الوصول إلى إصدار جديد لتعزيز أمان المنصات اللامركزية فما هو؟

بدأت تجارب ترميز البلوكتشين في عام 2012 باستخدام “العملات المعدنية الملونة”، ومع ذلك على الرغم من هذا الإصدار الأولي، يتفق الكثيرون على أنه لم يتم حتى عام 2014 تحقيق الإمكانات الكاملة للترميز مع إصدار لغة البرمجة التي سمحت للبرامج والتطبيقات المعقدة على الإيثريوم بالتفاعل مع بعضها البعض ومع شبكة الإيثريوم، ومع القدرة على إصدار عملات مخصصة دون عبء الحفاظ على بنية البلوكتشين الأساسية كاملة، وتم نشر أكثر من 600000 عقد رمزي على شبكة الإيثريوم الأساسية، مما أدى إلى بدء اقتصاد رقمي قادم.

ولكن وعلى الرغم من دورها الأساسي في الصناعة، فإن العملات الرقمية لم تشهد أي تقدم إذا ما تعلق الأمر بالأمن، لذلك في حين شهد استخدام العملات الرقمية اعتماداً ونمواً على نطاق واسع، فلا تزال العديد من العملات الرقمية عرضة للانتهاكات الأمنية.

كما أن أساس الشفافية في البلوكتشين هو أن النشاط المالي للمستخدم متاح للجمهور على الشبكة، مما يجعل عشاق التشفير عرضة للابتزاز أو الاختراق أو التمييز بناءً على المعلومات الشخصية التي يمكن الحصول عليها، مثل مستوى الثروة أو الانتماءات السياسية أو التوجه الجنسي، ولهذا السبب، تصبح العملات الرقمية السرية ضرورية للمستخدمين ذوي الملاءة المالية العالية وعملاء المؤسسات الذين يحتاجون إلى الخصوصية للحفاظ على ميزتهم التنافسية في السوق.

وأدت الحاجة المتزايدة لأمن بلوكتشين لاحقاً إلى إطلاق عملات الخصوصية، وبحكم التعريف هذه العملات هي نوع من العملات المشفرة التي توفر للمستخدمين إخفاء الهوية والسرية عند إجراء المعاملات، وللقيام بذلك تعتمد هذه العملات على تقنيات تشفير متقدمة لإخفاء تفاصيل المعاملة، مثل المرسل والمستقبل والمبلغ المرسل، بينما تعمل عملات الخصوصية من الناحية النظرية، فإن مستوى الخبرة الفنية اللازمة لتنفيذ هذه الميزات كان معقداً للغاية لاعتماده على نطاق واسع، لذلك تصبح المشكلة على مستوى السوق هي تمكين إطلاق العملات الرقمية السرية مع ميزات الخصوصية الأصلية لعملات الخصوصية دون الحاجة إلى الخبرة الفنية لإصدارها بشكل جماعي.

تعزيز الأمن على مستوى الصناعة

مع وجود حاجة واضحة للتقدم في الخصوصية على المستوى التأسيسي، تعتبر الشبكة التي تعمل بأمان على مستوى المؤسسة ضرورية لتعزيز اعتماد العملة المشفرة، وقد تتضمن بعض المتطلبات الرئيسية لهذا الحل القدرة على خدمة قاعدة مستخدمين واسعة، ولا سيما وبالنظر إلى القيم الهائلة التي يتم التعامل معها يومياً عبر صناعة التمويل اللامركزي، بينما تجعل في نفس الوقت من المستحيل على الطرف الخارجي تمييز العملات الرقمية المحددة المشاركة في عملية تحويل.

كما تشمل الخصائص الرئيسية الأخرى إمكانية التعقب، والتي تمنع تحديد هوية المرسل، ويعد عدم الارتباط أيضاً أمراً أساسياً، لأنه يجعل من المستحيل تمييز ما إذا تم إرسال أكثر من معاملة واحدة إلى نفس المستلم، وبالإضافة إلى ذلك فإن عدم القدرة على تمييز العملات الرقمية يجعل من الصعب تحديد العملة التي تم تضمينها في أي معاملة معينة، وفي الوقت نفسه تضمن الخصوصية عدم الكشف عن مبلغ العملات الرقمية السرية التي تم التعامل معها.

أخيراً، يجب أيضاً النظر في تشويش IP، لأنه يجعل من المستحيل تقريباً تتبع الموقع الجغرافي لمنشئ المعاملة، ولهذا السبب يتفق الخبراء على أن حلاً كهذا سيصبح طبقة الأمان الحاسمة التي تفتقر إليها المنصات اللامركزية حالياً، ونظراً لأنها توفر أماناً على مستوى المؤسسات فإنه يعد أمراً ضرورياً للمعاملات التي تنطوي على كميات كبيرة من العملات الرقمية، علاوة على ذلك ستوفر طبقة الأمان الإضافية للمستخدمين إحساساً بالأمان والطمأنينة، وبالتالي زيادة الثقة في صناعة المنصات اللامركزية من مستوى الفرد والعمل، ومع نشر هذه الشبكة يُعتقد أن حالات الاستخدام المحتملة تمتد إلى مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الخدمات المالية والرعاية الصحية والعقارات، بالإضافة إلى أمور أخرى.

تحديد أسبقية جديدة

يتم تجريب الأساس الجديد الناتج بواسطة Zano، وهي عملة مشفرة آمنة وقابلة للتطوير تم تصميمها للاستخدام في تطبيقات التجارة الإلكترونية، وستصبح Zano متاحة للجمهور كأساس متقدم وآمن للغاية لتقنية البلوكتشين الحديثة، ومع استكمال إثبات العمل المختلط وإثبات الحصة بدعم إجماع مع المعاملات السرية وتكامل المبالغ المخفية، ستقدم Zano مجموعة كاملة من إجراءات أمان العملات الرقمية.

وعند التفكير في هذا الإصدار، شارك أحد أعضاء الفريق قائلاً: “على حد علمنا، تعاني جميع معايير العملات الرقمية من الجيل الأول من نفس نقاط الضعف مثل الشفافية الكاملة و كنافذة منبثقة لموافقة ملف تعريف الارتباط بدون زر إلغاء الاشتراك، بالإضافة إلى بيانات المعاملة المفصلة، ويحتمل أن تكون مخترقة، ومتاحة لأي شخص عبر مستكشف الكتل ذي الصلة “.

لذلك، من خلال توفير أساس أكثر أماناً، يكون فريق Zano في وضع يسمح له بتشجيع بناء فئة جديدة من التطبيقات اللامركزية والعملات الرقمية، والاستفادة من أمان Zarcanum .

ومع هذه الأسس، أصبح Zano خياراً جذاباً للأفراد والمؤسسات الذين يتطلعون إلى إصدار عملاتهم الخاصة ورموزهم الرقمية على البلوكتشين، وهو أكثر أماناً بشكل ملحوظ من العملات المشفرة من الجيل الأول.