هل يمكن استثمار الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني.. وماهي أبرز التحديات والإمكانات؟
يعتبر الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ في المشهد الرقمي المتطور باستمرار، حيث يظهر دور الذكاء الاصطناعي كعامل محتمل لتغيير قواعد اللعبة.
وعلى الرغم أن الذكاء الاصطناعي يقدم منارة أمل في مجال الأمن السيبراني، إلا أنه لا تزال هناك درجة من عدم اليقين بشأن دوره وفعاليته على وجه التحديد.
لذلك تلقي الأبحاث الحديثة الضوء على التصورات والتوقعات المحيطة بالذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني.
اقرأ أيضاً: جو بايدن يصدر قرارا جديدا يتعلق بالذكاء الاصطناعي.. فما هو مضمونه؟
لغز الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
غالباً ما يظهر الذكاء الاصطناعي وسط مجموعة متزايدة من الأدوات الأمنية المتطورة، كتقنية ناشئة لها دور بعيد المنال في تعزيز العمليات الأمنية.
حيث يكشف استطلاع أجرته شركة Adarma الذي شمل 500 من قادة العمليات الأمنية من المؤسسات البريطانية، التي يعمل بها أكثر من ألفي موظف، أن 74 % من المشاركين يجدون صعوبة في تصور كيف سيساعدهم الذكاء الاصطناعي في مهامهم.
وتعكس حالة عدم اليقين هذه التحدي المستمر، المتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في استراتيجيات الأمن السيبراني.
التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي
على الرغم من حالة عدم اليقين، إلا أن إمكانات الذكاء الاصطناعي لا تزال كبيرة، حيث يعتقد 61% من المشاركين، أن الأتمتة يمكنها التعامل مع ما يصل إلى 30% من المهام الأمنية التي يديرها البشر عادةً.
كما ويرى 17% أن الذكاء الاصطناعي سيتولى أكثر من نصف هذه المسؤوليات، الأمر الذي يسلط الضوء على الاعتراف المتزايد بقدرة الذكاء الاصطناعي، على تحويل عمليات الأمن السيبراني.
الحد من الأخطاء البشرية والإيجابيات الكاذبة
يمكن القول بأن إحدى المجالات الرئيسية التي يمكن أن يؤثر فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، هو تقليل الأخطاء البشرية وعبء النتائج الإيجابية الكاذبة.
حيث أن معظم التنبيهات المرسلة إلى فرق الأمن هي نتائج إيجابية كاذبة، وتتطلب حالياً تدخلاً بشرياً للتحقق من صحتها، ويمكن للذكاء الاصطناعي تقييم هذه الإيجابيات الكاذبة بسرعة، واتخاذ قرارات فورية بناءً على التحليل السياقي.
لذلك يفضل 53% من المشاركين التخلص من الوقت الذي يتم قضاؤه في إعداد التقارير، والتي لا تزال غير آلية إلى حد كبير، مع اعتراف 70% بأنهم لا يستفيدون من الأتمتة.
بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي
لاتزال الثقة في الذكاء الاصطناعي تشكل مصدر قلق حقيقي، نظراً للحداثة النسبية لهذه التكنولوجيا، ونقص خبرة الذكاء الاصطناعي في صناعة الأمن السيبراني.
وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن المؤسسات من بناء الثقة واكتساب المتخصصين في مجال الأمن، والمهارات اللازمة لنشره بشكل آمن وفعال.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
لا يزال قادة الأمن يتأقلمون مع الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، ويتصرفون بحذر مبرر، حيث أن تبني التكنولوجيا الناشئة تتطلب رقابة يقظة للتنقل في تطور الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، فيما يبقى موضوع بناء الثقة في قدرات الذكاء الاصطناعي من الأولويات.
من ناحية أخرى، فإن التقييمات الشاملة والمراقبة المستمرة، توافق الذكاء الاصطناعي مع النتائج المرجوة، لذلك من الأهمية بمكان أن نتعامل مع هذا الأمر على أساس أن الهدف ليس خنق الابتكار، بل فهم المخاطر المرتبطة به وإدارتها بفعالية وبشكل شامل.
اقرأ أيضاً: مجموعة السبع تطلق وثيقة خاصة بقواعد سلوك الذكاء الاصطناعي
وبينما تواجه المؤسسات التهديدات السيبرانية في المستقبل، فإن كفاءة ودقة الذكاء الاصطناعي ستكون بمثابة العمود الفقري للحفاظ على الحماية الدائمة.
حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي في مجال أمن الحاسوب، القدرة على إحداث ثورة في الصناعة، ومع نمو الثقة سيصبح دوره أكثر بروزاً.