شرارة ديسمبر: التنين الصيني يرفع سيفه على معدّني البيتكوين مجدداً.. فما القصة؟

بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الحظر التاريخي لتعدين البيتكوين في عام 2021، تعود الصين مجدداً لتضييق الخناق على أي محاولات متبقية للتعدين داخل حدودها. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالخطر المالي، بل أصبح مرتبطاً بشكل وثيق بأجندة الدولة لتحقيق الحياد الكربوني.
منعطف جديد: استهداف “المزارع المخفية”
يُركز القرار الأخير، المتوقع صدوره رسمياً في ديسمبر، على منطقة منغوليا الداخلية (Inner Mongolia) التي كانت تاريخياً واحدة من أكبر مراكز التعدين العالمية قبل حظر 2021.
حجة القرار: أعلنت السلطات المحلية عن إجراءات تدقيق صارمة للطاقة (Energy Audits) تستهدف جميع “مراكز البيانات” الكبيرة. الهدف المعلن هو ضمان التزام المنطقة بأهدافها الصارمة للحد من استهلاك الطاقة.
الهدف الحقيقي: يرى المحللون أن هذه التدقيقات هي وسيلة لمطاردة “مزارع التعدين المخفية” التي تعمل تحت غطاء شركات التكنولوجيا أو مراكز الحوسبة السحابية.
الخناق المالي يشتد
يُضاف إلى الضغط المحلي، تقارير تشير إلى أن البنك الشعبي الصيني (PBoC) سيعزز العقوبات على أي مؤسسة مالية أو بنك تجاري يثبت تورطه في تسهيل تدفقات رؤوس الأموال لشركات التعدين العالمية التي تحاول استخدام شبكات الخدمات الصينية أو تستورد معدات التعدين.
هذه الخطوة تضمن عزل النظام المالي الصيني بشكل كامل عن صناعة التعدين العالمية، مما يقطع آخر حبال النجاة المالية عن أي عملية تعدين سرية.
التأثير على الهاش ريت والسوق العالمية
على الرغم من أن غالبية “معدل التجزئة العالمي” (Global Hashrate) قد انتقل بالفعل إلى دول مثل الولايات المتحدة، وكندا، وكازاخستان بعد حظر 2021، إلا أن القرار الأخير يحمل آثاراً مهمة:
تقلبات قصيرة الأمد: قد يشهد الهاش ريت انخفاضاً طفيفاً ومؤقتاً في الأيام التالية للإعلان الرسمي، مما قد يزيد من تقلب سعر البيتكوين على المدى القصير.
مركزية التعدين الغربية: يؤكد هذا القرار بشكل نهائي أن قوة التعدين العالمية أصبحت الآن متركزة بالكامل في الغرب وأمريكا الشمالية، معززةً بذلك حجة المستثمرين الأمريكيين حول “أمن” شبكة البيتكوين.
نمو التعدين المستدام: الضغط الصيني على الطاقة يُسرّع من توجه الدول الأخرى نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الكهرومائية) في التعدين، مما يخدم الحجة البيئية للبيتكوين على المدى الطويل.



