أزمة الكهرباء في الكويت: كيف يهدد تعدين العملات المشفرة استقرار الطاقة؟

مع اقتراب الصيف في الكويت، ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مما يدفع السكان للاعتماد بشكل كبير على أجهزة التكييف. هذا الاستخدام المكثف يضع ضغطًا هائلاً على شبكة الكهرباء، وأحيانًا يتسبب في انقطاعات متكررة للتيار.
لكن مؤخرًا، ظهر عامل جديد يزيد من تعقيد هذه الأزمة: تعدين العملات المشفرة. في هذا المقال، سنشرح لكم ما هو تعدين العملات المشفرة، وتأثيره على الكهرباء في الكويت.
ما هو تعدين العملات المشفرة؟
تعدين العملات المشفرة هو العملية التي يتم من خلالها التحقق من المعاملات الرقمية وتسجيلها في دفتر الأستاذ الرقمي المعروف بـ”البلوكتشين“. ببساطة، المعدنون يستخدمون أجهزة كمبيوتر فائقة القوة لحل ألغاز رياضية معقدة، وعندما ينجحون، يحصلون على مكافأة بعملة مشفرة مثل البيتكوين. لكن هنا المشكلة: هذه الأجهزة تستهلك كميات هائلة من الكهرباء لتعمل وتبرد، مما يجعل التعدين نشاطًا “جائعًا” للطاقة بشكل غير عادي.
فكر في الأمر كما لو أنك تشغل عشرات المكيفات في منزلك يوميًا دون توقف – هذا هو حجم الاستهلاك الذي نتحدث عنه!
لماذا أصبح التعدين مشكلة في الكويت؟
في الكويت، حيث الصيف الحار يجعل الكهرباء موردًا حيويًا، اكتشفت السلطات أن بعض المنازل تحولت إلى “مزارع تعدين” صغيرة. على سبيل المثال، في منطقة الوفرة السكنية، رصدت وزارة الكهرباء حوالي 100 منزل يستهلكون كهرباء بمعدل يصل إلى 20 ضعفًا من الاستهلاك العادي! السبب؟ أجهزة التعدين التي تعمل 24/7.
هذا الاستهلاك المفرط لم يكن مجرد صدفة، بل أصبح عاملًا رئيسيًا في زيادة الضغط على الشبكة الكهربائية، مما يؤدي إلى انقطاعات التيار التي تؤثر على الجميع – من المنازل إلى الشركات والخدمات العامة.
رد السلطات الكويتية: حملة صارمة
لم تقف السلطات مكتوفة الأيدي. أطلقت وزارة الداخلية حملة أمنية واسعة لمكافحة تعدين العملات المشفرة، واصفة إياه بـ”الاستغلال غير المشروع للطاقة”. الحملة، التي حصلت على إذن قانوني، أسفرت عن ضبط منازل مخالفة ومصادرة أجهزة تعدين متطورة. النتيجة؟ انخفاض مذهل في استهلاك الكهرباء بنسبة 55% في منطقة الوفرة بعد الحملة، وهو دليل واضح على حجم المشكلة التي كان التعدين يسببها.
وزارة الكهرباء أكدت أن هذه الحملة لن تتوقف، بل ستشمل كل المناطق للقضاء على هذا النشاط غير القانوني نهائيًا.