أو إطلاق عملات مستقرة تسهّل عمليات الدفع من العملات المشفرة إلى العملات الورقية عبر مراكز الألعاب.

اعتماد تقنية بلوكتشين على نطاق أوسع

قد يتفاعل الأشخاص مع تقنية بلوكتشين دون أن يعرفوا ذلك، فعلى الرغم أن تجارب العلامات التجارية الكبرى مع هذه التقنية لم تتضمن تفاعل المستخدمين مع عناصر بلوكتشين سابقاً، إلا أن المستخدمين في مجموعة من الصناعات، يواجهون الأنظمة التي تعمل بهذه التقنية وجهاً لوجه، سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا.

على سبيل المثال، يتفاعل مستخدمو عملة PYUSD مع تقنية بلوكتشين مباشرةً، ولكن يتم دمج التقنية بسلاسة كبيرة في منصة PayPal، بحيث لا تكون هناك حاجة إلى محفظة خارجية، أو إدارة المفاتيح الخاصة، أو غيرها من الأدوات المرتبطة عادةً بمعاملات العملات المشفرة.

اقرأ أيضاً: أديداس ويب3 تطلق مبادرة الأولى من نوعها في عالم بلوكتشين والفن الرقمي

تحقق التوقعات الأولى لـ تقنية بلوكتشين

لا يزال هناك الكثير من المجالات التي قد يؤدي فيها تطبيق تقنية بلوكتشين إلى جعل تجربة المستخدم أكثر تعقيداً ربما وليس أقل.

ولكن التقدم التكنولوجي الذي جعل الوصول إلى تقنية بلوكتشين أكثر سهولة وقابلية للاستخدام، جعلها أيضاً أقرب كثيراً إلى المثالية التي تصورها المبشرون الأوائل لهذه التقنية، وهي أن تكون طبقة سحرية من الإنترنت، يمكن لأي شخص استخدامها لإنشاء منظومات ذات قيمة.