مؤسس إيثيريوم يهاجم: القانون الأوروبي يدمر التشفير

هاجم فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لـ إيثيريوم، بشدة قانون “التحكم في الدردشة” المقترح من الاتحاد الأوروبي، محذراً من أنه يهدد الحق الأساسي في الخصوصية في الاتصالات عبر الإنترنت. ويرى النقاد أن هذا القانون قد يحوّل التواصل الرقمي اليومي إلى أداة للمراقبة الجماعية.
شرح قانون “التحكم في الدردشة” الأوروبي
يدفع الاتحاد الأوروبي حالياً لائحة جديدة تسمى “لائحة مكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال” (CSAR)، والمعروفة باسم “التحكم في الدردشة” (Chat Control). إذا تم إقرار القانون، فإنه سيجبر منصات المراسلة على فحص الرسائل والصور الخاصة للمستخدمين، حتى على التطبيقات المشفرة مثل واتساب و سيجنال و تليجرام.
ولن يتوقف الأمر عند المراسلة فقط، بل سيسري القانون على خدمات البريد الإلكتروني، ودردشات الألعاب، وتطبيقات المواعدة، ومنصات تخزين الملفات، وحتى متاجر التطبيقات. باختصار، يمكن أن تخضع أي خدمة رقمية تسمح بالتواصل للمراقبة.
تبرير القانون الرسمي هو حماية الأطفال. لكن النقاد يقولون إن الخطة هي مراقبة جماعية مقنعة، تجرد أكثر من 450 مليون أوروبي من خصوصيتهم، وتشكل سابقة قد تنتشر عالمياً.
تحذير فيتاليك: “لا يمكنك تأمين المجتمع بجعل الناس غير آمنين”
في منشور على منصة “إكس” (X)، كتب بوتيرين:
“قاوموا التحكم في الدردشة. لا يمكنك تأمين المجتمع بجعل الناس غير آمنين. نستحق جميعاً الخصوصية والأمان، دون أبواب خلفية يمكن اختراقها حتماً، لاتصالاتنا الخاصة.”
كما أشار بوتيرين إلى ما وصفه بـ “نفاق” مسؤولي الاتحاد الأوروبي، حيث أظهر مشروع مسودة مسرّب أن الوزراء يريدون إعفاء أنفسهم، بالإضافة إلى موظفي الاستخبارات والشرطة والجيش، من عمليات الفحص والمراقبة التي يريدون فرضها على المواطنين.
وأضاف بوتيرين: “حقيقة أن المسؤولين الحكوميين يريدون إعفاء أنفسهم من قانونهم الخاص هي أمر دال.”
ما سبب أهمية هذا القانون؟
تعتمد اللائحة على تقنية تسمى “الفحص من جانب العميل” (Client-Side Scanning)، حيث يتم فحص الرسائل على جهازك الخاص قبل تشفيرها. هذا يعني أن المراقبة مدمجة في مصدر الاتصال، مما يعامل كل مستخدم كـ مشتبه به.
يحذّر المدافعون عن الخصوصية من أن هذا قد يدمّر التشفير بالكامل، ويفتح “أبواباً خلفية” خطيرة يمكن للمتسللين استغلالها. كما يتعارض هذا القانون مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي نفسه، الذي يضمن الخصوصية وحماية البيانات.
هل سيدفع ذلك المستخدمين نحو “الويب 3″؟
يرى متخصصون في العملات المشفرة أن قانون “التحكم في الدردشة” يمكن أن يسرّع التحول نحو المنصات اللامركزية (Web3). ويقول البعض إن مبدأ “مفاتيحك ليست بياناتك” الخاص بالويب 3 هو بالضبط ما يبحث عنه المستخدمون عندما تتهاوى الثقة في الأنظمة المركزية.
هذا ويضيف تحذير بوتيرين ثقلاً كبيراً إلى ما يعتبر بالفعل أحد أكثر مقترحات الاتحاد الأوروبي إثارة للجدل.