بعد صراع طويل مع لجنة الأوراق المالية: الكأس المقدسة لصناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين بين أيدي المستثمرين

بعد انتظار وترقب من قبل صناعة العملات المشفرة بأكملها، أعطت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) أخيرا الضوء الأخضر لإنشاء صناديق استثمار تداول البيتكوين، وهو قرار فاصل من المتوقع أن يدفع مليارات الدولارات إلى صناديق جديدة ويعرض مجموعة جديدة من المستثمرين لتقلبات الاستثمار في العملات المشفرة.

ويعد الأمر الذي تم نشره خطوة مهمة نحو الأمام، خاصة بعد الاختراق الأمني لحساب لجنة الأوراق المالية على منصة X والذي تم فيه نشر تغريدة كاذبة بالأمس أعلنت بشكل غير صحيح عن الموافقة على صندوق التداول الفوري للبيتكوين في البورصة.

لجنة الأوراق المالية توافق على 11 صندوقا لتداول البيتكوين:

وجاء في ملف لجنة الأوراق المالية والبورصة أن الهيئة التنظيمية وافقت على جميع مُصدري صناديق الاستثمار المتداولة البالغ عددهم 11 مصدرا. ومن المتوقع أن تبدأ الأموال من الشركات، بما في ذلك غراي سكال الاستثمارية وبلاك روك وفيديلتي للاستثمار وإنفيسكو وArk/21Shares، في التداول اليوم الخميس.

وكتبت لجنة الأوراق المالية والبورصات: “بعد مراجعة متأنية، وجدت اللجنة أن المقترحات تتفق مع قانون البورصة والقواعد واللوائح المطبقة بموجبه على البورصة الوطنية للأوراق المالية”.

وفي ردود الفعل الأولية، أشاد المستثمرون وعشاق العملات المشفرة بقرار لجنة الأوراق المالية، والذي يأتي بعد أكثر من 10 سنوات من تقدم كاميرون وتايلر وينكلفوس لأول مرة لإنشاء الصناديق في عام 2013.

وكانت لجنة الأوراق المالية قد رفضت العديد من الطلبات على مدى السنوات الماضية، مبررة رفضها بأن الأموال لم توفر حماية كافية ضد الاحتيال، وهو الأمر الذي تزامن مع انهيار شركات خدمات العملات المشفرة، بما في ذلك منصة تداول FTX العملاقة ومؤسسها سام بانكمان فرايد.

وعلى وقع ذلك، بدأ المتقدمون في عام 2023 بإضافة إجراءات أمنية يبدو أنها خففت مخاوف الهيئة التنظيمية.

وقال سوي تشونغ، الرئيس التنفيذي لشركة CF Benchmarks المسؤولة عن إدارة المؤشرات الأساسية لسبع جهات إصدار بما في ذلك شركة بلاك روك: “إن الموافقة الفورية على ETF اليوم هي لحظة تاريخية حقيقية لفئة الأصول المشفرة”، مضيفا أن صناديق الاستثمار للتداول الفوري “مهمة لأنها ستعرض عملة البيتكوين أمام مجموعة واسعة من المستثمرين”.

اقرأ أيضا: تعدين العملات الرقمية على القرص الصلب أصبح أمرا واقعا

الموافقة على صندوق تداول بيتكوين ETF الفوري

وتشمل الأموال المعتمدة أيضا صندوق شركة Bitwise وهاشديكس وفالكيري وإنفيسكو غالاكسي وفان إيك وويسدوم تري.

وانخفضت عملة البيتكوين بأقل من 1٪ في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم. وتضاعف هذا الرقم أكثر من الضعف خلال العام الماضي. حيث بدأت صناديق الاستثمار المتداولة التي تتبع العقود الآجلة للعملات المشفرة في التداول في عام 2021 مع إطلاق ProShares Bitcoin Strategy ETF (BITO).

وتضاعف حجم BITO في العام الماضي. ومع ذلك، صمدت لجنة الأوراق المالية ضد الموافقة على صندوق تداول بيتكوين في البورصة.

وشهد أغسطس/ آب الماضي خسارة لجنة الأوراق المالية قضائيا أمام شركة غراي سكال، حيث رفعت الشركة دعوى قضائية ضد اللجنة بسبب قرارها بمنع الشركة من تحويل صندوق استثمار بيتكوين إلى صندوق استثمار بيتكوين فوري. ورأى العديد من المراقبين أن ذلك أمر محوري في تمهيد الطريق نحو الموافقة.

إلى جانب ذلك، دخل المصدرون المحتملون في حرب رسوم مؤخرا. حيث تتراوح رسوم الأموال من Bitwise’s بين 0.20% إلى 1.5%، بينما ستتنازل العديد من الشركات، بما في ذلك بلاك روك وإنفيسكو وBitwise، عن رسومها خلال الأشهر الأولى من التداول.

وقال بريان أرمور، محلل مؤسسة Morningstar ETF: “ليس هناك فائدة من التعامل مع جهة إصدار ذات رسوم أعلى لأنك ببساطة تتعرض للبيتكوين. … قد تكون هناك بعض الاختلافات الصغيرة بين المُصدرين المختلفين، وعلينا أن نرى كيف سيتم ذلك”.

وقال ستيفن مكلورغ من فالكيري إنه يتوقع تدفقات تصل إلى 4 مليارات دولار إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين هذا الأسبوع في أيام التداول الأولى. ومع ذلك، فهو وغيره من المصدرين يؤكدون أنهم يتبنون أيضا وجهة نظر طويلة المدى أثناء عملهم على إقناع المستثمرين المؤسسيين بشراء البيتكوين.

وأضاف مكلورغ: “مع احتدام المنافسة على حصة السوق، يركز بعض المصدرين على الفوز بالمستشارين الماليين بينما يركز البعض الآخر على المستثمرين المؤسسيين. والعائق الأكبر أمام الدخول هو وجود 10 منافسين آخرين”.

وقال سوميت روي، كبير المحللين في موقع etf.com : “لقد استغرق الأمر وقتا أطول بكثير مما كان يأمله الكثيرون، لكن المستثمرين الأمريكيين حصلوا أخيرا على الكأس المقدسة لصناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين…إنه إنجاز لا يصدق لصناعة وضعت عشر سنوات من العمل الشاق في هذا الشأن”.