هل سيكون لمنصات التداول اللامركزية مستقبل في سوق العملات المشفرة؟
شهد سوق العملات المشفرة العام الفائت انهيارا لعدد من منصات العملات المشفرة الرئيسية، مثل FTX و Celsius.
وكانت هذه الأحداث محركا رئيسيا لمنصات العملات المشفرة اللامركزية التي عقدت آمالها في زيادة أعمالها، حيث راهنت منصات تداول P2P، مثل Uniswap و dYdX، على مستقبلها في فقدان الثقة في مؤسسات العملات المشفرة المركزية، حيث ترى أنها تقدم ملكية على العملات المشفرة للعملاء، على عكس شركات مثل FTX التي توفر فقط الوصول إلى العملات المشفرة.
إلا أن الأمور لم تسر كما أملت المنصات، حيث انهارت المنصات اللامركزية بنسبة 76٪ في حجم التداول مقارنة بالعام السابق. في غضون ذلك، تراجعت المنصات المركزية بنسبة 69٪.
ومع ظهور عمالقة TradFi مثل BlackRock و Fidelity في مساحة العملات المشفرة، فقد سارعت المنصات اللامركزية لإيجاد طرق للاحتفاظ بحصصها في السوق وزيادتها.
حاجة المنصات اللامركزية إلى التحسين
ووفقا لريتشارد غالفين، المؤسس المشارك في Digital Asset Capital Management، فقد ثبت أنه من الصعب جدا على المستثمرين المؤسسيين التحول إلى منصات P2P. بينما تستمر تصميمات المنصات اللامركزية في التحسن ولا تزال المنصات عموما أقل من ثلاث سنوات، يرى المستثمرون الكبار أن المسار المؤسسي أكثر أمانا وربحا.
وتعمل المنصات مثل بينانس باستمرار على تحسين خدماتها من خلال إدخال تقنيات جديدة، مثل شبكة Bitcoin Lightning Network التي تعد بنقل أسرع مع رسوم أقل.
من ناحية أخرى، ظهرت منصات مؤسسية جديدة، وتحديدا EDX Markets، مدعومة من قبل عمالقة ماليين مثل تشارلز شواب و Citadel Security و Fidelity. وتعد قائمة العملات المشفرة المعروضة على منصاتهم الخاصة العامل الرئيسي الذي يميز نوعي التداول.
حيث تقدم المنصات مثل بينانس أو كوينبيس مجموعة متنوعة من العملات، بما في ذلك الريبل XRP. وفي الوقت نفسه، تختار EDX Markets البقاء في الجانب الأكثر أمانا من خلال تقديم العملات المشفرة التي تمت الموافقة عليها بالفعل من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC.
اقرأ أيضا: 3 فوائد تقدمها عملات البنوك المركزية الرقمية للاقتصاد العالمي
تهديد أكبر بكثير
ويثبت صعود شركات مثل BlackRock و Valkyrie و Fidelity في مساحة العملات المشفرة أن المستثمرين المؤسسيين يفضلون المراهنة على مستقبلهم مع مؤسسات مالية راسخة، بدلا من الاستمتاع بالملكية الخاصة للعملات من خلال البورصات مثل بينانس أو كوينبيس.
وتجري شركة BlackRock حاليا محاولاتها للحصول على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) لأول صندوق ETF للتداول الفوري على الإطلاق. ومن المتوقع أن تمكّن هذه الخطوة أكبر مدير للأصول في العالم من القضاء على تعقيد تداول العملات المشفرة من خلال المحافظ الخاصة من خلال تمكين المستخدمين من الاستثمار في مستقبل الشركة، بدلا من دفع السعر الكامل للعملات مثل بيتكوين، والتي تبلغ قيمتها الآن حوالي 30 ألف دولار .
في المقابل، فإن ظهور شركات مثل BlackRock يعِد أيضا بزيادة هائلة في السيولة في السوق، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة في قيمة أي عملة مشهورة.
فقد أفاد يفيس لونغتشامب، رئيس الأبحاث في Seba Bank AG، أن ظهور وول ستريت في سوق العملات المشفرة “قد يفيد حجم التبادل المركزي في البداية ولكن قد يؤدي لاحقا أيضا إلى زيادة حجم التداول عبر المنصات اللامركزية بسبب ارتفاع الطلب على العملات المشفرة بشكل عام”.
وتراهن كوينبيس، أكبر منصة للعملات المشفرة، على طرفي الجانبين. حيث تستمر قيمة أسهم المنصة في الارتفاع نتيجة مشاركتها مع المؤسسات العملاقة.
كما تم تسمية الشركة الآن باسم “شريك المراقبة” في العديد من طلبات ETF الفورية المقدمة من المؤسسات المالية الكبرى، بما في ذلك BlackRock و Fidelity و Valkyrie. حيث تعتبر هذه المؤسسات المالية أنه وضع مربح للطرفين لأنها تهدف إلى الحصول أخيرا على موافقة من لجنة الأوراق المالية والبورصات بينما تحصل كوينبيس على ضمان مستقبلها في السوق.
