تقرير: قادة الأعمال يتبنون الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة وليس خطراً
يتألق الذكاء الاصطناعي في المشهد المتطور باستمرار، كمنارة للفرص بالنسبة لغالبية قادة الأعمال، بحسب استطلاع المخاطر العالمية، الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز PwC مؤخراً لعام 2023.
حيث يعرض هذا التقرير الشامل، تحولاً كبيراً في التصورات، وأن 60% من قادة الأعمال الذين شملهم الاستطلاع، ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة واعدة للنمو، على النقيض من النظرة الأكثر تحفظاً بخصوص التغييرات في اللوائح، واضطرابات سلسلة التوريد.
اقرأ أيضاً: هونج كونج تعزز مبادرة السندات الخضراء باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين
الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة وليس خطراً
يكشف استطلاع المخاطر العالمية لشركة برايس ووترهاوس كوبرز لعام 2023، عن أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُنظر إليه بأغلبية ساحقة، على أنه فرصة وليس خطر من قبل 60٪ من قادة الأعمال.
وتتناقض هذه النتيجة بشكل صارخ مع التوقعات الأكثر حذراً، بخصوص عوامل أخرى، حيث يرى 35% فقط من المشاركين، التغييرات في اللوائح بشكل إيجابي، بينما يرى 28% فقط، أن تعطيل سلسلة التوريد يمثل فرصة.
من جهة أخرى، يؤكد البحث الموازي الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز (استطلاع الثقة الرقمية) على الحماس المحيط بالذكاء الاصطناعي.
حيث يتوقع 77% من المشاركين، أن تلعب هذه التكنولوجيا الإنتاجية، دوراً محورياً في تطوير خطوط أعمال جديدة لمؤسساتهم، على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وتمتد المشاعر الإيجابية إلى ما هو أبعد من مجالس الإدارة، كما كشف استطلاع آمال ومخاوف القوى العاملة العالمية، والذي جمع رؤى من أكثر من 50 ألف عامل.
حيث أظهر هذا الاستطلاع الشامل، التفاؤل السائد بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على أدوارهم.
الجدير بالذكر أن الأفراد الذين يشغلون أدوارا تتعلق بالعمليات والتكنولوجيا، يميلون أكثر إلى النظر إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، باعتباره فرصة وليس خطراً.
وتؤكد هذه الملاحظة الدور المؤثر، الذي يلعبه أولئك الذين يقفون في طليعة تبني التقنيات الجديدة، في تشكيل القدرة على تحمل المخاطر التنظيمية والابتكار.
الاستثمارات التكنولوجية تحتل الصدارة
يؤكد استطلاع المخاطر العالمية، على حدوث تحول جوهري في الأولويات التنظيمية، مع ظهور الاستثمارات التكنولوجية باعتبارها الدافع الأساسي لتقييم مشهد المخاطر.
حيث يعتبر 57% من المشاركين من مختلف الصناعات، أن الاستثمارات التكنولوجية التي تشمل الخدمات السحابية والتقنيات المتطورة، هي القوة الدافعة لهم.
وارتفع هذا الرقم بين المشاركين، الذين ينتمون إلى مؤسسات كبيرة تبلغ إيراداتها 5 مليار دولار أمريكي أو أكثر، حيث وصل إلى نسبة مذهلة بلغت 62%.
وهذا يؤكد على الأهمية الاستراتيجية التي تعزى إلى التقدم التكنولوجي من قبل قادة الصناعة، متجاوزةً المحفزات الأخرى مثل أحداث المخاطر (50٪) ودخول السوق (46٪) في التأثير على المؤسسات، لتدقيق وتكييف استراتيجيات إدارة المخاطر الخاصة بها.
الآثار المترتبة على المؤسسات ذات التفكير المستقبلي
لقد أصبح من الواضح أن تبني التقنيات الناشئة والاستفادة منها لم يعد مجرد خيار استراتيجي، مع انتقال المؤسسات باستمرار في المشهد التكنولوجي المتطور.
بل أصبح عامل أساسي في تشكيل مشهد المخاطر والفرص، للمؤسسات ذات التفكير المستقبلي.
حيث يرسم استطلاع المخاطر العالمية، صورة لعالم الأعمال الذي يتزايد تفاؤله بخصوص إمكانات الذكاء الاصطناعي، باعتباره فرصة وليس خطر.
كما تعكس هذه النظرة الإيجابية اتجاهاً أوسع للمؤسسات، التي تعطي الأولوية للاستثمارات التقنية لدفع النمو والابتكار.
اقرأ أيضاً: تعرف أكثر على السلاسل الجانبية «Sidechains» في عالم تكنولوجيا بلوكتشين
وعلى الرغم أن التحديات والشكوك لا تزال قائمة، إلا أن نتائج الدراسة تؤكد مرونة الشركات وقدرتها على التكيف، في مواجهة الاضطرابات الناشئة.
فيما يبدو أن تبني الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتطورة، يمثل استراتيجية ناجحة لأولئك الذين يهدفون إلى تحقيق النجاح، ضمن مشهد الأعمال الديناميكي سريع الخطى في المستقبل.