ما بعد انفجار فايلكوين: 5 عملات بديلة يراقبهـا الخبراء لاحتمال تحقيق ارتفاعات صاروخية قبل 2026

أثارت التوقعات الأخيرة بارتفاع صاروخي محتمل لعملة “فايلكوين” (Filecoin – FIL) بنسبة قد تصل إلى 1700% اهتماماً هائلاً في السوق. لكن هذا الاهتمام ليس منصباً على “فايلكوين” وحدها، بل هو يسلط الضوء على قطاع كامل كان “نائماً” لفترة طويلة: قطاع البنية التحتية المادية اللامركزية (DePIN) وقطاع الذكاء الاصطناعي (AI) المرتبط به.
يرى الخبراء أن “فايلكوين”، كمشروع يهدف إلى إنشاء شبكة تخزين لامركزية، هو مجرد قمة جبل الجليد. فمع تزايد الطلب الهائل على تخزين البيانات، والاتصالات، وقوة الحوسبة (خاصةً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي)، تبحث السوق عن المشاريع التي توفر هذه الخدمات بشكل لامركزي وأكثر كفاءة.
بينما يتجه الاهتمام نحو “فايلكوين”، يراقب المحللون عن كثب مجموعة أخرى من العملات البديلة التي تعمل في نفس المجالات الواعدة، والتي لا تزال قيمتها السوقية أقل بكثير من إمكاناتها المتوقعة. إليك 5 عملات “نائمة” يعتقد الخبراء أنها قد تكون التالية في تحقيق نمو هائل قبل عام 2026.
1. ريندر (Render – RNDR)
القطاع: الذكاء الاصطناعي (AI) + الحوسبة اللامركزية (DePIN)
ما هو المشروع؟ “ريندر” هي شبكة لامركزية توفر قوة معالجة رسومية (GPU) عند الطلب. ببساطة، هي “Airbnb” لوحدات معالجة الرسومات. يمكن لأي شخص لديه قوة GPU فائضة (مثل معدّني العملات أو استوديوهات الرسوم المتحركة) تأجيرها لمن يحتاجونها، مثل مطوري الذكاء الاصطناعي، وفناني الرسوم ثلاثية الأبعاد، ومطوري الميتافيرس.
لماذا يراقبها الخبراء؟ ثورة الذكاء الاصطناعي الحالية تستهلك كميات هائلة من قوة الحوسبة الرسومية (GPU). شبكة “ريندر” توفر حلاً لامركزياً وأقل تكلفة من الخدمات السحابية التقليدية. مع استمرار نمو الطلب على الذكاء الاصطناعي، يُنظر إلى “ريندر” كبنية تحتية أساسية لهذا القطاع.
2. أرويف (Arweave – AR)
القطاع: التخزين اللامركزي (DePIN)
ما هو المشروع؟ “أرويف” هو منافس مباشر لـ “فايلكوين”، لكن بنهج مختلف. بينما تركز “فايلكوين” على عقود التخزين القابلة للتجديد، يقدم “أرويف” حلاً لـ “التخزين الدائم”. الفكرة هي أنك تدفع رسماً لمرة واحدة لتخزين بياناتك “إلى الأبد” على شبكة لامركزية.
لماذا يراقبها الخبراء؟ في عالم تُفقد فيه البيانات أو تُحذف، فإن فكرة التخزين الدائم جذابة للغاية، خاصة للأرشيفات التاريخية، والملكية الفكرية، والـ NFTs. يرى الخبراء أنه مع نمو قطاع التخزين اللامركزي بأكمله (بفضل “فايلكوين”)، سيبدأ المستثمرون في البحث عن البدائل، و”أرويف” يقدم نموذجاً فريداً ومطلوباً.
