بينانس تفند الادعاءات حول تزويد روسيا ببيانات المستخدمين
نشرت وكالة رويترز الأخبارية تقريرا قالت فيه أن المخابرات الروسية كانت تحاول تعقب عملة البيتكوين المرسلة إلى زعيم المعارضة أليكسي نافالني.
واتهم تقرير رويترز منصة بينانس، المنصة الرائدة في مجال تداول العملات المشفرة، بالموافقة على تزويد المخابرات الروسية ببيانات تخص المستخدم في 21 أبريل/ نيسان الجاري.
وأضاف التقرير الذي نُشر اليوم أن الوكالة الروسية المسؤولة عن مكافحة غسيل الأموال روسفينRosfin كانت تسعى إلى “تعقب ملايين الدولارات من عملة البيتكوين التي تم جمعها لصالح زعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني”.
وقد قام نافالني، أحد أبرز قادة المعارضة الروسية، بجمع 658 بيتكوين بين ديسمبر/ كانون الأول 2016 وفبراير/ شباط 2021، أي ما يعادل 26 مليون دولار الآن، حيث تُعد بيتكوين والعملات المشفرة قناة تمويل رئيسية للنشطاء المؤيدين للديمقراطية في روسيا.
وكان نافالني قد ترشح لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2018، لكنه تعرض للتسمم لاحقا وكشفت الأدلة تورط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB في القضية.
بينانس تفند اتهامات تقرير رويترز
رد منصة بينانس لم يتأخر، حيث نشرت بيانا اليوم نفت فيه هذه الادعاءات.
وذكرت بينانس أن التلميحات التي وردت في تقرير رويترز بمشاركة بيانات المستخدم مع وكالات الأمن الروسية، بما في ذلك البيانات الخاصة بأليكسي نافالني، خاطئة تماما.
وأضاف البيان أنه “قبل الحرب، لم تكن مشاركة بينانس في روسيا تختلف عن مشاركة أي منظمة دولية أخرى، بدءا من البنوك إلى مطاعم البرغر”.
وأكدت بينانس أنها كانت تضغط على الحكومة الروسية لتطوير إطار تنظيمي للعملات المشفرة، لا يختلف عن الجهود التي تبذلها الصناعة في الولايات المتحدة، كما دافعت عن الحاجة إلى التبادلات المنظمة للعمل مع الحكومات طالما أنها طالما أنها مصحوبة بالسلطة القانونية المناسبة”.
وشددت بينانس على أنها لا تطلب ختم الموافقة و “تحتفظ بالحق في رفض طلبات الوكالات الأمنية إذا لم تتوافق مع التدقيق”.
بين الصد والرد
لكن تحقيق رويترز يرسم صورة مختلفة، مما يشير إلى أن البورصة لم تبحث فقط عن الأعمال التجارية من المستخدمين الروس، كما فعلت الشركات المالية الأخرى، ولكنها قدمت تنازلات.
وقالت رويترز إن الرسائل النصية تُظهر أن الرئيس الإقليمي لشركة بينانس في أوروبا الشرقية جليب كوستاريف وافق على مشاركة بيانات العميل مع وكالة Rosfin ومشاركتها لاحقا مع “شريكه في العمل الذي لم يكن لديه” الكثير من الخيارات” في هذا الشأن”.
وكتب كوستاريف على صفحته على فيسبوك “إنها محض كذب أنني أو بينانس سربنا بيانات نافالني أو المستخدمين إلى Rosfin أو FSB.
وصرح المدير التنفيذي لمؤسسة حقوق الإنسان أليكس جلادستين في فبراير/ شباط 2021، أنه “في الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا، تتمتع الحكومة بالسيطرة الكاملة على النظام المصرفي، لكنها لا تتحكم في بيتكوين”.
العملات المشفرة في روسيا
وفي حين أن معظم العالم كان ينظر إلى روسيا ورئيسها، فلاديمير بوتين، على أنهما سلطويان في عام 2021 ، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير / شباط جعل رجل الدولة منبوذا في جميع أنحاء العالم. حيث تسببت العقوبات الغربية التي تم فرضها خلال الشهرين الماضيين في إعاقة الاقتصاد وتدهور قيمة الروبل بشكل سريع.
وقد بلغت أحجام التداول على الروبل /بيتكوين والروبل / تيثر أعلى نقاطها في أكثر من نصف عام خلال أيام الحرب الأولى. ورفضت بينانس، إلى جانب البورصات الأخرى، الموافقة علنا على طلب غير رسمي من نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف لحظر جميع عناوين IP الروسية من التداول.
ومع ذلك، فقد أكدت المنصة أنها ستحظر جميع الحسابات الروسية التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات.
تجدر الإشارة إلى أن السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا قد طبقوا تدقيقا إضافيا على خدمات تبادل العملات المشفرة، خشية أن تسمح المنصات للمسؤولين الروس بالتهرب من العقوبات. ومع ذلك، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في وقت سابق من هذا الشهر إن الإدارة “لم تشهد تهربا كبيرا من خلال العملات المشفرة حتى الآن”.