معلومات تسمعها لأول مرة حول واقع العملات المشفرة في العالم العربي

في عالم يضج بالتكنولوجيا الجديدة من كل حدب وصوب، وجد عالم الكريبتو طريقه ضمن هذا الفضاء الكبير، حيث أصبح عالما بحد ذاته، وبدأت تتهافت عليه العديد من الدول الغربية منها والعربية.

ولكن ضمن هذا المقال سنتحدث فقط عن مراحل تطور عالم الكريبتو في العالم العربي، وبما أن العالم العربي من بين  المناطق المسلمة في المقام الأول، فإن التمويل الإسلامي يرشد هذه التوجهات.حيث يعتبر موطنا لأكبر البنوك الإسلامية في العالم.

التمويل الإسلامي هو المثال الوحيد للنظام المالي يعتمد مباشرة على المبادئ الأخلاقية، ولا يوفر إرشادات الاستثمار فحسب، بل أيضا مجموعة من منتجات الاستثمار والتمويل الفريدة.

في الواقع، يدعو التمويل الإسلامي إلى اعتماد الأنشطة الاقتصادية الموجهة نحو التأثير وتخصيص الموارد لتلبية الاحتياجات المادية والاجتماعية لجميع أفراد المجتمع. وبموجب الشريعة الإسلامية، فإن المال هو أداة قياس للقيمة وليس أصلا في حد ذاته. لا ينبغي لأحد أن يكون قادرا على تلقي الدخل من المال وحده، لذلك تعتبر الأرباح من الفائدة أو المضاربة استغلالية، وبالتالي فهي محظورة، أو حرام.

ولهذا السبب، نظرت بعض البنوك المركزية وقادة الحكومة في البداية إلى التشفير، وحتى اليوم في المنطقة، هناك نهج غير متساوٍ لهذه التقنيات الجديدة.

ومع ذلك، أقر القادة في جميع أنحاء المنطقة بأن تطبيقات Web3 والبلوكتشين هي طريقة تمويل بديلة حيوية، مما يوجه الأموال إلى الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية الموجهة نحو التأثير التي تلبي الأسس الرئيسية للتمويل الإسلامي.

هذا وقد كان الشرق الأوسط هو أسرع سوق للكريبتو الأسرع نموا، مما يشير إلى أن الأفراد والمؤسسات على حد سواء يتبنى القدرات التكنولوجية لـ البلوكتشين.

إن تأجيج هذا الاهتمام والتبني هو جودة البحث والموارد التعليمية والمؤتمرات واهتمام وسائل الإعلام. حيث تشعر البنوك المركزية بالضغط من أجل تطوير سياسات متماسكة تتبنى الابتكار. وفي النهاية، على عكس بعض الدول الأخرى، فإن حظر التشفير غير ممكن. وإذا أصبحت جميع العملات الرقمية، فقد تحظر هذه الخطوات جميع العملات الرقمية، وبالتالي المرحلة التالية في تطور الاقتصاد الرقمي.

وإليك الآن نظرة فاحصة على بعض الدول الرئيسية:

1- الإمارات العربية المتحدة

تقود الإمارات العربية المتحدة المنطقة، وتتقود دبي في حد ذاتها مع حوالي ثلث جميع الطلبات الحكومية التي تعمل على البلوكتشين. وقد دعمت أيضا ابتكارات السياسة المثيرة للاهتمام مثل إنشاء شرطة الميتافيرس لمراقبة السلوك غير القانوني في العوالم الافتراضية المبنية بشكل متزايد على Web3.

وأيضا أصدرت هيئة الخدمات المالية في دبي لوائح حول العملات الرقمية  للعملاء الذين يرغبون في استخدام فئة العملات الجديدة هذه. وقد تم إصدار الإعلان لتوسيع نطاق أنظمة الأصول الافتراضية المتاحة، وبناء على لوائح رمز الاستثمار التي تم الإعلان عنها في أكتوبر 2021.

اقرأ أيضا: ما هو العائد الحقيقي في التمويل اللامركزي؟

هذا وتعلن الإمارات بين الحين والآخر مجموعة من الخطوات التي تزيد من تبنيها للكريبتو في البلاد.

2- المملكة العربية السعودية

تعتمد المملكة Web3 بأشكال عديدة. على سبيل المثال، احتفلت المملكة العربية السعودية يومها الوطني في الميتافيرس لأول مرة. وأيضا تعاون البنك المركزي السعودي (SAMA) والبنك المركزي للإمارات العربية المتحدة في CBDC التجريبي.

كما يعمل السعوديون على تميز العقارات بالإضافة إلى تنفيذ البلوكتشين في قطاع الرعاية الصحية وسلسلة التوريد. في الآونة الأخيرة، استخدم البنك البريطاني السعودي (SABB) البلوكتشين لتعزيز رقمنة خطابات الائتمان.

3- البحرين

أصدر البنك المركزي للبحرين (CBB) اللوائح النهائية في فبراير استجابةً للطلب المتزايد على العملات الرقمية، والتي تضمنت ترخيص منصة تداول عملات رقمية قائمة على البلوكتشبن تسمى رين (Rain) والتي تتيح للمستخدمين شراء وبيع وتخزين العملات المشفرة. ولديها أكثر من 180،000 مستخدم وكان هناك أكثر من 1.9 مليار دولار في المعاملات.

كما تلقت بينانس وكوين مينا تراخيص مقدم خدمة عملات رقمية. وقامت البحرين حتى بإنشاء أول صندوق  تنظيمي في المنطقة ويركز على تطبيقات البلوكتشين التي تعزز سلاسل التوريد الخاصة بها.

4- سلطنة عمان

كانت عُمان من بين قادة البلوكتشين. فقبل بضع سنوات، عملت الحكومة في مشروع هائل من خلال جدولة الدورات والندوات لزيادة الوعي بأهمية التكنولوجيا. وقام البنك المركزي في عُمان بالتعاون مع خبراء لدراسة مزايا وعيوب التصريح باستخدام العملات المشفرة في اقتصادها.

في الآونة الأخيرة، عقدت شركة الطاقة البارزة، وهي شركة شاواميخ لخدمات النفط، شراكة مع Frontech لتطوير نظام مستدام لإدارة الطاقة مبني على تقنية البلوكتشين. وستقوم بتتبع وحدات إنتاج الطاقة المستدامة على البلوكتشين.

5- قطر

لسنوات عديدة، حظر بنك قطر المركزي (QBC) تعدين واستثمار البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة. ولكن في الآونة الأخيرة، ارتفع الاهتمام بتكنولوجيا البلوكتشين في البلاد، وبالتالي فإن QBC بدأ يغير نهجه. حيث  أظهر اهتماما قويا بإنشاء إطار قانوني لاستخدام العملات الرقمية وتطبيقات البلوكتشين ويستكشف حلولا رمزية للعقارات.

هذا ويعد تبني البلوكتشين ناشئا في قطر، مما يترك شركات تطوير البرمجيات مع مجال للابتكار. وعلى قدم المساواة، اختار منظمو كأس العالم FIFA الشركات الناشئة (البلوكتشين) من أجل بيانات اعتمادها.

اقرأ أيضا: ما هي أفضل تطبيقات تعلم اللغة الألمانية؟

وأخيرا، يمكننا أن نرى أن دول الشرق الأوسط قد بدأت تفكر في الاتجاه الصحيح بدخولها إلى هذا الفضاء، على أمل أن نشهد بقية الدول ترعى هذا الجانب، لعله يكون الأمل ومفتاح النجاة من الكثير من المشكلات الاقتصادية، والتي من ضمنها التضخم الهائل، والأزمات المصرفية.