3. فيتش (Fetch.ai – FET)
القطاع: الذكاء الاصطناعي (AI) + إنترنت الأشياء (IoT)
ما هو المشروع؟ “فيتش” هو مختبر ذكاء اصطناعي يهدف إلى بناء شبكة لامركزية لـ “العملاء الأذكياء” (Autonomous Agents). هذه العملاء هي برامج ذكاء اصطناعي يمكنها تنفيذ مهام نيابة عنك، مثل حجز رحلة طيران بأفضل سعر، أو إدارة سلسلة إمداد، أو تداول الأصول الرقمية.
لماذا يراقبها الخبراء؟ “فيتش” هو أحد المشاريع الرائدة في دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في البلوكتشين. وهو جزء من “تحالف الذكاء الاصطناعي الفائق” (Artificial Superintelligence Alliance)، مما يضعه في قلب واحدة من أقوى التوجهات التكنولوجية الحالية. بدلاً من أن يكون الذكاء الاصطناعي مركزياً في يد شركات قليلة، يهدف “فيتش” إلى جعله لامركزياً ومتاحاً للجميع.
4. هيليوم (Helium – HNT)
القطاع: الاتصالات اللامركزية (DePIN)
ما هو المشروع؟ “هيليوم” هو أحد أقدم وأشهر مشاريع (DePIN). هدفه هو بناء شبكات اتصالات لاسلكية لامركزية (مثل شبكات إنترنت الأشياء (IoT) وشبكات الجيل الخامس 5G) يتم تشغيلها بواسطة أفراد عاديين. يمكن للأشخاص تشغيل “نقاط ساخنة” (Hotspots) في منازلهم لتوفير تغطية الشبكة وكسب عملات HNT كمكافأة.
لماذا يراقبها الخبراء؟ بعد فترة من التحديات، بدأ المشروع يستعيد زخمه، خاصة مع تسريع وتيرة نشر شبكات الجيل الخامس 5G اللامركزية في مدن مختلفة. “هيليوم” هو مثال حقيقي على مشروع (DePIN) له استخدام فعلي في العالم الحقيقي، ومع تزايد الحاجة إلى الاتصال، يظل المشروع تحت رادار الخبراء كعملاق “نائم” قد يستيقظ.
5. كاسبا (Kaspa – KAS)
القطاع: البنية التحتية (Layer 1)
ما هو المشروع؟ “كاسبا” هي عملة “طبقة أولى” (مثل البيتكوين أو الإيثريوم) ولكنها تستخدم تقنية مختلفة تسمى (BlockDAG) بدلاً من البلوكتشين التقليدي. هذه التقنية تسمح لها بمعالجة كتل متعددة في نفس الوقت، مما يؤدي إلى سرعات معاملات عالية جداً ورسوم منخفضة.
لماذا يراقبها الخبراء؟ بينما يركز الجميع على حلول “الطبقة الثانية” لحل مشكلة بطء البلوكتشين، جاءت “كاسبا” بحل مبتكر من “الطبقة الأولى” نفسها. يُعرف المشروع بسرعته الفائقة وقابلية التوسع. يرى العديد من المحللين أن “كاسبا” لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه بعد مقارنةً بتقنيتها، مما يجعلها “حصاناً أسود” في سباق البنية التحتية.
وأخيرا: ما الذي يربط هذه المشاريع؟
إن الارتفاع المتوقع لعملة “فايلكوين” ليس حدثاً معزولاً، بل هو مؤشر على أن السوق بدأ يدرك القيمة الحقيقية للمشاريع التي تبني بنية تحتية رقمية للعالم القادم.
المشاريع الخمسة المذكورة أعلاه (RNDR, AR, FET, HNT, KAS) تشترك جميعها في أنها تقدم حلولاً لمشاكل حقيقية في مجالات الحوسبة، التخزين، الذكاء الاصطناعي، والاتصالات. يعتقد الخبراء أن الدورة القادمة لن تكون مدفوعة بالضجيج فقط، بل بالمنفعة الفعلية، وهذه المشاريع “النائمة” تمتلكها بوفرة.



