من العملات المشفرة إلى إيلون ماسك: هل تغير موقف السيناتور إليزابيث وارن؟
في تطور مثير للاهتمام لمسارها السياسي، توجه تركيز السناتور إليزابيث وارن، المعروفة بموقفها المناهض للعملات المشفرة، على ممارسات قطب التكنولوجيا إيلون ماسك.
فقد أثار ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك منصة تويتر والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، غضب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس. والتي مهدت الطريق لدعوتها الأخيرة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) للتحقيق في تضارب المصالح المزعوم لماسك في تسلا وتويتر.
إليزابيث وارن توجه انتقاداتها لإيلون ماسك
وأعربت السناتور إليزابيث وارن عن قلقها من أن عبء العمل الهائل الذي يتحمله إيلون ماسك يمكن أن يضر بمصالح المساهمين. واستندت وارن في حجتها على أدوار ماسك المتزامنة كرئيس تنفيذي لكل من تويتر وتسلا.
حيث رأت وارن أن المسؤولية المزدوجة لماسك تثير مخاوف جدية بشأن تضارب المصالح. إذ يمكن أن يؤدي إلى إساءة استخدام محتملة لأصول الشركة، وتأثيرات سلبية على مساهمي تسلا.
وقالت وارن: “على الرغم من إعلان السيد ماسك مؤخرا عن تعيين ليندا ياكارينو كرئيس تنفيذي جديد لتويتر، فإن هذا لا يقدم الكثير لمعالجة مخاوف تسلا ومساهميها فيما يتعلق بدوره المزدوج. .. فمن المرجح أن يحتفظ “بسيطرة كبيرة” على الشركة وينوي مواصلة الإشراف على الوظائف الأساسية للشركة “.
واعتبرت وارن أن “فشل مجلس إدارة تسلا في معالجة هذه القضايا” يعزز لديها المخاوف في كيفية حماية المساهمين، مؤكدة أن مجلس الإدارة لم يطلع المساهمين بشكل كاف على قدرة ماسك المشكوك فيها.
وفي رسالتها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، طلبت وارن اختبارا لكيفية إدارة مجلس إدارة تسلا “التضاربات الظاهرة” لرئيسها التنفيذي.
وأوضحت وارن أنه لم يتم وضع المستثمرين في صورة الوضع الفعلي للإدراة مما يقوض قدرتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة في التصويت والاستثمار، مستشهدة بأن كاثي وود، المدير التنفيذي لشركة ارك ARK Investment Management، قد عمدت إلى تخفيض ممتلكات الشركة في تويتر بنسبة 47٪ منذ أن استولى ماسك على عملاق وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت نفسه، خفضت شركة أوبنهايمر وشركاه تصنيفها لتسلا. وجاء القرار بعد قرار إيلون ماسك شراء تويتر، والذي تبعه انخفاض بنسبة 58٪ في أسهم تسلا، حيث توقع محلل في الشركة إمكانية حدوث “حلقة ردود فعل سلبية من مغادرة المعلنين والمستخدمين على تويتر”.
اقرأ أيضا: هل البيتكوين مرتبط بالجريمة كما يروج له؟
دعم المساءلة المالية
ويأتي التحول في رواية السناتور وارن من تركيزها السابق على تنظيم العملات المشفرة، لا سيما في موقفها “المناهض للعملات المشفرة”. حيث جادلت وارن سابقا بأن الافتقار إلى اللوائح واحتمال الاحتيال يجعل صناعة العملات المشفرة تهديدا.
وقالت وارن أن صناعة العملات المشفرة تساعد في “تمويل تجارة الفنتانيل، ولدينا القدرة على إيقاف ذلك”.
يُنظر إلى قرارها بتحويل انتباهها من العملة المشفرة إلى أغنى رجل في العالم على أنه تغيير جذري في الوضع.
ورغم أن تحولها إلى انتقاد ماسك يعد تغييرا جذريا في سياستها، إلا أن هذا التحول لا يشير إلى لين في وجهة نظرها بشأن العملات المشفرة . بل يبدو أنه يوسع نطاق تركيزها ليشمل أي كيانات مالية أو أفراد ترى أنهم يتصرفون بما يتعارض مع المصلحة العليا للجمهور.
وبينما تستعد وارن لولاية أخرى في مجلس الشيوخ، تواصل الاستفادة من سمعتها في مناصرة حوكمة الشركات وتنظيمها. حيث يرى البعض أنها أكدت على دورها كجهة مراقبة للمساءلة المالية من خلال موقفها المناهض للعملات المشفرة إلى حملتها الحالية ضد ماسك.