الصين تطور منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتتبع الباحثين العالميين
حققت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين قفزة كبيرة إلى الأمام، من خلال تقديم منصة رائدة أطلق عليها اسم “العقل الفائق”.
حيث تم تصميم هذا النظام المبتكر، لإحداث ثورة في مشهد الذكاء الاصطناعي، من خلال التتبع الدقيق لأنشطة ملايين العلماء والباحثين، في جميع أنحاء العالم.
وتهدف مبادرة العقل الفائق، إلى مراقبة وتحديد واكتساب التقنيات الرائدة، عبر نشر خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، التي يمكن أن تشكل المستقبل.
من جهة أخرى، وبالتعمق في هذا المسعى الرائع، يصبح من الواضح أن الصين تستثمر استراتيجيا في إنشاء مركز للمعلومات والاستخبارات، في شنتشن جنوبي البلاد.
حيث أن شهرة شنتشن كمركز لعمالقة التكنولوجيا العالمية، مثل هواوي وتينسنت، يجعلها موقعاً مثالياً لإيواء مثل هذه المبادرة المحورية.
اقرأ أيضاً: الصين تتخذ إجراءات جديدة ضد الجرائم الإلكترونية المتعلقة بتقنية بلوكتشين
الجدير بالذكر أن الكشف عن العقل الفائق، قد استحوذ على اهتمام واسع النطاق، ليس فقط داخل الصين، بل وأيضاً على المستوى الدولي.
حيث سلطت وسائل الإعلام، التي تسيطر عليها الدولة والمؤسسات الأكاديمية المرموقة (مثل جامعة تسينغهوا)، الضوء على أهميته.
ويؤكد هذا المشروع الطموح، التزام الصين بتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وتصميمها على تأكيد مكانة بارزة في المشهد التكنولوجي العالمي.
من ناحية أخرى، تمثل مبادرة العقل الفائق (المدعومة بشكل أساسي من حكومة شنتشن)، الجهود المتضافرة التي تبذلها الصين، لتعزيز براعتها التكنولوجية على المسرح العالمي.
حيث يشير المشروع (باستثمار أولي قدره 280 مليون دولار) إلى نية الصين، في التنافس مع القوى التكنولوجية الرائدة، مثل الولايات المتحدة.
كما وتؤكد رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ، لوضع الصين كقوة مهيمنة في العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2049، على الأهمية الاستراتيجية لمبادرات مثل العقل الفائق.
تسخير الذكاء الاصطناعي لتتبع المواهب العالمية
تمتد قدرات العقل الفائق إلى ما هو أبعد من مجرد جمع البيانات، حيث تستخدم المنصة خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لتجميع قاعدة بيانات شاملة لكبار الباحثين والخبراء.
وستمكن قاعدة البيانات هذه، من تحديد مواهب محددة بناءً على الخبرة، مما يسهل جهود التوظيف واكتساب التكنولوجيا.
في سياق متصل، تسعى الصين إلى اكتساب ميزة تنافسية في مجالات بالغة الأهمية مثل الحوسبة الكمومية، وتكنولوجيا أشباه الموصلات، من خلال تسخير الرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
حيث يتضمن المخزن الضخم للمنصة، أكثر من 300 مليون ورقة بحثية علمية، و120 مليون براءة اختراع، مما يوفر للمستخدمين ثروة من المعلومات لاستكشافها.
إضافة إلى إلى أن المبادرة، يمكنها تحديد وتحليل أكثر من 130 مليون باحث على مستوى العالم، وتقديم رؤى حول أعمالهم ومساهماتهم.
وستفيد مثل هذه القدرات، في مجالات الصناعة والمعاهد البحثية الصينية، وتخدم المصالح الوطنية الأوسع، في تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي.
التداعيات والمخاوف العالمية بخصوص الذكاء الاصطناعي الصيني
على الرغم أن سعي الصين إلى التفوق التكنولوجي ليس فريداً من نوعه، إلا أن حجم وتطور مبادرة العقل الفائق، يثير تساؤلات مهمة حول العواقب المترتبة عليها.
حيث يحذر المحللون الجيوسياسيون وخبراء التكنولوجيا، من أن الفوز في السباق على التكنولوجيات الرائدة، يمكن أن يعيد تعريف توازن القوى الدولي.
ومع قيام الصين بتوسيع نفوذها بنشاط في قطاع التكنولوجيا، ظهرت المخاوف بخصوص خصوصية البيانات، وحقوق الملكية الفكرية والأمن القومي.
علاوة على ذلك، أدت الجهود التي تبذلها الصين، في تقييد الوصول الخارجي إلى قواعد بياناتها العلمية، ومزاعم التجسس وسرقة الملكية الفكرية، إلى تأجيج التوترات مع الدول الأخرى.
اقرأ أيضاً: الصين تكثف إجراءاتها ضد عمليات الاحتيال المرتبطة بالتشفير
تجدر الإشارة هنا، إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الصينية، ضد الشركات الأمريكية المتهمة بالوصول إلى البيانات الحساسة، تؤكد على المنافسة المتزايدة، وانعدام الثقة في المشهد التكنولوجي العالمي.
وبينما تتنافس البلدان على الهيمنة على التكنولوجيات الناشئة، تبقى العواقب المترتبة على الاستقرار الجيوسياسي والازدهار الاقتصادي، غير مؤكدة.