الفضة تهبط 13% في يوم واحد.. فما تأثير ذلك على العملات الرقمية؟

الملخص:
شهدت أسعار الفضة عملية بيع حادة ومفاجئة، حيث انخفضت بنسبة تقارب 13% في يوم واحد، لتهبط من حوالي 83 دولاراً إلى 73 دولاراً للأونصة.
أدى هذا الانخفاض إلى محو ما يقدر بـ 550 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية للفضة، فيما اعتبر أحد أكثر التحركات دراماتيكية للمعدن هذا العام.
أسباب الانهيار المفاجئ
جاء هذا التراجع بعد رالي (Rally) قوي في وقت سابق من الأسبوع، عندما ارتفعت الفضة نحو قمة تاريخية جديدة محتملة بالقرب من 83 دولاراً. وكان هذا الارتفاع مدفوعاً برافعة مالية ثقيلة ونشاط مضاربة قوي، مما جعل السوق عرضة للصدمات.
1. بورصة شيكاغو (CME) ترفع متطلبات الهامش
كان أحد المحفزات الرئيسية لعملية البيع هو قرار بورصة شيكاغو التجارية (CME) برفع متطلبات الهامش على عقود الفضة الآجلة. اعتباراً من 29 ديسمبر، أصبح المتداولون مطالبين بإيداع حوالي 25,000 دولار لكل عقد للحفاظ على مراكزهم.
تجبر متطلبات الهامش الأعلى المتداولين إما على إضافة المزيد من السيولة النقدية أو تقليل مراكزهم، مما يؤدي غالباً إلى “بيع قسري” (Forced Selling).
2. تقارير عن تصفية بنكية تزيد من التقلبات
اشتدت الضغوط في السوق بعد تقارير غير مؤكدة تفيد بأن بنكاً كبيراً لديه انكشاف كبير على الفضة قد فشل في تلبية نداء الهامش (Margin Call) وتمت تصفية مركزه. لم يتم الكشف عن هوية البنك، مما زاد من حالة عدم اليقين.
ذكر المحلل Paul Barron أن التقارير أشارت إلى نداء هامش بقيمة تقارب 2.3 مليار دولار مرتبط بمراكز الفضة في بورصة “COMEX”.
تدخل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
وفقاً لتقارير السوق، قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بضخ حوالي 34 مليار دولار من خلال عمليات اتفاقية إعادة الشراء (Repo) الطارئة بين عشية وضحاها لتحقيق الاستقرار في أسواق التمويل بعد صدمة الفضة والضغوط المتعلقة بالمشتقات.
التشابه التاريخي والتأثير على العملات المشفرة
ظهرت ظروف سوق مماثلة في عامي 1980 و2011، عندما شهدت الفضة زيادات سريعة في الأسعار متبوعة برفع متكرر للهامش من قِبل البورصات، مما أدى إلى نقاط تحول رئيسية في دورة أسعار المعدن.
التأثير الكلي (Macro Impact): على الرغم من الانخفاض الحاد، لا تزال الفضة تستفيد من طلب قوي طويل الأجل. ومع ذلك، دخل المعدن مرحلة متقلبة للغاية. وأشار Barron إلى أن الضغط في أسواق المعادن، إلى جانب المخاوف المصرفية ودعم السيولة، قد تزامن تاريخياً مع زيادة الاهتمام بالأصول ذات المخاطر (Risk Assets) مثل البيتكوين والإيثيريوم وXRP.



