هل يصبح سباق البيتكوين مسألة تتعلق بالأمن القومي؟

لا تزال الأسواق المالية بشكل عام، وسوق العملات المشفرة خاصة، تعاني من حالة توقف مؤقت خلال الأسبوع الأول من عام 2023.

وفي هذا الوقت الذي يشهد حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، يحتفظ الناس بإغلاقهم النقدي. كما أن الحكومات أصبحت تولي اهتماما متزايدا للاحتفاظ بعملة البيتكوين الخاصة بها، فما هو السبب؟

بالكاد يتزحزح سعر البيتكوين بعد إصدار تقرير الوظائف الأخير. فقد تحرك بنسبة لا تتجاوز 1%، محتفظا بما يزيد عن 16900 دولارا أمريكيا حيث توقعت بيانات الوظائف مزيدا من الارتفاع في الأسعار.

هل تصبح البيتكوين “السلعة النقدية الأساسية” في العالم؟

بعيدا عن مشاكل المستثمرين بشأن شتاء أسعار العملات المشفرة، وبالتركيز على حقيقة عملة البيتكوين في عام 2023، نرى أن الأشخاص قد اعتادوا على التساؤل عما إذا كانت العملة المشفرة موجودة لتبقى أم ​​لا. وفي الوقت الحالي، فقد أقر المستثمرون الناجحون وحتى عمالقة البنوك بمزاياها.

فقد أشار تقرير لـ Fidelity Investments أن البيتكوين هي عملة رقمية أكثر أمانا ومرونة من معظم أقرانها، إضافة إلى أن البنك يرى بأن العملة المشفرة الرئيسية لها الخصائص والمكانة التي تجعلها “السلعة النقدية الأساسية في العالم”.

وعليه، فإن عملة البيتكوين لم توجد لتبقى فحسب، بل ستدعم المزيد من الاحتياطيات العالمية مع مرور العقد. وهذا يثير مخاوف وفرصا جدية للأمن القومي للولايات المتحدة ولأمن جميع القوى العالمية الكبرى في الهيمنة الدولية.

مصلحة الأمن القومي في الانضمام إلى سباق البيتكوين

وتشهد البيتكوين نقطة انعطاف مهمة في تاريخها. فبعد 14 عاما من التجربة الكبرى، أصبحت الآن العملة المشفرة مفهومة من قبل المتخصصين التقنيين والمستثمرين في الصناعة على أنها منصة تقنية ناضجة. وقد أثبتت أمانها وموثوقيتها، حيث استطاعت شبكتها تكديس كتلة جديدة دون انقطاع كل عشر دقائق لمدة 14 عاما حتى الآن.

وبدأت الأسواق تعكس هذا الواقع الجديد لاستقرار البيتكوين وصعوده في التمويل العالمي. فسعر البيتكوين منخفض التقلبات تاريخيا. وفي حين أن المتداولين الذين يربحون من الأسواق المتعثرة قد لا يجدونها مثيرة للاهتمام، فإن المؤسسات والحكومات تتقدم للمضاربة التالية فيها.

وفي حال أصبحت اللوائح التنظيمية أكثر وضوحا، فسيتعين على الولايات المتحدة إعادة التفكير في مجموعة أدوات السياسة الخارجية بأكملها. فالدول الأخرى ذات السيادة تسرع في اللحاق بسباق البيتكوين، وتأتي في مقدمة تلك الدول السلفادور، وغيرها في أمريكا الوسطى.

وفي أحدث وثائقها الخاصة باستراتيجية الأمن القومي، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن: “سنستكشف المزايا ونقود تطوير الأصول الرقمية بشكل مسؤول، بما في ذلك الدولار الرقمي، مع مراعاة معايير وحماية عالية للاستقرار والخصوصية والأمن لإفادة نظام مالي أمريكي قوي وشامل وتعزيز أسبقيته العالمية”.

وسيكون ذلك مهما خلال العقد القادم. إذ يُتوقع ألا يفقد الدولار مطلقا مكانته كاحتياطي عالمي رئيسي، فهو يمثل عملة مستقرة وتقليدية للغاية وتدعمها الولايات المتحدة. لكن أجزاء كثيرة من العالم تتبع بنشاط سياسة إزالة الدولرة التي لم تُعرف قط في القرن الماضي.

ويمكن للولايات المتحدة الحفاظ على هيمنتها العالمية وأهميتها بشكل مماثل لمستواها في القرن العشرين من خلال الانضمام إلى سباق البيتكوين لقوة التجزئة.