شركة أبل تضع هيمنة Open AI في مجال الذكاء الاصطناعي على المحك: فما هي خطوتها القادمة؟
في خطوة استراتيجية، ألمح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، إلى اكتشاف رائد في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) في وقت لاحق من هذا العام. وتشير تصريحات كوك الأخيرة، رغم أنها غامضة، إلى طموح شركة آبل لمنافسة عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون، وأبرزهم OpenAI، في مجال نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة القادرة على توليد النصوص والصور.
وتشير هذه التلميحات إلى تحول كبير بالنسبة لشركة أبل، التي عادة ما تلتزم الصمت بشأن مساعيها في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد الترقب، تتساءل صناعة التكنولوجيا عن مدى تأثير غزو شركة أبل للذكاء الاصطناعي على المشهد العام، لا سيما مع قوة OpenAI المنتشرة عالميا.
هل تؤثر شركة أبل على هيمنة OpenAI؟
ولطالما ارتبطت شهرة شركة أبل، وهي شركة قوية في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية، بأحدث الأجهزة والبرامج سهلة الاستخدام. ومع ذلك، فإن المكالمة الأخيرة التي أجرتها الشركة مع المحللين أشارت إلى قفزة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت شبكة CNBC.
وفي حين أن التفاصيل لا تزال غير متوفرة، فإن تأكيد كوك بالكشف عن التفاصيل في وقت لاحق من هذا العام يشير إلى مسعى قوي للتنافس مع عمالقة الصناعة مثل OpenAI ومايكروسوفت وغيرها، والتي تعمل بنشاط على تشكيل إطار محدد للذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت نفسه، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تم دفعه إلى دائرة الضوء من خلال ChatGPT من OpenAI والتقدم في توليد الصور، نقطة محورية لشركات التكنولوجيا والمستثمرين على حد سواء. من ناحية أخرى، امتنعت شركة آبل عن الإعلان عن نموذج متقدم للذكاء الاصطناعي العام الماضي، على الرغم من استثماراتها التاريخية في تكنولوجيا التعلم الآلي المضمنة في رقائقها وبرامجها.
ومن الجدير بالذكر أن قدرات أبل تشمل التعرف على الأشخاص أو الحيوانات الأليفة في الصور الفوتوغرافية، وإظهار التكامل الدقيق للشركة بين وظائف الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تكشف شركة أبل عادة عن برامج جديدة في مؤتمرها السنوي للمطورين الذي يعقد في شهر يونيو/ حزيران.
وقد أشار الكشف العام الماضي، عن ميزة التصحيح التلقائي للوحة مفاتيح أيفون بناء على نموذج لغة قائم على المحولات يشبه GPT، إلى ميل شركة أبل نحو التعلم الآلي. ومع ذلك، ظل مصطلح “الذكاء الاصطناعي” غائبا بشكل واضح عن العرض التقديمي، وتم استبداله بالمصطلح الأكاديمي “التعلم الآلي”.
واعترف كوك، المتفائل بحذر، بالفرصة الهائلة المتاحة لشركة أبل في مجال الذكاء الاصطناعي وجيل الذكاء الاصطناعي. وامتنع عن الخوض في التفاصيل لكنه سلط الضوء على حماس الشركة بشأن التطورات الجارية في هذا المجال.
اقرأ أيضا: انترنت الأشياء ” IoT “وأشهر وظائفه ومجالاته
نظرة على الصحة المالية لشركة أبل
وبينما تستعد شركة أبل لتحقيق قفزة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن أداءها المالي الأخير يقدم حقيبة مختلطة. حيث أعلنت عملاق التكنولوجيا عن أرباح مالية للربع الأول تتجاوز تقديرات الإيرادات والأرباح. ومع ذلك، فإن انخفاض المبيعات بنسبة 13% في الصين، وهي سوق مهمة، ألقى بظلاله على الصورة الوردية للشركة.
ففي أعقاب إعلان الأرباح، شهدت أسهم شركة أبل انخفاضا حادا في التداولات الممتدة في الأول من فبراير/ شباط الجاري. ومن ناحية أخرى، أدت رؤى الإدارة حول توقعات الربع الحالي، والتي تشير إلى نقاط الضعف المحتملة في مبيعات أيفون، إلى زيادة مخاوف السوق.
ويكشف انهيار أداء شركة أبل مقابل توقعات LSEG عن سرد دقيق. وتشمل النقاط البارزة تجاوز التوقعات في إيرادات أيفون وماك وأيباد، وإن كان ذلك مع انخفاض في الصين. وحافظ قطاع الخدمات، وهو محور التركيز الرئيسي لنمو شركة أبل، على أداء قوي.
وبينما تتنقل شركة أبل في التضاريس المعقدة لابتكارات الذكاء الاصطناعي، تستمر ديناميكياتها المالية في جذب الانتباه. وينتظر السوق مزيدا من التفاصيل حول مساعي شركة أبل في مجال الذكاء الاصطناعي، ويراقب باهتمام كيف سيؤثر هذا المشروع التكنولوجي على مساره المستقبلي في مشهد تكنولوجي دائم التطور.