هل سيؤثر خلاف ترمب وماسك على البيتكوين؟

شهدت الساحة السياسية خلافا حادا بين الثنائي القوي، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، حيث تمر علاقتهما بمرحلة انفصال.
وتدهورت العلاقة التي لطالما تميزت بقوتها ودعم الطرفين لبعضهما البعض، بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية. حيث لم تقتصر تحركات ماسك على تنفيذ تهديداته، بل تجاوزتها ليطلق حزبا سياسيا باسم “حزب أمريكا”. ورغم شدة الفوضى، يعتقد الخبراء أن بيتكوين ستخرج رابحة من هذا القتال.
ما وراء انفصال ترمب وماسك؟
وشهد مستخدمو الإنترنت الانفصال المثير بين ترمب وماسك، إذ لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا من حججهم. وكان ماسك قد قدم دعما ماليا لحملة ترمب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بقيمة وصلت إلى 250 مليون دولار، في وقت قال فيه البعض إن ماسك لعب دورا محوريا في فوز ترمب من خلال تأثيره على مستثمري العملات المشفرة.
إلا أن الخلافات حول مشروع قانون ترمب الطموح للميزانية والإنفاق، بما في ذلك التخفيضات المقترحة لدعم السيارات الكهربائية، كانت السبب في إشعال فتيل التوتر بين الرجلين. ففي الأيام القليلة التي تلت مشروع القانون، تبادل الطرفان الاتهامات والجدال على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأمور هدأت في النهاية. وهو ما رأى فيه البعض أن الطرفين بحاجة إلى بعضهما البعض، وقد تنتهي الأمور بينهما بتصالح.
لكن الخلاف بين الثنائي لم يكن له تأثير كبير على سعر البيتكوين، باستثناء بعض الحالات الاستثنائية مثل ما حدث في 5 يونيو/ حزيران الماضي حيث انخفضت بيتكوين إلى 104 ألف دولار، وأواخر الشهر ذاته عندما أصبحت الدعوات إلى تشكيل حزب جديد مفتوحة للغاية.
وعلى الرغم من أنه لم يكن له تأثير كبير على سعر العملة المشفرة الرائدة، إلا أن التطورات الجديدة تشير إلى عواقب أكبر هذه المرة.
لماذا يعتبر الانفصال بين ترمب وماسك إيجابيا لعملة البيتكوين؟
ورغم انتقادات ترمب وماسك، لا تزال عملة بيتكوين مستقرة حول 105 آلاف دولار، لكنها تقترب من أعلى مستوى لها على الإطلاق اليوم. مع ارتفاع طفيف، تتداول العملة حاليا عند 109 آلاف دولار، مدفوعة بإعلان الحزب الأمريكي. والأهم من ذلك، أن نقطة الصعود هي الكشف عن تبني حزب ماسك السياسي لبيتكوين ووصفه العملات الورقية بأنها ميؤوس منها.

ويبرز في هذا المشهد منافسان قويان يفضلان بيتكوين ومجتمع العملات المشفرة، ومن شأن تحركهما أن يؤثر على سعر بيتكوين مستقبلا. علاوة على ذلك، يعد إقرار قانون ترمب “الكبير الجميل” (BBB) إيجابيا، إذ يعزز الإنفاق على البنية التحتية والتحفيز الاقتصادي.
وقد اعترض ماسك مع آخرين معه على هذا القانون، لأنه قد يُثقل كاهل الدين العام والدولار الأمريكي. في المقابل، ستدخل السيولة سوق العملات المشفرة، مما يغذي أصولا بارزة مثل بيتكوين وغيرها.
اقرأ أيضا: بعد 14 عاما من الخمول: حوت بيتكوين يستيقظ وحاملو العملة يتهيؤون
ومع استمرار الخلاف بين ترمب وماسك، قد تؤثر سخريتهما السياسية على سوق العملات المشفرة. ويرجع ذلك إلى رغبة كل منهما في التفوق على الآخر أمام مجتمع العملات المشفرة بالوعود أو السياسات. كما أن معركتهما ستزيد من بروز عملة بيتكوين.
وبشكل عام، ستستفيد البيتكوين من انفصال ترمب وماسك. مع ذلك، لا يزال الغموض قائما، إذ قد يؤثر خلافهما أيضا على توجهات المستثمرين في التداول.