أخبار العملات الرقمية

38 تريليون دولار تقود البيتكوين إلى جنون صعودي جديد.. فما القصة؟

يبدو أن الاقتصاد العالمي يعيد كتابة قصة مألوفة، وهي القصة التي أشعلت شرارة ارتفاع البيتكوين في الماضي. فمن آسيا إلى الغرب، تستعد القوى الاقتصادية الكبرى لضخ سيولة نقدية جديدة في أنظمتها المالية. هذا التدفق الهائل للسيولة، يشبه تماماً ما حدث في دورة 2020-2021، ويُعد الآن بمثابة المحفز الرئيسي لاندفاع صعودي وشيك في أسواق البيتكوين والأصول الأخرى ذات المخاطر.

السيولة العالمية: وقود ثورة البيتكوين

تتجه الأنظار نحو ثلاث مناطق رئيسية، كل واحدة منها تساهم بوزنها الاقتصادي في دفع العملة المشفرة الأكبر عالمياً:

1. الصين: صمام الهروب الرقمي

في محاولة واضحة لدعم اقتصادها المتباطئ وتثبيت قطاع العقارات المتعثر، أعلنت الصين عن ضخ سيولة هائلة. في أكتوبر 2025 وحده، ضخ بنك الشعب الصيني أكثر من 1.1 تريليون يوان (ما يعادل حوالي 154.8 مليار دولار أمريكي).

ومع بقاء اليوان الصيني قرب أدنى مستوياته منذ سنوات، يتجه رأس المال العالمي بشكل متزايد للبحث عن مخازن قيمة بديلة. هذا الوضع يجعل البيتكوين في موقع “صمام الهروب الرقمي” المفضل، حيث يتوقع الخبراء أن “كل موجة سيولة قادمة من الصين تميل إلى أن تموج عبر الأصول العالمية ذات المخاطر، والبيتكوين قد يكون المستفيد الأكبر”.

2. أزمة الدين الأمريكي: التحوط ضد طباعة النقود

عبر المحيط الهادئ، تستمر أزمة الدين الأمريكي في التفاقم، حيث تجاوز الدين الوطني الآن 38 تريليون دولار، بمعدل نمو يومي يقارب 6 مليارات دولار. هناك تلميحات سياسية قوية بشأن الحاجة إلى “النمو للخروج من الديون”، وهو ما يترجم في لغة الاقتصاد إلى عودة محتملة لـ طباعة المزيد من النقود (التيسير الكمي).

يُعد هذا السيناريو بمثابة رياح خلفية قوية للبيتكوين. ففي كل مرة تغمر فيها الدولارات النظام، تكتسب الأصول الصلبة مثل البيتكوين قوة. إن موجة السيولة القادمة تضع البيتكوين مرة أخرى في مكانة التحوط ضد التوسع النقدي ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة.

3. أوروبا واليابان: دفعة إضافية للطلب العالمي

لا تقتصر هذه التحركات على الصين والولايات المتحدة فقط، بل تستعد أوروبا واليابان أيضاً لإجراءات تحفيز مالي جديدة. هذه الإجراءات، التي تهدف إلى تنشيط اقتصاداتها، تزيد من الطلب العالمي على الأصول المشفرة بشكل عام.

البيتكوين يعزز دوره كتحوط عالمي

لقد أثمرت هذه التطورات بالفعل، حيث وصلت قيمة البيتكوين إلى 125,689 دولارًا، مع تدفقات ضخمة بلغت 3.2 مليار دولار إلى صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الخاصة بالبيتكوين. هذا الأداء القوي لا يؤكد فقط تزايد شهية المستثمرين، بل يعزز مكانة البيتكوين كأصل تحوط عالمي موثوق به في وجه حالة عدم اليقين الاقتصادي والمالي.

في الختام، بينما تتصارع الاقتصادات الكبرى مع التباطؤ والديون، يبدو أن استجابتها المتمثلة في ضخ السيولة هي بالضبط ما يحتاجه سوق البيتكوين لإشعال سباق صعودي جديد ودفعه إلى آفاق غير مسبوقة.

[adsforwp id="60211"]
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى