انهيار في سوق الكريبتو: ما سبب تهاوي عملات البيتكوين والإيثيريوم وXRP؟
تعرض سوق العملات المشفرة لضربة هائلة، حيث مُحيت منه ما يقرب من 800 مليار دولار من القيمة السوقية خلال 24 ساعة. وأدت حالة الذعر التي انتشرت في منصات التداول إلى تصفية حوالي 19.2 مليار دولار من المراكز المرفوعة مالياً (المُقرَضة).
هبطت عملة البيتكوين (Bitcoin) لتسجل 110,951 دولاراً، بانخفاض قدره 16%، في حين انخفضت الإيثيريوم (Ethereum) إلى 3,795 دولاراً، متراجعة بأكثر من 12%. ونتيجة لذلك، انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى 3.69 تريليون دولار، مسجلة أشد انخفاض ليوم واحد منذ أشهر.
وكانت العملات البديلة (Altcoins) هي الأكثر تضرراً: تراجعت XRP بنسبة 25% إلى 2.34 دولار، وهوت دوجكوين (Dogecoin) بنسبة 28% إلى 0.18 دولار. كما انزلقت سولانا (Solana) وكاردانو (Cardano) و BNB بشكل كبير.
ما الذي أشعل فتيل موجة البيع الهائلة؟
أوضح المحلل آش كريبتو (Ash Crypto) أن انهيار السوق كان أشبه بـ “تفاعل تسلسلي”، أو توقف مفاجئ في لعبة ذات رافعة مالية عالية حيث اقترض عدد كبير جداً من المتداولين أموالاً للمضاربة. وعندما بدأت الأسعار في الانخفاض، انهار كل شيء بسرعة.
كانت البيئة مهيأة لهذا الانهيار منذ أسابيع. كان متداولو الكريبتو، خاصة في البورصات المركزية الكبرى، يستخدمون رافعة مالية عالية، مما يعني اقتراض أموال لتضخيم رهاناتهم. واستخدم الكثيرون حسابات “الهامش المتقاطع” (Cross-margin)، حيث كان يتم استخدام ضمان واحد لدعم صفقات متعددة، مما جعل السوق شديد الهشاشة.
السبب المباشر: الرسوم الجمركية الأمريكية
جاء الزناد عندما أعلنت الولايات المتحدة عن رسوم جمركية جديدة، مما خلق حالة من الخوف في الأسواق العالمية. انخفضت البيتكوين والإيثيريوم أولاً، وبما أن الأصول المشفرة تميل إلى التحرك معاً، لحقت بها العملات البديلة.
تفاقم الوضع بسبب انخفاض دفاتر أوامر العملات البديلة، مما يعني أن أوامر البيع الصغيرة يمكن أن تسبب انخفاضات كبيرة في الأسعار. عندما كسرت الأسعار مستويات الدعم الرئيسية، بدأت منصات التداول في تنفيذ التصفيات التلقائية لتغطية القروض. هذا الإجراء أجبر على بيع الضمانات، في كثير من الأحيان من العملات البديلة، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض أكثر. تسببت تصفية في تصفية أخرى، مما خلق تأثيراً متسلسلاً أدى إلى محو أكثر من 20 مليار دولار من المراكز خلال ساعات.
هل هو انهيار أم “تطهير” للسوق؟
أشار المحلل آش إلى أن هذا النوع من تتالي التصفية شائع عندما ترتفع الرافعة المالية بشكل مفرط. كما لاحظ أن مثل هذه الانهيارات غالباً ما “تعيد ضبط” السوق وتجهزه للانطلاق في موجة صعود رئيسية تالية.
وأضاف أن أحداثاً مماثلة، مثل انهيار كوفيد في عام 2020 وانهيار FTX في عام 2022، أدت كلاهما إلى مسارات صعود ضخمة بعد ذلك. وإذا تكرر التاريخ، فقد يكون هذا التصحيح الحاد يمهد الطريق لعودة قوية أخرى في وقت لاحق من هذا العام.
