قانون GENIUS يحاصر أكبر عملة مستقرة: إليك التفاصيل
تقف عملة تيثر USDT، أكبر وأكثر جهات إصدار العملات المستقرة إثارة للجدل في العالم، أمام مفترق طريق حاليا، فإما الامتثال للمعايير الجديدة الصارمة أو إطلاق بديل شفاف أو الخروج الكامل من السوق الأمريكية.
ومع وجود فترة زمنية تتراوح بين 18 إلى 36 شهرا لتلبية المتطلبات أو مواجهة حظر محتمل، فإن الفصل التالي في قصة تيثر عالية المخاطر قد يعيد تعريف مشهد العملات المستقرة كما نعرفه.
هل يسيطر قانون GENIUS على تيثر؟
ومع اقتراب قانون جينيس GENIUS من أن يصبح قانونا، فإن العملة المستقرة الأكثر استخداما في العالم تواجه ساعة الامتثال الأمريكية دون أن تجد مخرجا آخر.
وتحدث السيناتور جاك ريد، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية رود آيلاند، بكل وضوح مسميا تيثر دون أي تلميح خلال تصريحاته الداعمة لمشروع القانون. وقال ريد: “هذه العملة المستقرة تسمى “تيثر”، وهي المستفيد الأكبر من هذا القانون… لم تخضع تيثر للتدقيق قط، وهذا القانون لا يتطلب ذلك”. مضيفا إليها “كوريا الشمالية وتجار الأسلحة الروس والمتاجرين بالبشر والإرهابيين وغيرهم”.
ويطالب مشروع القانون بإجراء عمليات تدقيق شاملة واحتياطيات شفافة ورؤوس أموال احتياطية ورقابة صارمة. ويتعين على شركة تيثر، التي لطالما تملصت من هذه المسؤوليات، أن تختار الآن: التكيف أو الخروج أو إطلاق منتج متوافق تماما.
وقد كانت علاقة الشركة مع الجهات التنظيمية الأمريكية متوترة. ففي عام 2021، توصلت الشركة إلى تسوية مع المدعي العام في نيويورك.
وتضمنت القضية ادعاءات بعدم دعم USDT بالكامل. ودفعت تيثر غرامة قدرها 18.5 مليون دولار، ومنعت من العمل في نيويورك. ومنذ ذلك الحين، تصدر الشركة شهادات ربع سنوية باحتياطياتها.
مع ذلك، لم تجر شركة تيثر تدقيقا كاملا ومستقلا. وهو ما شكل إنذار خطير. ولذا، فإن قانون GENIUS يعيد تسليط الضوء على هذه القضية. وعليه ستتحدد قدرة تيثر على البقاء في ظل هذه الظروف.
اقرأ أيضا: أول ولاية أمريكية توقع مشروع قانون لإضافة بيتكوين إلى الاحتياطيات الرسمية
ثلاثة أبواب وساعة تدق
ويترك قانون GENIUS لشركة تيثر ثلاثة خيارات.
- الامتثال: اعتماد عمليات التدقيق الكاملة وتنفيذ برامج صارمة لمكافحة غسل الأموال ومعرفة العميل وبناء التكنولوجيا اللازمة لتجميد العملة عند الأمر.
- الانسحاب من الولايات المتحدة كليا: وهو نهج اتبعته الشركة في أوروبا بعد فرض لائحة ميكا تراخيص وشفافية صارمة. وقد يشكل ذلك تكلفة باهظة نتيجة التخلي عن السيولة العميقة ورأس المال المؤسسي في أمريكا.
- إطلاق عملة مستقرة متوافقة مع قواعد الولايات المتحدة الأمريكية فقط: وهو الخيار الذي ألمح إليه سابقا الرئيس التنفيذي باولو أردوينو، حيث صرح بأن المنتج الجديد سيكون “مصمما لتلبية الاحتياجات المحلية”، على عكس عملة USDT التي تقدم خدماتها للأسواق العالمية التي تعاني من نقص الخدمات المصرفية.
ومع ذلك، حتى هذا المسار ينطوي على مخاطر، فهو يضعف العلامة التجارية ويدعو إلى التدقيق ولا يضمن حسن النية التشريعية. ومع ذلك، قد يجعل حجم سوق تيثر المشرعين أكثر استعدادا للتفاوض بدلا من المعاقبة.
إذا لم تكن تيثر، فمن إذن؟
وتسيطر عملة تيثر على 62% من سوق العملات المستقرة، أي أكثر من ضعف حصة شركة سيركل البالغة 25%.
لكن مع تشديد قانون GENIUS الخناق، قد تؤتي استراتيجية USDC التي تولي الأولوية للتنظيم ثمارها. فبصفتها جهة إصدار متوافقة مع القوانين الأمريكية، قد تجذب سيركل رأس المال المؤسسي والمستخدمين الباحثين عن سكك حديدية أكثر أمانا.
ومع ذلك، تخبرنا الرسوم البيانية أن الهيمنة لن تتغير بين عشية وضحاها؛ فالامتثال ليس هو نفسه الاستحواذ على السوق.
اقرأ أيضا: تيثر غولد إلى تدخل سوق العملات الرقمية التايلاندي
وقد لا تشكل العملات المستقرة سوى 1.1% من المعروض من الدولار الأمريكي، ولكن هذه النسبة تتوسع بسرعة.
وينتظر سوق العملات المستقرة مصير تيثر (ومن سيملأ الفجوة إذا تعثرت) والذي قد يشكل مستقبل الدولارات الرقمية.
