تغير المناخ يواجه تأثيراً مزدوجاً بسبب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
لطالما وعد الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل كيفية تعاملنا مع تغير المناخ، فهو يوفر أدوات لرصد إزالة الغابات، وتتبع التلوث، وحتى التنبؤ بالظواهر الجوية المتطرفة.
حيث ألقى العمالقة مثل جوجل، بثقلهم وراء الذكاء الاصطناعي، زاعمين أنه يمكن أن يخفض الانبعاثات العالمية بشكل كبير.
إلا أنه ومع ذلك، فهناك موجة جديدة من الشكوك تتحدى هذا التفاؤل، ويرى المنتقدون أن التكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي قد تفوق فوائده، مشيرين إلى زيادة استخدام الطاقة، وانتشار المعلومات المضللة.
اقرأ أيضاً: الخطوط الجوية القطرية تكشف عن أول طاقم طيران يعمل بالذكاء الاصطناعي
التكلفة الخفية لاستهلاك الطاقة
تتمثل إحدى أهم المخاوف في تعطش الذكاء الاصطناعي للطاقة، فمع ازدياد تعقيد أنظمة الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة الحاسوبية، مما يؤدي إلى زيادة طفيفة في الطلب على الكهرباء.
من جهة أخرى، يتم دعم هذه الزيادة من خلال مراكز البيانات بشكل أساسي، والتي من المقرر أن تتضاعف، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في انبعاثات الكربون.
ويسلط النقاد الضوء على أنه حتى مع تحسين كفاءة استخدام الطاقة، فإن التأثير الصافي هو زيادة في البصمة الكربونية.
إضافة إلى أن الحقيقة الصارخة، هي أن الطاقة اللازمة لعمليات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تغذي 120 أسرة أمريكية لمدة عام.
معلومات خاطئة حول تغير المناخ
يعتبر الذكاء الاصطناعي سبباً لنشر المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ، حيث أصبحت عملية توفير محتوى كاذب أو مضلل حول علوم المناخ، أسهل من أي وقت مضى، مما يقوض الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة.
كما أن السهولة التي يمكن بها للذكاء الاصطناعي، إنتاج ونشر المعلومات المضللة، يمكن أن تؤدي إلى إعاقة الإجراءات والسياسات المناخية الحاسمة.
الجدير بالذكر أنه على الرغم من هذه التحديات، فإن الأمر لا يقتصر على التشاؤم والكآبة، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً في معالجة تغير المناخ، بدءًا من تتبع الصيد غير القانوني، وحتى التنبؤ بحرائق الغابات.
والمفتاح هو إيجاد التوازن الذي يزيد الفوائد إلى الحد الأقصى مع تقليل الأضرار، كما تعد الشفافية في استخدام الطاقة والمراقبة اليقظة للمعلومات المضللة، خطوات حاسمة للأمام.
بدوره يشير جيسي دودج من معهد ألين للذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي يوفر مزايا كبيرة في علوم المناخ، وجهود الحفاظ على البيئة، على الرغم من تسريع مهام معينة، وربما حتى تلك الضارة.
الطريق إلى الأمام
لا بد من الإشارة هنا، إلى أن الجدل حول دور الذكاء الاصطناعي في تغير المناخ، هو تذكير بالتعقيدات التي تأتي مع التقدم التكنولوجي.
حيث يتعين علينا أن نواجه سلبياته ونديرها، وهذا يستدعي بذل جهد تعاوني بين شركات التكنولوجيا، والمجموعات البيئية، وصناع السياسات.
والهدف هو ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي بمثابة أداة لتحقيق الخير، وتعزيز كفاحنا ضد تغير المناخ، دون المساس بصحة الكوكب أو حقيقتنا المشتركة.
ويمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي يقف على مفترق طرق، إذ يتمتع بالقدرة إما على تعزيز جهودنا ضد تغير المناخ، أو تفاقم التحديات القائمة.
اقرأ أيضاً:NVIDIA تبرز كقوة مهيمنة وسط تحول السوق نحو الذكاء الاصطناعي
وبينما نمضي قدماً، يجب أن يكون التركيز على تسخير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وضمان إدارة استهلاكه للطاقة، وتقليص قدرته على نشر المعلومات المضللة.