أزمة اقتصادية تهز إيثريوم: ما هي فرص صمود العملة فوق 2000 دولار؟
بعد أكثر من شهر من التحرك الجانبي، مع ضغط إيثريوم بين مستوى الدعم 2350 دولارا ومستوى المقاومة 2900 دولارا، اخترق السعر أخيرا الهيكل.
ففي 21 يونيو/ حزيران الجاري، اخترقت إيثريوم نطاقها المنخفض بانخفاض حاد بنسبة 4.56%. وبلغ سعرها 2,215 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من 50 يوما. ولم يكن مفاجئا تصفية أكثر من 250 مليون دولار من مراكز الشراء، حيث وقع المتفائلون المثقلون بالديون في فخ المضاربة الشرائية.
للوهلة الأولى، قد يبدو هذا بمثابة إعادة ضبط للرافعة المالية. لكن بيانات السلسلة تُشير إلى خلاف ذلك. فوفقا لـ AMBCrypto، قد يكون هناك تحول هيكلي قيد التنفيذ – تحول قد يعرض مستوى دعم إيثريوم البالغ ألفي دولار للخطر بشكل متزايد.
التوترات العالمية تهز الأسواق وإيثريوم تقود النزيف
وفي أقل من 72 ساعة، خسر سوق العملات المشفرة ما يقرب من 3.5% من قيمته الإجمالية. كان ذلك مؤشرا واضحا على أن المخاوف والشكوك الكبيرة قد رسخت بالفعل.
ولكن المحفز الحقيقي جاء عندما دخلت الولايات المتحدة رسميا الصراع في الشرق الأوسط، مما أدى إلى انهيار هيكل السوق على كافة الأصعدة.
وجاء رد الفعل بشكل مباشر. حيث تصاعدت معنويات العزوف عن المخاطرة، وهربت رؤوس الأموال. لكن إيثريوم تحمّلت العبء الأكبر، حيث انخفضت بنسبة 9.16% في الفترة نفسها، وانخفض سعرها إلى 2215 دولارا. ولم يكن هذا مجرد تدفق آخر للرافعة المالية.
وارتفعت قيمة إيثريوم “سنوات التدمير” (CYD) إلى أعلى مستوى لها في ستة أشهر. ويشير هذا الارتفاع إلى أن العملات القديمة، التي كانت خاملة لفترة طويلة، عادت فجأة إلى الحياة.
من المؤكد أن الارتفاع المفاجئ في CYD لا يؤكد دائما خروج السيولة.
وفقا لبيانات Lookonchain، قامت محفظة OG ببيع 5 آلاف إيثريوم عند مستوى يقارب 2400 دولار، مباشرة قبل الانهيار. وبدأ حوت متوسط الحجم آخر ببيع حمولته مع اختراق الإيثريوم لمستوى الدعم الرئيسي.
لا عجب أن الإيثريوم تلقّت الضربة الأكبر، إذ بدت هذه التحركات مدروسة. حيث يُشير التوقيت إلى مخارج استراتيجية، إما لضمان هوامش ربح تحسبا لمزيد من الانخفاض، أو لتحقيق التعادل في الصفقات التي انخفضت قيمتها.
والأهم من ذلك، أنها تُشير إلى نقطة تحول نفسية. فالمستثمرون القدامى، الذين يمثلون عادة العمود الفقري للسوق، يظهرون علامات تراجع في قناعاتهم. وعندما يتراجع المستثمرون الأذكياء، لا يملك تجار التجزئة فرصة للنجاة.
اقرأ أيضا: من يقف وراء عملية احتيال العملات المشفرة عبر تطبيق تيليغرام؟
هل تصمد إيثريوم عند 2000 دولار؟
من وجهة نظر هيكلية، ستحتاج إيثريوم إلى تراجع بنسبة 12% تقريبا من سعرها وقت كتابة هذا التقرير عند 2272 دولارا لإعادة زيارة مستوى الدعم النفسي الحرج عند ألفي دولار.
ولكن بالنظر إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته العملة، فإن هذا السيناريو لم يعد مستبعدا.
ومن المتوقع أن يغلق الربع الثاني من العام على تقلبات. فقد أدى تصاعد التوترات الجيوسياسية إلى تراجع المعنويات بشكل حاد نحو حالة من العزوف عن المخاطرة. وإلى أن يُعلن رسميا عن وقف إطلاق النار، سيظل السوق عرضة لموجات جديدة من المخاوف والريبة والشك، مدفوعة بالاقتصاد الكلي.
وتعكس بيانات تحديد المواقع بالفعل ضغطا هبوطيا. وقد تشكلت مجموعة كبيرة من السيولة طويلة الأجل بقيمة 58.69 مليون دولار أمريكي حول مستوى 2,239 دولارا أمريكيا، مما يشير إلى ميل المتداولين بقوة نحو البيع.
اقرأ أيضا: ترقية Pectra لشبكة إيثريوم قيد التشغيل: أهميتها وما هو التالي لسعر ETH
وفي حال استمرت قناعة المتداولين عند هذا المستوى المنخفض، فقد يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يؤدي اكتساح السيولة مرة أخرى إلى إرسال إيثريوم إلى ما دون 2200 دولار، مما يمهد الطريق لإعادة اختبار محتمل لمنطقة الألفي دولار.
