شهدت الأيام الأخيرة تراجعا كبيرا في أسعار أغلب العملات المشفرة، حيث انخفضت القيمة السوقية المجمعة لجميع العملات إلى أقل من تريليون دولار، مما يشير إلى أن السوق منغمس بشكل قوي في شتاء العملات المشفرة.
حيث يتم تداول البيتكوين حول 22 دولار تقريبا في وقت كتابة هذا التقرير بانخفاض 11% لليوم، وأيضا هبطت عملة الإيثريوم (ETH)، بنسبة 9% لتصل إلى 1219 دولارا.
فالسؤال الآن، لماذا ينخفض سوق العملات المشفرة بهذه الطريقة؟
جاء آخر انخفاض عندما توقفت شركة Celsius للعملات المشفرة، عن عمليات السحب، وأعربت شركة أخرى للعملات المشفرة، Nexo، عن اهتمامها بشراء جزء من أصول النظام للشركة.
حيث شهد هذا اليوم الكثير من الأحداث والتصريحات السريعة، والتي بدت جميعها وكأنها تؤكد مدى كآبة سوق العملات المشفرة، حيث لأول مرة منذ أوائل عام 2021، خسر إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية أكثر من 300 مليار دولار في غضون أيام قليلة مع خسائر كبيرة في العملات مثل Solana و meme.
وأيضا تم إيقاف عمليات سحب العملات المشفرة الرائدة مؤقتا على منصة بينانس، ويُقال أنه بسبب مشكلات فنية، وقد أعلنت كل من منصات Crypto.com و BlockFi، عن تخفيض في نسب التوظيف.
ومن الأحداث القاسية أيضا، تذبذبت العملة المستقرة USDD الخاصة بـ Tron من ربط 1 دولار، وتحاول البيتكوين إنشاء قاعدة لها، ولكن إذا انخفضت إلى أقل من 20000 دولار، فقد تصبح الأمور أسوأ إلى حد كبير.
ونظرا لأن الأسواق الأوسع كانت تتعرض لضغط كبير، فقد زاد الألم في العملات الرقمية، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4% إلى أدنى مستوى له على الإطلاق لهذا العام، ويبدو أن السبب الرئيسي هو مخاوف المستثمرين الجديدة من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يضطر إلى تشديد السياسة النقدية بقوة من أجل مكافحة التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له منذ أربعة عقود.
وفي ظل هذا التخبط، يبدأ اجتماع السياسة النقدية المقبل للاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين، اليوم، ويختتم يوم الأربعاء ببيان ومؤتمر صحفي للرئيس جيروم باول، ولن يتبقى لنا إلا الانتظار لما سيشهده هذا الاجتماع من قرارت، وما هو تأثيرها على سوق العملات الرقمية.
