أسطورة ناكاموتو تتوسع مع ظهور المزيد من رسائل البريد الإلكتروني لمخترع البيتكوين المجهول
نشر مبتكر البيتكوين أن وصف عملة بيتكوين بالاستثمار كان “خطيرا” وقال إن الترويج لعدم الكشف عن هويته كان “مشبوها”.
ومن غير المرجح أن تسفر القضية القضائية بين تحالف براءات الاختراع المفتوح للعملات المشفرة (COPA) ومخترع بيتكوين الذي نصب نفسه كريغ رايت عن أي اكتشافات ضخمة. لكن إطلاق رسائل البريد الإلكتروني المنسوبة إلى منشئ عملة البيتكوين، الذي يحمل الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو، ، قدم درسا تاريخيا دقيقا بشكل مدهش لهذه العملة المشفرة.
وتم إرسال أحدث مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني من مبتكر البيتكوين- بتاريخ ما بين 5 فبراير/ شباط 2009 و12 يوليو/ تموز 2010 – إلى عالم الكمبيوتر ومطور البرمجيات مارتي مالمي، وهو أحد المساهمين الأوائل في البيتكوين والذي أطلق عليه لقب “سيريوس”. واتخذ مالمي الموقف للإدلاء بشهادته في قضية COPA ضد رايت يوم الأربعاء.
وكان ناكاموتو قد كتب سابقا، مفضلا الطريقة التناظرية كوسيلة لحماية الهويات: “إن إرسال الأموال النقدية عبر البريد قد يكون له مخاطره، لكنه ربما لا يزال أفضل خيار مجهول الهوية”، مضيفا أنه يمكن أيضا ” طلب التبرعات بعملة البيتكوين في المنتدى”.
وتم إدخال الرسائل بين ناكاموتو ومالمي في الأدلة بينما تدرس محكمة المملكة المتحدة هوية منشئ البيتكوين المتنازع عليها. فمنذ عام 2016، ادعى عالم الكمبيوتر الأسترالي كريغ رايت أنه المستثمر في بيتكوين.
وفي يوم الخميس الماضي، تلقت المحكمة الدفعة الأولى من رسائل البريد الإلكتروني الموجهة إلى خبير العملات المشفرة آدم باك، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة بلوكستريم Blockstream – لمرافقة شهادة باك. وتضمنت رسائل البريد الإلكتروني تلك ذكر عالم الكمبيوتر هال فيني، الذي تلقى أول معاملة بيتكوين من ناكاموتو – والذي يعتقد البعض أنه ساتوشي ناكاموتو الحقيقي.
وكما هو الحال مع تفريغ البريد الإلكتروني السابق، تم الكشف عن مجموعة الرسائل المكونة من 120 صفحة من خلال مؤرخ بيتكوين ومحرر مجلة بيتكوين، بيت ريزو، على منصة X.
وفي حين أن عملة البيتكوين لا تزال العملة المشفرة رقم واحد بقيمة سوقية تبلغ تريليون دولار، تظهر رسائل البريد الإلكتروني أن ناكاموتو لم يصوغ مصطلح “العملة المشفرة” ولم يكن مرتاحا لوصف عملة البيتكوين بأنها استثمار.
وقال ناكاموتو لمالمي: “هذا أمر خطير ويجب عليك حذف هذه النقطة …لا بأس إذا توصلوا إلى هذا الاستنتاج من تلقاء أنفسهم، لكن لا يمكننا أن نطرح الأمر على هذا النحو”.
وعلى الرغم من أن السياسيين والنقاد يواصلون الإشارة إلى بيتكوين على أنها مجهولة، فقد أظهرت الرسائل أن ساتوشي أراد أيضا إزالة تلك اللغة من موقع Bitcoin.org.
إضافة لذلك، قال ناكاموتو: “يبدو المجهول غامضا بعض الشيء… أعتقد أن الأشخاص الذين يريدون عدم الكشف عن هويتهم سيظلون قادرين على اكتشاف الأمر دون أن نروج له… لقد قمت بإزالة كلمة “مجهول”، والجملة المتعلقة بعبارة “عدم الكشف عن هويته”، على الرغم من أنك صغتها بعناية شديدة، يمكن أن تظل مخفية … كان من العار إزالتها”.
كما شرح ناكاموتو في إحدى الرسائل بالتفصيل كيف يمكن أن تتوسع عملة البيتكوين في المستقبل، مما يشير إلى أن الشبكة ستحتوي على 100 ألف عقدة كحد أقصى.
وكتب ناكاموتو: “إن 100 ألف عقدة لتوليد الكتل تعد بمثابة ملعب جيد واسع النطاق يجب التفكير فيه…. إن نشر المعاملة عبر الشبكة بأكملها مرتين سيستهلك إجمالي [0.02 دولار] من عرض النطاق الترددي بأسعار اليوم”.
وفي تعليقه، أشار ريزو إلى أن هناك حاليا 50 ألف عقدة تقوم بتشغيل برنامج البيتكوين.
وفي إطار سعيه لإضافة المزيد من مسؤولي الخادم، طرح ناكاموتو اسم جافين أندرسن.
وقال ناكاموتو: “يجب أن يكون جافين .. أنا أثق به، فهو مسؤول ومحترف ويتمتع بقدرات أكبر مني من الناحية الفنية على نظام التشغيل لينوكس”.
وفي حين تم الإشادة بإثبات الملكية لأنه يقلل من استنزاف البيئة، فقد دافع ناكاموتو في الرسائل عن إثبات العمل باعتباره الحل الوحيد لجعل النقد الإلكتروني P2P يعمل بدون طرف ثالث موثوق به”.
وكتب ناكاموتو: “حتى لو لم أستخدمها بشكل ثانوي كوسيلة لتخصيص التوزيع الأولي للعملة، فإن إثبات العمل أساسي لتنسيق الشبكة ومنع الإنفاق المزدوج”.
اقرأ أيضا: ماذا يعني مصطلح وايت بيبر “White paper” في العملات الرقمية؟
من جهة أخرى، وفي سعيه لإثبات ادعائه بأنه ساتوشي ناكاموتو، قدم رايت بشكل منفصل أكثر من 160 ألف مستند إلى موقع BitMex Research يوم الأربعاء.
وقال موقع BitMex Research، ردا على تغريدة كتبها أحد مستخدمي البيتكوين البارزين ومهندس البرمجيات وخبير العملات المشفرة، جيمسون لوب: “إن الدليل الحقيقي على أن ساتوشي لن يتجاوز إجمالي 150 بايت… بدلا من ذلك، أنتج دليلا مزيفا مكونا من 160 ألف صفحة”.
