مقالات قد تهمكأخبار العملات الرقمية

نظرة معمقة في تراجع البيتكوين: هل هي خدعة السوق أم فرصة الحيتان؟

اختبار الصبر في عالم العملات الرقمية ليس مجرد مقولة، بل واقع يعيشه متداولو البيتكوين حالياً. فبعد أن سجلت العملة ذروتها التاريخية عند 123,800 دولار في 13 أغسطس، شهدنا تراجعاً ملحوظاً بنسبة 8.81%، مما أثار موجة من القلق والإحباط في أوساط المتداولين. ومع وصول السعر إلى 111,500 دولار، بدأ “القطيع” في إبداء ردود فعل متوقعة، وهنا تتجلى حقيقة ما يحدث في السوق للمتداولين الحكماء.

ضجيج “شراء الانخفاض” يغطي على الحقيقة

أحد أبرز المؤشرات التي تلفت الانتباه هو الارتفاع الهائل في حماس صغار المتداولين لشراء هذا الانخفاض. وقد وصلت إشارات “شراء الانخفاض” إلى أعلى مستوياتها خلال 25 يوماً، مما قد يخدع المتداول المبتدئ بأن ارتداداً وشيكاً على وشك الحدوث.

لكن في عالم التداول، هناك قاعدة ذهبية تقول: عادةً ما يتحرك السوق في الاتجاه المعاكس لتوقعات الأغلبية. عندما يتفق الجميع على أن الوقت قد حان للشراء، فهذا غالباً ما يعني أننا لم نصل إلى القاع الحقيقي بعد. يحتاج السوق إلى إشعار “القطيع” بالمزيد من الألم لدفعهم إلى البيع بخسارة، والتخلي عن تفاؤلهم. هذه اللحظة، التي يسودها اليأس، هي تحديداً ما ينتظره “الحيتان” لاقتناص الفرص.

إشارات القوة الصامتة من وراء الكواليس

بينما ينشغل صغار المتداولين بالضجيج، تكشف لنا البيانات على السلسلة والتحليلات العميقة صورة مختلفة تماماً، توضح ما يفعله كبار اللاعبين:

الحيتان تجمع بهدوء: خلافاً لحالة الذعر، تظهر البيانات أن المحافظ الكبيرة (التي تمتلك من 10 إلى 10,000 بيتكوين) لم تتأثر بالتقلبات. بل على العكس، أضافت هذه “الحيتان” 56,372 عملة بيتكوين إلى محافظها منذ 27 أغسطس. هذا التجميع القوي من كبار اللاعبين يعد أقوى مؤشر على ثقتهم بأن الهبوط الحالي محدود وأن السوق يتجه نحو الأفضل.

تقلص المعروض في المنصات: شهدت الأسابيع الأربعة الماضية سحب 31,265 عملة بيتكوين من منصات التداول. ومن منظور اقتصادي، هذا يعني أن كمية العملات المتاحة للبيع الفوري تتناقص، مما يقلل من ضغط البيع المحتمل ويدعم السعر على المدى المتوسط. إنه ببساطة قانون العرض والطلب.

مؤشر MVRV يضيء باللون الأخضر (للمحترفين):

انخفض متوسط عوائد المتداولين على المدى القصير إلى المنطقة السلبية لأول مرة منذ 10 سبتمبر. وتاريخياً، هذه ليست علامة خطر، بل إشارة قوية على أن المخاطرة أصبحت أقل. فالمتداول المحترف يرى أن الشراء عندما يكون أقرانه في حالة خسارة يمنحه ميزة رياضية، حيث تميل المتوسطات دائماً للعودة إلى نقطة الصفر.

أسواق العقود الآجلة تحتاج لمزيد من التشاؤم: قبل الهبوط الأخير، رأينا أعلى مستوى لمراكز البيع (Shorts) على منصة Binance منذ ثلاثة أشهر، لكن بعد الهبوط، تحول المتداولون بسرعة إلى التفاؤل (Longs). ولحدوث ارتداد قوي ومستدام، نحتاج لرؤية المزيد من المتداولين يراهنون على انخفاض السعر، لأن عمليات تصفية مراكزهم (Short Squeeze) هي الوقود الذي يدفع السعر للأعلى بقوة.

الخلاصة: كيف يفكر المحترف في هذه الظروف؟
المشهد الحالي معقد: فمن ناحية، يبدو السطح متشائماً بسبب حماس “القطيع” الذي قد يؤدي لمزيد من الانخفاض. ومن ناحية أخرى، الأساس قوي ومتين بفضل تجميع الحيتان والبيانات الإيجابية على السلسلة.

التراجع الحالي بنسبة 8-9% لا يُعتبر كارثياً في تاريخ البيتكوين المليء بتصحيحات تتجاوز 20-30%. وبينما قد يكون الشراء عند هذه المستويات مبرراً، فإن التسرع قد يكون فخاً.

الاستراتيجية الذكية هنا ليست “شراء الانخفاض” بشكل أعمى، بل بناء المراكز بذكاء. استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار (DCA) هي الأنسب. فبدلاً من الدخول بكامل رأس مالك عند سعر واحد، يمكنك توزيع أوامر الشراء على مستويات سعرية مختلفة (مثلاً: 112 ألف دولار، 108 آلاف دولار، 104 آلاف دولار).

هذه الطريقة تتيح لك الاستفادة من تقلبات السوق بدلاً من الخوف منها، وتقلل من المخاطر بشكل كبير. إذا استمر السعر في الانخفاض، ستتمكن من تجميع المزيد من البيتكوين بأسعار أقل، مما يقلل متوسط تكلفة الشراء. وإذا ارتد السعر للأعلى، ستكون قد ضمنت جزءاً من الأرباح من مركزك الأول.

هل ترى أن استراتيجية DCA هي الخيار الأفضل في مثل هذه الظروف، أم لديك نهج آخر تفضله؟

[adsforwp id="60211"]
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى