كيف ستجلب تقنية “بلوكتشين” حالات استخدام جديدة إلى القطاع التعليمي؟

احتلت تكنولوجيا بلوكتشين blockchain مركز الصدارة في تحويل مختلف الصناعات حول العالم، من اللامركزية المالية والتصنيع إلى مصادقة البيانات في الخدمات اللوجستية ورسملة الأصول الافتراضية.
حيث يتوقع أن تُحدث هذه التكنولوجيا ثورة في المزيد من الصناعات، باعتبارها سوقاً تبلغ قيمته تريليون دولار، ويعتبر التعليم أحد هذه الصناعات الرئيسية.
اقرأ أيضاً: أديداس ويب3 تطلق مبادرة الأولى من نوعها في عالم بلوكتشين والفن الرقمي
ولكن لكي لا نتسرع، فإن تبني تقنية بلوكتشين blockchain في مجال التعليم لا يزال في مراحله الأولى، حيث أن نسبة 2% فقط من مؤسسات التعليم العالي اعتمدت هذه التقنية حتى عام 2019.
ويتوقع استطلاع الرأي الذي أجرته شركة البحوث جارتنر Gartner، أن 18% إضافية من المؤسسات التعليمية ستعتمد هذه التقنية بحلول عام 2021.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أنه لا يمكن الاستهانة بدور تقنية بلوكتشين blockchain في التعليم، إلا أنها لا تزال هناك فجوة كبيرة ومتسعة في كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا عبر مستويات التعليم العليا والدنيا.
ولحسن الحظ، يعمل العديد من المطورين على سد هذه الفجوة، من خلال جلب تقنية بلوكتشين إلى مستويات التعليم الابتدائي والثانوي.
النمو غير المتناسب لتقنية بلوكتشين في مجال التعليم
لقد ساعدت جائحة كوفيد-19 على ظهور تقنية بلوكتشين في التعليم بشكل كبير، حيث تم إغلاق المدارس وتنفيذ إجراءات الإغلاق في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم.
كما سعى الآباء والمعلمون والطلاب حول العالم، إلى إيجاد بدائل لضمان التعلم المستمر حتى عندما كانت المدارس مغلقة، وبذلك ظهرت تقنية بلوكتشين كخيار قابل للتطبيق.
وبحسب صحيفة ديلي جورنال The Daily Journal، فقد بلغت القيمة العالمية في سوق التعليم 118.73 مليون دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن تنمو إلى 1.056 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب قدره 43.94 خلال الفترة المتوقعة.
من ناحية أخرى، فإن تقنية بلوكتشين في التعليم لا تزال تركز بشكل كبير على مؤسسات التعليم العالي، على الرغم من أن هذه التكنولوجيا تقدم حالات استخدام واسعة النطاق في جميع مستويات التعليم.
حيث تظهر البيانات المقدمة من شركة زيبدو Zipdo لأبحاث العملات المشفرة، أن 91.3% من الشركات التعليمية الناشئة التي تطبق تقنية بلوكتشين تتركز في التعليم العالي، الأمر الذي يجسد الموجة غير المتناسبة من نمو التقنية في التعليم، والمكان الذي يكون فيه التقدم الرقمي محسوس بشكل أكبر.
إنشاء المحتوى: دور جديد لتقنية بلوكتشين في التعليم
ركّز المطورون بشكل واسع على مؤسسات التعليم العالي كما ذكرنا آنفاً، تاركين المستويات الأدنى متعطشة للتكنولوجيا. ولكن بعيداً عن التصديق والتحقق من الشهادات والدبلومات، توفر المنصات الجديدة القائمة على تقنية بلوكتشين حالات استخدام جديدة للصناعة، وتشجع بشكل كبير على إنشاء محتوى تعليمي وألعاب للأطفال.
على سبيل المثال، يهدف تطبيق تايني تاب TinyTap، وهو تطبيق الويبWeb 2، إلى الانتقال لـ الويبWeb 3 في المستقبل، مما يسمح للمبدعين بإنشاء ألعاب تعليمية للأطفال.
إضافة إلى أنه سيمكّن المدرسين من التعاون في المشاريع حول العالم، وبيع المحتوى الخاص بهم وجمع حقوق الملكية من خلال رموز NFTs، مما يوفر طريقة جديدة للكسب بالنسبة للمعلمين في جميع أنحاء العالم.
علاوة على ذلك، يهدف البروتوكول إلى إحداث ثورة في قطاع التعليم، من خلال إنشاء مسارات جديدة للمتعلمين لاكتساب المعرفة وكسب المال، وستسمح المنصة للمدرسين والمعلمين بأخذ اهتماماتهم التعليمية وإنشاء دورات تدريبية يمكن بيعها في هذا السوق المفتوح.
تقنية بلوكتشين في التعليم هي للجميع
يشير تقاطع هذه التكنولوجيا مع التعليم إلى التقدم والإمكانيات الواسعة، حيث يسلط بناء مرافق جديدة لتقنية بلوكتشين في التعليم، الضوء على الثقة المتزايدة والتطوير والاستثمار في إمكانات هذه التقنية، لإحداث إدارة البيانات والتحقق من صحة السجلات التعليمية والحد من الاحتيال، وتقديم حالة الاستخدام الجديدة في إنشاء المحتوى.
وبصرف النظر عن التطورات التي تركز على الطلاب في مؤسسات التعليم العالي، فإن هذه التقنية ستجلب الرقمنة إلى مستويات التعليم الأدنى، وتضيف عنصراً يركز على المعلم في إنشاء المحتوى التعليمي.
اقرأ أيضاً: ما أهمية التدريب والتعليم لمحترفي الكريبتو؟
ويمكننا القول ختاماً، أن نمو منصات مثل تايني تاب TinyTap، ستدفع نحو توسيع تقنية بلوكتشين في التعليم، ووضع معيار جديد، إضافة إلى أنه ستصبح تقنية بلوكتشين في التعليم أكثر بروزاً إلى الواجهة مستقبلاً، مع انجذاب المستويات الأدنى من المؤسسات التعليمية نحو هذه التكنولوجيا لتبسيط إنشاء المحتوى، وتعزيز نماذج الربح الشفافة والآمنة للجميع في صناعة التعليم.