إندونيسيا تستعد للانضمام إلى تحالف البريكس.. هل سيساهم ذلك في دفع سعر بيتكوين؟
تفكر إندونيسيا في الانضمام إلى تحالف البريكس، ويلوح في الأفق تحول كبير في مشهدها الاقتصادي والجيوسياسي.
حيث يعتبر اقتصاد إندونيسيا المزدهر، الذي يبلغ ناتجه المحلي الإجمالي السنوي 1.385 تريليون دولار، واحداً من القوى الاقتصادية الحقيقية في جنوب شرق آسيا.
كما تهدف خطة التنمية المحددة جيداً لمدة 20 عاماً، إلى دفع الدولة إلى مصاف أكبر خمسة اقتصادات في العالم، ومن الممكن أن يوفر الانضمام إلى تحالف البريكس، دفعة كبيرة نحو هذا الطموح.
اقرأ أيضاً: مؤتمر بيتكوين في إندونيسيا يستضيف شبكة Lightning Network
تحالف البريكس عامل محفز للتنمية
تتوافق طموحات إندونيسيا فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية، والمشاركة العالمية، مع أهداف وروح تحالف البريكس.
حيث من الممكن أن تعمل العضوية على تسهيل التنمية الوطنية المتسارعة، وتعزيز العلاقات الدولية والتعاون، الذي يتماشى مع مصالح إندونيسيا.
من ناحية أخرى، أظهرت إندونيسيا نمواً اقتصادياً ملحوظاً، مع زيادة بنسبة 5.3% في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 4.9% في عام 2023.
وقد يتطلب هذا المسار استثمارات كبيرة في مختلف القطاعات، مثل التحولات إلى الاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية.
ويمكن القول أنه بفضل الاحتياطيات والسيولة الكبيرة التي تتمتع بها، يمكن لأعضاء تحالف البريكس أن يلعبوا دوراً محورياُ في دعم التطلعات الاقتصادية لإندونيسيا.
الجدير بالذكر أن السياسة الخارجية لإندونيسيا، ومشاريع البنية التحتية، والتفاعلات مع القوى العالمية الكبرى، تتوافق مع أجندة التنمية لمجموعة البريكس، حيث يمكن للعضوية في هذا التحالف أن تزيد من تعزيز النفوذ الجيوسياسي لإندونيسيا، وتقوية علاقاتها الدولية.
إضافة إلى أن سعي إندونيسيا لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، يتماشى مع نية تحالف البريكس لتنويع أنظمة الدفع وتقليل الاعتماد على الدولار.
إضافة إلى أن هذا الهدف المشترك، من شأنه أن يعزز مرونة إندونيسيا الاقتصادية، ويوفر بدائل للأنظمة المالية التي يهيمن عليها الغرب.
ومع سيطرة البريكس على أكثر من 40% من إمدادات النفط العالمية، وأكثر من 50% من احتياطيات الغاز، فإن أمن الطاقة في إندونيسيا يمكن أن يستفيد بشكل كبير من العضوية، إضافة إلى إن الوصول إلى هذه الموارد الهائلة داخل التحالف، يمكن أن يعزز استدامة الطاقة في إندونيسيا.
علاقات إندونيسيا التجارية والاقتصادية
تحظى إندونيسيا بعلاقات تجارية قوية مع العديد من دول البريكس، ومن ضمنها الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا.
حيث نمت هذه العلاقات بشكل كبير، ووصل إجمالي التجارة بين إندونيسيا ومجموعة البريكس إلى 178.6 مليار دولار في عام 2022، ويمكن أن يؤدي الانضمام إلى البريكس إلى توسيع هذه العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، تواجه إندونيسيا العديد من التحديات في الانضمام إلى تحالف البريكس.
حيث أن التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين ومشاركة أستراليا، يمكن أن تؤدي إلى تعقيد العلاقات مع القوى الغربية، كما أن تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والمخاوف الأمنية، يشكل تحدياً دبلوماسياً حرجاً.
البريكس: الطريق المستقبلي لإندونيسيا
يتوقف قرار إندونيسيا بالانضمام إلى تحالف البريكس على عوامل متعددة، أهمها نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وديناميكيات السياسة الخارجية المتطورة.
إضافة إلى أن التعاون مع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا والمشاورات مع أصحاب المصلحة المحليين، سوف يشكل موقف إندونيسيا.
وبينما تبحر إندونيسيا في علاقاتها مع الصين (شريكتها التجارية الأساسية) والولايات المتحدة (حليفتها الأمنية)، فإن اختيار الانضمام إلى تحالف البريكس سيصبح أكثر أهمية، وقد تتطور تصورات هذا التوازن عندما تصل قمة البريكس المقبلة في عام 2024.
اقرأ أيضاً: رغم حظرها كوسيلة للدفع.. إندونيسيا تطلق منصة جديدة لتداول العملات الرقمية
وفي نهاية المطاف، تمثل عضوية إندونيسيا المرتقبة في تحالف البريكس قراراً جيوسياسياً استراتيجياً، حيث من الممكن أن تمنح إندونيسيا نفوذاً عالمياً متزايداً، وتتماشى مع عضويتها في مجموعة العشرين، وتزيد من قوتها.
إلا أن الطريق إلى الأمام يتطلب تقييماً دقيقاً لكل المزايا والعيوب، مع الأخذ في الاعتبار الدور الذي تلعبه الأمة في نظام عالمي متغير ديناميكياً.
