رغم تعافي السوق الرقمي.. العملات المستقرة تواجه بعض الصعوبات
يُنظر إلى العملات المستقرة منذ فترة طويلة على أنها جسر متين بين عالم العملات الرقمية والصناعة المالية التقليدية، ومع ذلك ألقت التطورات الأخيرة الذي شهدتها العملات الرقمية بظلالها على استقرارها المتوقع وازدياد المخاوف حولها.
ومع استمرار صانعي السياسة العالميين في التعامل مع المخاوف بشأن تأثير قطاع العملات الرقمية على النظام المالي الحالي، فقد حدث تحول مفاجئ عندما ترددت أصداء التوتر في الصناعة المصرفية الأمريكية في جميع أنحاء سوق العملات المستقرة.
ووفقاً لتصنيفات وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، كان التشديد التي شهدته الظروف المالية، والذي بلغ ذروته في حالات الفشل البارزة للعديد من البنوك بما في ذلك انهيار بنك “وادي السليكون” ذو الصيت الكبير، تأثير عميق على واقع العملات المستقرة.
إقرأ أيضاً: ما سبب تقلص سوق العملات المستقرة؟
السوق الرقمي وتأثيره على العملات المستقرة
أفادت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني أن القيمة السوقية لعملة USDC، وهي عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأمريكي، قد شهدت انخفاضاً حاداً بأكثر من 25% في الربع الأول من هذا العام، وعلى الرغم من أن قيمة العملة لا تزال منخفضة، إلا أن وكالة “فيتش” أشارت إلى أنها تمكنت من استعادة ربط عملتها بعد فترة وجيزة.
ووفقاً للبيانات الواردة من وكالة “ذا بلوك”، انخفض إجمالي التداول من العملات المستقرة من 138 مليار دولار في بداية العام إلى 124 مليار دولار اعتباراً من يوم 3 يوليو من هذ العام، ويؤكد هذا الانخفاض في التداول على التحديات التي تواجهها العملات المستقرة وصراعها للحفاظ على الاستقرار وسط اضطراب السوق.
وتابعت “فيتش” بتحليلها قائلةً: “حدثت تقلبات كبيرة، وهزت ثقة المستثمرين، و تم حدوث فك ارتباط مؤقت ولكن حاد في سوق العملات المستقرة في مارس مع انتشار موجات الصدمة من التمويل التقليدي”.
إقرأ أيضاً: SEC تضع عينها على العملات المستقرة والتمويل اللامركزي
التيثر
على عكس عملة USDC، شهدت عملة Tether، وهي عملة مستقرة بارزة أخرى، زيادة بنسبة 12% في رأس مالها السوقي خلال نفس الفترة، والجدير بالذكر أن عملة Tether استحوذت على ما يقرب من 72% من حجم استرداد عملة USDC، مما يشير إلى تفضيل متزايد لعملة Tether بين المستثمرين.
وعلى الرغم من الأداء الإيجابي لعملة Tether، شهدت أكبر 10 عملات مستقرة انخفاضاً في المتوسط الشهري لأحجام التداول اليومية من شهري مارس إلى مايو 2023، وقد انخفضت أحجام التداول هذه من 53 مليار دولار إلى 28 مليار دولار.
يشير هذا إلى انخفاض في النشاط داخل سوق العملات المستقرة، وربما ذلك مرتبط بمشاعر المستثمرين المتمثلة بالحذر في مواجهة حالة الاضطراب المستمرة في السوق الرقمي، وقد أشارت “فيتش” إلى أن الجهود المبذولة لتنظيم العملات المستقرة تتكشف بسرعات متفاوتة في الولايات المتحدة وأوروبا، مما أدى إلى اختلافات ملحوظة في معايير الإبلاغ والشفافية لهذه العملات الرقمية، وقد أدت الاضطرابات التي اتخذتها العملات المستقرة إلى ظهور عواقب مباشرة على ممارسات الإبلاغ والشفافية، فلا ينبغي تفسير المعلومات الواردة في هذا الموقع على أنها نصيحة استثمارية، وينطوي الاستثمار على مخاطر كامنة، وعندما تقوم بالاستثمارات هناك احتمال أن تتعرض لخسارة رأس المال بسبب هذه المخاطر.