مقالات قد تهمك

تحديات الاقتصاد الأوروبي: مخاوف من الركود تنتشر في جميع أنحاء أوروبا

تلوح في الأفق سحابة من القلق فوق أوروبا، وسط الأسواق المالية الصاخبة والمشهد الاقتصادي العالمي المتغير باستمرار.

حيث أن شبح الركود ليس مجرد همس في أروقة السلطة، بل هو هدير متزايد في الشوارع ومجالس الإدارة في جميع أنحاء القارة.

اقرأ أيضاً: ركود ملحوظ تعاني منه العملات المستقرة.. فهل ستشهد ارتفاع قريب؟

وتواجه أوروبا الآن، بتاريخها الغني واقتصاداتها المعقدة، تحدياً هائلاً مع سيطرة مخاوف الركود على المنطقة.

وهو ما يتناقض بشكل حاد مع التفاؤل المتزايد بخضوض “الهبوط الناعم” (عملية تحول الاقتصاد من النمو إلى النمو البطيء، وعادة ما يكون سبب ذلك محاولات الحكومة لإبطاء التضخم) في الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، وبينما تسير الولايات المتحدة على طريق الاستقرار الاقتصادي، تبدو رحلة أوروبا أكثر اضطراباً.

حيث تنعكس الحقيقة الصارخة في عائدات سندات الشركات الأكثر خطورة في القارة، والتي يبلغ متوسطها الآن 19.66 %، بحسب مؤشر Ice BofA.

وهذا ليس مجرد رقم، بل إنها بمثابة صافرة إنذار، تشير إلى فارق يزيد عن 18 نقطة مئوية، عن مصدري الديون الحكومية.

تحديات الاقتصاد الأوروبي: مخاوف من الركود تنتشر في جميع أنحاء أوروبا

توسع الفجوة في الصحة المالية

يسلط هذا التفاوت الكبير في فروق الائتمان بين أوروبا والولايات المتحدة، الضوء على قصة اقتصادين.

حيث أن الصحة المالية التي تتمتع بها أوروبا، أو بالأحرى الافتقار إليها، تتجلى بشكل صارخ عند مقارنتها بنظيرتها عبر الأطلسي.

ويشير خبراء الاستثمار والاقتصاديون إلى هذه الفجوة الآخذة في الاتساع، باعتبارها مؤشراً واضحاً على أرضية هشة.

بدوره يوضح كبير الاقتصاديين في شركة Apollo تورستن سلوك، الأمر بإيجاز ويقول:

“تبدو أوروبا أضعف بكثير من الولايات المتحدة”

كما يردد هذا الشعور، رئيس العائدات العالمية المرتفعة في مجموعة Man Group GLG مايك سكوت، الذي يشير إلى أن أوروبا تتأرجح على حافة الركود، إن لم تكن تجتاحها بالفعل.

الجدير بالذكر أنه على النقيض من تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي، نحو تهدئة الاقتصاد الأمريكي من دون التسبب في انكماش حاد، فإن السرد الأوروبي أكثر تعقيداً وأقل تفاؤلاً.

حيث يواصل البنك المركزي الأوروبي موقفه المتشدد بخصوص أسعار الفائدة، ويقاوم الدفع نحو تخفيف تكاليف الاقتراض.

وقد أدى هذا النهج إلى تعزيز الشعور بالصعوبات الاقتصادية الوشيكة، مما أثار شبح “الهبوط الحاد” (التباطؤ الاقتصادي الملحوظ أو الانكماش بعد فترة من النمو السريع) في أوروبا.

تحديات الاقتصاد الأوروبي: مخاوف من الركود تنتشر في جميع أنحاء أوروبا

أسباب عدم اليقين الاقتصادي في أوروبا

يبدو أن سلوك قطاعات معينة، يزيد من تعقيد السرد في السوق، فعلى الرغم أن مؤشرات السندات غير المرغوب فيها في كلتا المنطقتين، قد أظهرت قدراً أكبر من التوافق، إلا أن القصة مختلفة بشكل ملحوظ في عالم السندات ذات التصنيف الائتماني الثلاثي C.

حيث شهدت الولايات المتحدة تقليصاً للفجوات، في حين أن أوروبا شهدت تضييقاً هامشياً فقط، الأمر الذي يسلط الضوء على صراع المنطقة مع قوى الركود.

في سياق متصل، تشكل الحالة الراهنة التي يعيشها الاقتصاد الأوروبي، وضعاً معقداً منسوجاً بخيوط من عدم اليقين والحذر، مع الحاجة الملحة إلى الاستقرار.

ومع اتساع الفجوة في الفوارق الائتمانية بين أوروبا والولايات المتحدة، فإن هذا بمثابة تذكير صارخ بالمسارات المتباينة التي تسلكها هذه الاقتصادات.

إضافة إلى أن الخوف من الركود في أوروبا، مع التوقعات الأكثر ثقة في الولايات المتحدة، لا يتعلق فقط بالإحصاءات المالية، بل هو انعكاس للمرونة الاقتصادية الأساسية أو الضعف في هذه المناطق.

تحديات الاقتصاد الأوروبي: مخاوف من الركود تنتشر في جميع أنحاء أوروبا

اقرأ أيضاً: خبير: الافتقار إلى الوضوح داخل قطاع تنظيم الأصول الرقمية في الولايات المتحدة يعمل ضد البلاد

أخيراً، وبينما تبحر أوروبا في هذه المياه الاقتصادية المضطربة، يبدو الطريق أمامها محفوفاً بالتحديات.

حيث أن قدرة المنطقة على الصمود في وجه هذه العاصفة، ستشكل مستقبلها الاقتصادي، وسيكون لها أيضا آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.

وفي ظل هذه الدراما الاقتصادية عالية المخاطر، يراقب العالم وينتظر، على أمل عودة الاستقرار والنمو إلى المنطقة، التي بقيت لفترة طويلة حجر الزاوية في النظام الاقتصادي العالمي.

[adsforwp id="60211"]
المصدر
انقر هنا
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى