تبدو العملات الرقمية أنها المخلّص للقطاع المالي، حيث تُقدم للملايين من الناس الكثير من الأشياء الرائعة “إخفاء الهوية، والقدرة على التكيف، والأمان،” بالإضافة الى أمور أخرى تحققها البيتكوين والإثروم أكثر عملتين محبوبتين، ومع ذلك، من أجل كسبها وإجراء المعاملات، يحتاج الناس إلى تعدينها.

للأسف، يستهلك تعدين العملة المشفرة كميات هائلة من الكهرباء، وبينما تعد بيتكوين هي العملة المشفرة الأكثر استخداماً، فهي بالتالي الأكثر تعديناً.

وإذا كنت معتاداً على مجال العملات المشفرة، فمن المرجح أن تدرك أن تعدين البيتكوين يجتذب انتقادات متزايدة بسبب تأثيره غير المقبول على البيئة.

وعلى وجه التحديد، تمثل عملية تعدين أصل العملة المشفرة 0.6 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم وتحرق كهرباء سنوياً أكثر من النرويج على الأقل. وفقاً لمؤشر كامبريدج للبيتكوين لاستهلاك الكهرباء.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفع إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة البيتكوين العالمية إلى 60 مليون طن، وهو ما يعادل المعادن من حوالي تسعة ملايين سيارة. وهذا ارتفاعاً من 20 مليون طن تم تسجيله في عام 2019. ومع ذلك ، يمكن أن يُعزى المعدل المتزايد في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة أنشطة التشفير في الآونة الأخيرة.

تنظيم تعدين العملات المشفرة

تعد الصين إحدى الدول التي حظرت تعدين العملات المشفرة بسبب الاستهلاك العالي للطاقة للكهرباء المشاركة في عملية تعدين العملة المشفرة.

واليوم، لم يعد تعدين العملات الرقمية موجودًا في الصين – وهو إجراء أدى للأسف إلى قلب صناعة تعدين البيتكوين العالمية، حيث أن الكثير من تعدين البيتكوين تم في الصين.

الى الجانب الآخر، تعد إيران -الدولة التي كافحت انقطاع التيار الكهربائي العام الماضي – تحظر مراكز تعدين العملات المشفرة كجزء من جهد لتخفيف الضغط على محطات الطاقة في البلاد وتجنب انقطاع التيار الكهربائي حتى 6 آذار/مارس 2022. وهذا بدوره سيوفر 209 ميغاواط من الطاقة للاستهلاك في القطاع المنزلي.

ويمكن أن يسلك الاتحاد الأوروبي هذا الطريق أيضا، حيث أوصى كبار المنظمين بضرورة حظر الجسم لطريقة تعدين وتسمى”إثبات العمل” لتقليل استهلاك الطاقة. ومن الواضح أن هذه لن تكون آخر اللوائح الصارمة بشأن تعدين العملات المشفرة ولن تُحل بالتأكيد مشكلة الكهرباء في تعدين العملات المشفرة في المستقبل القريب.

هل يعد استهلاك الطاقة في تعدين العملات المشفرة أمرا واقعيا؟

يتم بالفعل استكشاف مصادر بديلة للطاقة من قبل المعدنين. ويقول البعض “إن الطاقة الشمسية هي مستقبل تعدين العملات المشفرة، ولكن هذا يمكن أن يكون محل خلاف حيث أن بعض البلدان أكثر برودة مناخياً من غيرها”.مؤكدين أن الأمر يتطلب ما يقرب من 6000 واط من الألواح الشمسية لتشغيل منصة تعدين بيتكوين مع وحدات معالجة رسومات متعددة خلال النهار، مع شحن البطاريات أيضا للتعدين ليلاً.

ويقوم بعض المعدنين بتجربة تسخير الغاز الطبيعي الزائد من مواقع التنقيب عن النفط والغاز. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تحديد ذلك. علاوة على ذلك، قد يؤدي هذا إلى مزيد من الحفر. وهذا لا يعتبر شيء جيد على نطاق واسع.

وبغض النظر، هناك عدد كبير من البلدان التي تتمتع بميزة؛ مثل باراجواي، والتي لديها إمدادات طاقة بنسبة 100٪ تعتمد على مصادر الطاقة الكهرومائية.

ويشير هذا إلى أن تعدين العملات المشفرة في باراغواي سيكون له بصمة كربونية أقل من بيتكوين المعدّنة في الدول التي تعتمد على الوقود الأحفوري. في الختام ، تعمل العملة المشفرة بالفعل على ترسيخ مكانتها في النظام المالي العالمي وستتوسع أكثر. ومع ذلك ، إذا تُركت دون رادع ليس فقط من قبل المنظمين ، ولكن من نفسها أيضاً، فإن تعدين العملات المشفرة سوف يمتص الكثير من الطاقة التي يمكن أن تهدد الأهداف المناخية الوطنية والدولية.

وسيستمر المنظمون، في الوقت الحالي، بفرض عقوبات على تعدين العملات المشفرة لحماية قطاع الكهرباء.

في النهاية، سيتعين على تعدين العملات المشفرة أن يبدأ في استكشاف واستخدام الطاقة المتجددة بشكل مكثف لأن هذا سينتزع أحد المخاوف لدى المنظم، وربما يسمح لهم بالنظر في العملات المشفرة مثل البيتكوين كعملة قانونية.