تكنولوجيا

هل يمكن للتعقيدات الجيوسياسية أن تعيق التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي؟

يشهد العالم المتعدد الأقطاب اليوم، تعقيداً حتى في القضايا ذات الأهمية الطفيفة، ناهيك عن المواضيع التفصيلية والمتعددة الطبقات، مثل العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: اختفاء أحد أقطاب التكنولوجيا في الصين.. فما هو السبب؟

هل يمكن للتعقيدات الجيوسياسية أن تعيق التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي؟

حيث تحقق التقنيات الناشئة تقدماً في الحضارة الإنسانية ككل، لكن المخاوف الأمنية لها مكانها أيضاً، إضافة إلى أن النماذج المتقدمة الجديدة للذكاء الاصطناعي، تجذب الاهتمام وتثير المخاوف المتعلقة بالطلب على اللوائح المعمول بها.

وعلى الرغم من أن البلدان في جميع أنحاء العالم تبذل جهوداً لتحقيق ذلك، إلا أن التعقيدات الجيوسياسية قد تكون بمثابة حصار.

تأثير التعقيدات الجيوسياسية على المشهد التنظيمي

عُقدت في الأسابيع القليلة الماضية عدة مؤتمرات، ناقش خلالها قادة العالم البارزون والدبلوماسيون الذكاء الاصطناعي، حيث شملت هذه المؤتمرات، مبادرة دول مجموعة السبع لعملية Hiroshima، وقمة سلامة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة.

وظهر بوضوح خلال هذه المؤتمرات، الخلاف بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين، حيث لم تكن معظم الدول المشاركة في مؤتمر سلامة الذكاء الاصطناعي في Bletchley Park، مرتاحة لوجود الصين.

ويمكن القول أن التوترات الجيوسياسية بين الدول لا تعتبر سبباً رئيسياً لغياب الانسجام فحسب، بل إن هذه الدول لديها تصورات مختلفة تجاه هذه التكنولوجيا ومعاملتها.

هل يمكن للتعقيدات الجيوسياسية أن تعيق التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي؟

الجدير بالذكر أن سياسة الذكاء الاصطناعي التي تنتهجها الولايات المتحدة، كما رأينا خلال القمة، كانت أكثر تركيزاً على التعامل مع التهديدات الوطنية من الذكاء الاصطناعي الحدودي، وقد وافقت معظم الدول الغربية على ذلك.

ولكن الصين اتخذت موقفاً مختلفاً، حيث غيرت التركيز من النظر في تفاصيل المحتوى إلى التحقق من المخرجات، مع التركيز على أن تكون البيانات الناتجة صحيحة سياسياً، وتضمن الخصوصية والأمن.

لماذا لا يمكن تجنب الصين في المنتديات العالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي؟

تسيطر الصين على هذه التكنولوجيا الناشئة، باعتبارها القوة التكنولوجية والاقتصادية العظمى في العالم اليوم، وتعمل شركات التكنولوجيا الرائدة في البلاد مثل Alibaba وHuawei وBaidu وBytedance والعديد من الشركات الأخرى، جاهدة على تطوير الذكاء الاصطناعي.

كما ويعتقد المحللون أن هذا هو السبب وراء ريادة الدول الآسيوية في تنظيم التكنولوجيا حول العالم، إضافة إلى أن الصين تمتلك إدارات محددة، تراقب مراحل وقطاعات مختلفة لتطوير التكنولوجيا في المنطقة.

حيث تبحث وزارة العلوم والتكنولوجيا، وإدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، عن تطوير التكنولوجيا، وخصوصية بيانات المحتوى وأمنها، والجوانب المختلفة لصناعة التكنولوجيا.

هل يمكن للتعقيدات الجيوسياسية أن تعيق التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي؟

وربما لهذا السبب تمتنع حتى الدول الأكثر نفوذاً مثل الولايات المتحدة، عن الإدانة المباشرة للصين، حيث قامت المملكة المتحدة بدعوة الوفد إلى القمة، لكن كانت هناك جهود للحفاظ على التوازن، حيث تم إشراك الوفد الصيني في الاجتماعات الوزارية، ولكن ليس خلال المناقشات.

اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تعلن عن خطط استثمار ضخمة في قطاع التكنولوجيا الأسترالي

أخيراً، تحتاج جميع البلدان إلى بذل الجهود لإعداد إطار للوائح العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وإفساح المجال للأخطاء، وإلا فإن عدم المشاركة، يمكن أن يؤدي إلى خروج أدوات قوية مثل هذه التكنولوجيا الناشئة عن نطاق السيطرة.

[adsforwp id="60211"]
المصدر
انقر هنا
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى