تعرف على الحوسبة المتعددة الأطراف MPC وتأثيرها على الابتكار في البلوكتشين
تعتبر تقنية بلوكتشين حجر الزاوية في عالم التكنولوجيا الحديث، حيث تنمو الحاجة معها إلى الخصوصية، لذلك ظهرت إثباتات المعرفة الصفرية ZK كحل فعال، إلا أنه هناك تقنية جديدة تسمى الحوسبة المتعددة الأطراف MPC.
اقرأ أيضاً: أول سوق لا مركزي للحوسبة السحابية.. ما هي عملة AKT الرقمية؟
ماهي الحوسبة المتعددة الأطراف؟
لنفترض أنك تريد أن تثبت سراً لديك دون أن تكشفه، وهذه هي إثباتات المعرفة الصفرية، التي تضمن خصوصية المعاملات في نظام شفاف، لكن لها تحدياتها ولا سيما متطلباتها الحسابية.
في المقابل، فإن الحوسبة المتعددة الأطراف هي بمثابة مجموعة من الأشخاص، الذين يقومون بحل لغز ما دون إظهاره، أي التعاون دون الكشف عنه.
من جهة أخرى، تعتبر الثقة في عالم بلوكتشين أمر هام، ولكن الخصوصية هي أمر فائق الأهمية، ويمكن أن تقدم الحوسبة المتعددة الأطراف منظور جديد، يسمح للمستخدمين بمعالجة كل من هذه المخاوف.
إثباتات المعرفة الصفرية مقابل الحوسبة المتعددة الأطراف
يتنافس في عالم خصوصية بلوكتشين اثنين من المتنافسين:
1-اثباتات المعرفة الصفرية
تشبه اثباتات المعرفة الصفرية عمل الساحر، حيث تقوم باثبات المعرفة دون الكشف عن السر. فهي رائعة لخصوصية المعاملات، ولكنها يمكن أن تكون كثيفة الموارد، خاصة في الشبكات الكبيرة.
2-الحوسبة المتعددة الأطراف
تدور الحوسبة المتعددة الأطراف حول التعاون، وهي فعالة وقابلة للقياس بشكل جيد، ويمكن أن تكون أكثر بساطة في حالات استخدام معينة، مقابل اثباتات المعرفة الصفرية.
وبينما تبهرنا اثباتات المعرفة الصفرية بالسحر المنفرد، تعمل الحوسبة المتعددة الأطراف على تنسيق الجهد الجماعي، ويتوقف الاختيار بينهما على الاحتياجات المحددة لتطبيق بلوكتشين.
الشفافية والخصوصية
واجه مجتمع بلوكتشين تحدي تحقيق التوازن بين الشفافية والخصوصية منذ زمن طويل، إلا أن الحوسبة المتعددة الأطراف ستقدم حلاً مقنعاً، حيث لا يقتصر الأمر على إخفاء البيانات فحسب، بل يتعلق بالحوسبة والتعاون في البيانات دون الكشف عنها على الإطلاق.
كما وتتمثل كفاءة هذه التقنية في السيناريوهات التي تنطوي على العديد من أصحاب المصلحة، وسواء كانت البنوك التي تكتشف الأنشطة الاحتيالية بشكل مشترك، أو الشركات التي تتعاون في تحليلات البيانات دون الكشف عن معلومات الملكية، فإن تطبيقات الحوسبة المتعددة الأطراف واسعة ومتعددة الاستخدامات.
من جهة أخرى، ومع إدراك الصناعات بشكل متزايد لأهمية خصوصية البيانات، سواء من المنظور التنظيمي أو من منظور ثقة المستهلك، أصبحت الخيارات مثل الحوسبة المتعددة حلاً محتملاً، فهي توفر طريقة للاستفادة من فوائد البيانات المشتركة، دون المخاطر المرتبطة بها.
البقاء في الطليعة
لاشك أنه من السهل في عالم بلوكتشين الديناميكي، التركيز على ما هو مألوف، حيث حظيت إثباتات المعرفة الصفرية بالكثير من الاهتمام، وهي محقة في ذلك، إلا أنه هناك خطر كبير، وهو تجاهل الإمكانات المتزايدة للخيارات الأخرى.
إضافة إلى أن البقاء في المقدمة لا يقتصر فقط على تبني الاتجاهات الحالية، بل يتعلق بتحديد أين تكمن الموجة التالية من الابتكار.
اقرأ أيضاً: شركة محافظ الكريبتو Backpack تطلق تداول العملات الرقمية بترخيص دبي
أخيراً، تعتبر إثباتات المعرفة الصفرية في منظومة بلوكتشين بمثابة ركيزة أساسية للخصوصية. والأمر هنا ليس تنافسياً بين إثباتات المعرفة والحوسبة المتعددة، بقدر ماهو ترسيخ للدفاعات، ويمكن القول بأن هذه التقنية تتخطى الحدود، وتقدم ميزة لا تتعلق بالتعتيم بل بالابتكار.