هل تمتلك عملة مشفرة: إليك ما يقوله هؤلاء العلماء

في دراسة علمية جديدة صدرت تستكشف أنواع الأشخاص الذين يمتلكون العملات المشفرة أظهرت نتائجها علامات مخيبة للآمال بعض الشيء لحاملي العملات المشفرة.

فبحسب الدراسة، يدعي باحثون أنهم وجدوا علاقة بين الاستثمار في الأصول الرقمية وإظهار علامات النرجسية والاعتلال النفسي والسادية. وأظهرت الدراسة أن “محبي العملات المشفرة” يميلون لكونهم أكثر جدلية، ويؤمنون بنظريات المؤامرة، ويعتمدون على شبكات التواصل الاجتماعي الهامشية للحصول على أخبارهم.

مالكو العملات المشفرة مرضى نفسيين!

وفي الدراسة التي شارك فيها حوالي 2000 شخص بالغ أمريكي، أكد حوالي 30% منهم أنهم قاموا بشراء أو بيع العملات المشفرة في الماضي.

وقد لاحظ الأكاديميون أن إنشاء البيتكوين في المقام الأول “كان متجذرا في انعدام الثقة الشديد في العملات والمؤسسات المالية التقليدية السائدة”، وهو ما يبدو سببا منطقيا نظرا لأنه تم إطلاقها في أعقاب الركود العالمي مباشرة.

واستدرك الأكاديميون بالقول: “إن عدم الثقة في المؤسسات والسلطات السائدة يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بخصائص مثل التفكير بالمؤامرات… والمواقف المناهضة للعلم، و”الحاجة إلى الفوضى” والتوجهات السياسية غير السائدة”.

وتشير إحدى الفرضيات الرئيسية التي طرحتها هذه الورقة البحثية (والتي لن يعجب بها الكثيرون في مجال العملات المشفرة على الإطلاق) إلى أن أولئك الذين اشتروا عملة البيتكوين “يظهرون مستويات أدنى من العوامل المرتبطة بالتفكير التحليلي”، وهو ما قد يزعم البعض أنه طريقة أخرى لوصفهم بالغباء.

وأضافت الدراسة أن الأشخاص الذين يستثمرون في العملات المشفرة ذكروا بأنهم “يعانون من مستويات أعلى بكثير من القلق والاكتئاب والاندفاع والشعور بالوحدة واضطرابات المزاج والتوتر مقارنة بغير المستثمرين فيها”، وهو أمر يمكن ملاحظته بسهولة من خلال كيفية مراقبة المستثمرين لمحافظهم الاستثمارية باستمرار في سوق مفتوح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يجعله أمرا مرهقا ومقلقا للغاية.

إضافة لذلك، فإن كثيرا من المتداولين يتظاهرون بالشجاعة خلال حديثهم عن خسائرهم، وهو ما يدفعهم للابتعاد قليلا عن الآخرين وبالتالي يعزز لديهم الشعور بالوحدة.

وواصلت الدراسة الكشف عن أن مالكي العملات المشفرة يميلون إلى الحصول على أخبارهم من “مصادر وسائل التواصل الاجتماعي البديلة” مثل Telegram و Reddit وTruth Social. وهو الأمر الذي لا توفره المنافذ التقليدية (وسائل الإعلام أو المناقشات العامة أو التغطيات الصحفية الكبيرة).

وبينت الدراسة محاولة لتجميع صورة توضح المستثمر النموذجي في الأصول الرقمية، وتوصلت إلى أن غالبية مالكي العملات المشفرة هم من الذكور وذوي الدخل العالي وأولئك الذين يشعرون بأنهم “ضحايا للحياة التي يرون أنها غير عادلة”.

الوجه الآخر

في المقابل، فإن هناك بعض القيود التي تكتنف هذا البحث. ففي المقام الأول، تم إجراء البحث في عام 2022، وقد تغير الكثير فيما يتعلق بالمناخ السياسي في الولايات المتحدة، حيث أصبح دونالد ترامب مؤخرا مدافعا صريحا عن العملات المشفرة. ولكن في وقت إجراء البحث، كان الاستنتاج واضحا: المستثمرون ليسوا بالضرورة جمهوريين.

كما أن هناك عدة أسباب تدفع الناس إلى امتلاك العملات المشفرة في مختلف أنحاء العالم، من المستهلكين في أمريكا اللاتينية الذين يبحثون عن ملاذ آمن ضد العملات المفرطة التضخم إلى أولئك الذين يسعون إلى حماية ثرواتهم بعد نزوحهم بسبب الحروب العالمية إلى أولئك الذين يبحثون عن معاملات عبر الحدود أرخص وأكثر عدالة.

ورغم أن هناك بعض الأشياء التي تميل إلى توحيد مجتمع العملات المشفرة، وفي مقدمتها الشغف بالحرية والشمول المالي والخصوصية ، إلا أنه في الحقيقة عبارة عن جامعة واسعة مليئة بالخلافات والاختلافات والتمييزات.