تداول الزخم في سوق العملات الرقمية: كيف يعمل وما هي العوامل المؤثرة في نجاحه؟
برزت أسواق العملات الرقمية كسوق مالي عالمي ديناميكي للغاية، يوفر فرصاً لا مثيل لها لكل من المتداولين النشطين والمستثمرين على حدٍ سواء.
وسنحاول في هذا المقال، التعمق في أسباب وجود اتجاهات الأسعار وميلها إلى الاستمرار في أسواق الأصول الرقمية.
اقرأ ايضاً: هيئة تداول السلع الآجلة تكشف عن مكافأة بقيمة 15 مليون دولار للمبلغين عن مخالفات الكريبتو
لماذا يعمل تداول الزخم بشكل جيد في أسواق العملات الرقمية؟
على الرغم من صعوبة تحديد السبب الدقيق وراء قدرة سعر السوق الخاص بعملة معينة، على تحقيق تغيرات سعرية مستمرة وظواهر اتجاهية، إلا أن هناك عدة عوامل تتبادر إلى الذهن عند النظر في سوق العملات الرقمية:
اهتمام محدود من قبل المستثمرين
واحدة من الأسباب الرئيسية التي تجعل التداول بالزخم يزدهر في أسواق العملات الرقمية، هي توفر الفرص التجارية بشكل مستمر.
فعلى عكس الأسواق التقليدية للأسهم، التي تحدد لها ساعات تداول محددة، تعمل أسواق العملات الرقمية على مدار الساعة طوال أيام السنة، وفي هذه البيئة المستمرة للتداول، قد يفوت المستثمرين تطورات هامة، وقد تتأخر محافظهم وأنشطتهم التجارية في متابعة أخبار السوق أو تغيرات الأسعار.
من ناحية أخرى، يشارك في أسواق العملات الرقمية العديد من المستثمرين غير المحترفين، الذين لديهم العديد من المسؤوليات اليومية بجانب أسواق العملات الرقمية وتدفق الأخبار.
حيث يؤدي التأثير الصافي لهذه القيود على انتباه السوق، إلى خلق فرص لمتداولي الزخم القائمين على القواعد، للاستفادة من ردود الفعل المتأخرة للمشاركين في السوق.
التداول بالتغذية الراجعة الميكانيكية
غالباً ما يؤدي التداول بالرافعة المالية وأوامر وقف الخسارة، إلى التداول بالتغذية الراجعة الميكانيكية (تشير إلى استخدام أنظمة التداول الآلي أو الخوارزميات لجمع المعلومات حول الأسواق المالية وتحليلها لاتخاذ قرارات التداول) في أسواق العملات الرقمية.
فعندما تتحرك الأسعار في اتجاه مستمر، يمكن تفعيل أوامر وقف الخسارة، ويمكن أن يتم طرد المتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية من مراكزهم الخاسرة، مما يزيد من التداولات الهامشية شراءً أو بيعاً في اتجاه حركة الأسعار.
ويمكن لهذه الظاهرة الفنية أن تدعم وتعزز سلوك الاتجاه، مما يجعل استراتيجيات تداول الزخم فعالة بشكل خاص.
تأثيرات الشبكة
يتم دعم العملات الرقمية (خاصة بيتكوين وإيثيريوم وعملات بلوكتشين الأصلية) بتأثيرات الشبكة، وهذا يعني أن قيمة وفائدة هذه الأصول الرمزية، تزداد مع انضمام المزيد من المستخدمين والمطورين إلى المنظومة.
حيث أن هذا النمو المركب يعزز الزخم بطبيعته، ومع تعزيز تأثير الشبكة، ينجذب المزيد من المستثمرين، وتميل الأسعار إلى اتباع مسار تصاعدي مستمر.
التأخير في تحديث طرق العرض
غالباً ما يتسم سلوك المستثمر بالتأخر في تحديث طرق العرض، والميل إلى الالتزام بالمعتقدات السابقة الراسخة، لذلك تعد فئة أصول العملة الرقمية أكثر استقطاباً بشكل ملحوظ، من الأسواق الحالية والأكثر رسوخاً.
كما ويمكن أن يؤدي هذا التحيز، إلى اعتناق المستثمرين وجهات نظر قديمة حول السوق، على الرغم من التطورات المتناقضة في أسعار السوق.
على سبيل المثال، قد يتمسك المتداول بالاعتقاد بأن السوق لا يزال في دورة سوقية صاعدة، بينما تنخفض اتجاهات الأسعار.
اقرأ ايضاً: شركة محافظ الكريبتو Backpack تطلق تداول العملات الرقمية بترخيص دبي
وعلى العكس من ذلك، قد يصر متداول آخر على أنه في خضم شتاء العملات الرقمية (الانخفاض)، حتى مع ارتفاع إيثريوم وبيتكوين.
لذلك يجب أن نتوقع استمرار الأسعار السائدة في أسواق الأصول الرقمية، مما يجعل مؤشرات الزخم أداة استراتيجية مفيدة في الأصول الرقمية.
