هل يشهد العالم حدوث الانهيار الأكبر للاقتصاد؟
حذر خبير اقتصادي من أن أكبر انهيار في حياتنا “سيضرب من الآن وحتى منتصف حزيران”. مؤكدا أن ذلك لن يكون سوى انهيار كبير غير مسبوق.
تحذير من وقوع أكبر حادث انهيار
وحذر هاري دنت، مؤسس شركة دنت الاستثمارية HS Dent Investment Management ومؤلف العديد من الكتب الأكثر مبيعا، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة، من أن أكبر انهيار في حياتنا سيحدث على الأرجح بحلول منتصف يونيو/ حزيران القادم.
وأكد دنت: “لن نرى هذا مرة أخرى. لن نرى اقتصادا فقاعيا، وربما لن يرى أطفالنا اقتصادا فقاعيا لعقود وعقود من الآن … يحدث ذلك مرة واحدة في العمر على الأكثر”.
وأوضح دنت أن أكبر انهيار يتوقعه هو ما كان ينبغي أن يكون عليه الانهيار 2008-2009، مشيرا إلى أن مؤشر S&P 500 انخفض بنسبة 57٪ في ذلك الوقت.
ووصف دنت ذلك قائلا: “بعد مرور عام ونصف تقريبا على ذلك الانهيار، تدخلت البنوك المركزية وبدأت مباشرة في طباعة النقود بمعدلات غير مسبوقة … لذا فإن هذا الركود لم يؤد وظيفته حقا في التخلص من أكبر فقاعة ديون في التاريخ”.
اقرأ أيضا: 3 خطوات لجعل محفظة بيتكوين أكثر أمانا
وأضاف دنت أنه يتوقع “انخفاضا يصل إلى 86٪ لمؤشر S&P 500 في هذا الانهيار و 92٪ في ناسداك … ستنخفض البيتكوين بالمثل 95٪ ، 96٪”.
ويتوقع دنت أن ينهار سوق العملات المشفرة جنبا إلى جنب مع الأسهم، مع انخفاض البيتكوين 95٪ -96٪ من أعلى مستوى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وقال: “ستنخفض عملة البيتكوين من 69000 دولار إلى حوالي ثلاثة إلى أربعة آلاف”، مضيفا “هذا بالضبط ما فعلته أمازون والدوت كوم”.
وكان الخبير الاقتصادي قد حذر مرارا وتكرارا من حدوث أكبر انهيار قد نشهده. وأشار إلى أنه بعد تحذيره السابق، انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 38٪ في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
“هذه فقط الموجة الأولى للهبوط. هناك اثنان آخران يجب اتباعهما … لقد بدأنا بالفعل الموجة التالية للهبوط والتي يمكن أن تُخفض مؤشر ناسداك إلى 8000 دولار فقط في الموجة التالية، وليس في نهايتها. سينخفض هذا بنسبة تزيد قليلا عن 50٪ “.
واستهل دنت توقعاته بالقول: “عندها سيعرف الناس أن هذا ليس تصحيحا كبيرا؛ إنه انهيار كبير، حدث لم تره … في حياتك، انهيار لن يشهد حتى جيل الألفية أكبر منه”.
وفي معرض حديثه عن سبب حدوث الانهيار الأخير في وقت متأخر عما توقعه سابقا، أوضح دنت أن السبب يعود إلى إعلان البنوك المركزية الحرب على الركود.
“لم يحدث من قبل … أعلنت البنوك المركزية الحرب، والحرب الفعلية، والركود، وقالت لن ندع الاقتصاد ينهار. ومع ذلك، أشار دنت إلى أنه حتى مع كل طباعة النقود غير المسبوقة،” نستمر في الوقوع مرة أخرى في ركود”.
وشدد على أن “الاقتصاد الموجود في أسفله ضعيف جدا ويحتاج حقا إلى التخلص من الكثير من الديون المعدومة وشركات الزومبي، والبنوك المركزية لن تسمح للاقتصاد بالقيام بأمره … لقد أعلنت البنوك المركزية الحرب على سوق. تلك هي المشكلة”.
كما حذر دنت من أننا على وشك الوصول إلى الموجة الثالثة، مؤكدا أنه لا يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرا على إيقافها. ورأى أنها “ستباغتهم قبل أن يتمكنوا من عكس التشديد”.
وأوضح دنت: “لم نقم بتنظيف الديون الهائلة والمبالغة في التقييم لأكبر فقاعة أصول مالية في كل شيء. لم نشهد أبدا فقاعة أصول مالية في كل شيء مثل هذا. هذه الفقاعة لم يُسمح لها بالانفجار والتخلص من تجاوزاتها وهو ما نحتاج إلى القيام به. وأعتقد أننا في خضم هذه العملية الآن”.
وفي إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي بالغ في تقدير الاقتصاد، وعليهم الآن “التشديد بقوة”، أكد دنت على أن الاحتياطي الفيدرالي “رفع أسعار الفائدة وشددها” مؤخرا أكثر مما فعل منذ أوائل الثمانينيات، موضحا إلى أن هذا “تشديد خطير”.
وبين دنت أن الاحتياطي الفيدرالي يقوم بالتضييق الآن ويعتقد جادا في أن “الاقتصاد الهابط يمكنه التعامل معها…. لا، كان الاقتصاد في الأسفل ضعيفا منذ عام 2008 ولم يصبح قويا إلا بعد بضع سنوات من الآن”.
إلى جانب ذلك، أوضح دنت أن ما يبدو أنه تصحيح سيتحول إلى “انهيار أشبه بانهيار ما بين 1929 و 1932، بانخفاض 86٪ على مؤشر S&P 500″، مؤكدا أنه “أفضل توقعاته في هذا الوقت”، موضحا أن الموجة الأولى قد حصلت، و”ارتداد الموجة الثانية الذي رأيناه، نحن بالفعل في الموجة الثالثة في البداية”.
وأوضح دنت: “عادة ما تكون الموجة الثالثة هي الموجة الأقوى والأكثر صلابة وأعتقد أن معظم ذلك سيحدث من الآن وحتى نهاية العام. والجزء الأكبر من الموجة الثالثة سوف تضرب من الآن وحتى منتصف حزيران. .. ليس من السهل تحديد وقت السوق كما يعرف معظم الناس، لكن هذا مهم جدا لدرجة أنني أقوم بتوقيت السوق”.
