هل تلغي الصين قرار حظر تعدين البيتكوين؟
تستند الشائعات القائلة بأن الصين ستلغي الحظر المفروض على تعدين البيتكوين إلى سوء قراءة النظام السياسي للبلاد وأهداف السياسة.
فقد بدأ المؤثرون ووسائل الإعلام اليوم في التغريد على تويتر حول العملات المشفرة ونشر شائعات مفادها أن الصين تأسف لحملتها القمعية التي شنتها على العملات المشفرة بعد أن ارتفعت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الأسبوع الماضي.
وكان حظر تعدين البيتكوين في الصين قد تسبب في نزوح عمال التعدين من الصين، التي كانت تسيطر في السابق على أكثر من 50٪ من معدل تجزئة البيتكوين العالمي.
أولئك الذين أتوا من الصين، الذين يعرفون كيف تعمل حكومة البلاد، متشككون للغاية وليس فقط لأننا لم نشهد أي تغطية إعلامية جادة لهذا الأمر.
لكن لا يزال من المثير للاهتمام النظر في كيفية نشوء سوء الفهم هذا.
China seeking public solicitation of comments regarding un-banning crypto mining 🧐https://t.co/g1wyUdORTt pic.twitter.com/qyRQyTBgcn
— Zhu Su 🔺 (@zhusu) October 25, 2021
من المحتمل ظهور الإشاعة لسببين:
السبب الأول أنه في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، صرحت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين بأنها ستضيف “التعدين الافتراضي للعملة” إلى قائمتها الخاصة بالصناعات التي تم إلغاؤها بعد أن تستطلع الآراء العامة؛ عندما تضاف صناعة إلى القائمة، فإنها تتوقف فعلياً عن الوجود داخل البر الرئيسي في الصين.
في حين أن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين تبدو في غير محلها إلى حد ما في اقتصاد السوق الحالي للبلاد، إلا أن كلمتها تظل ملزمة.
قامت اللجنة بتعويم العملة الافتراضية لأول مرة في القائمة في عام 2019، ولكن بعد استطلاع للرأي، تم شطب الصناعة من القائمة النهائية المعلنة. ولذلك، يعتقد بعض الأشخاص أن الرأي العام يمكن أن ينقذ الصناعة مرة أخرى.
إلا أن ذلك يبدو مستحيلا. ففي عام 2020، التزمت الصين بشكل عالمي بحياد الكربون، ويعتقد صانعو السياسة الصينيون أن تعدين البيتكوين يهدر الطاقة ويقوض جهودها المناخية، وهي إحدى أكبر أولويات سياستها.
وكان الضغط السياسي على تعدين البيتكوين أقل بكثير في عام 2019، عندما تجنب الرأي العام حملة قمع، مما كان عليه في عام 2021. وكان عدد قليل من عمال التعدين في عام 2019 قد نجحوا في الضغط على الحكومة؛ ويعارض الرأي العام الأوسع في الصين في الواقع تعدين البيتكوين لأنه لا يخلق فرص عمل، إضافة إلى أن عمال التعدين لا يدفعون الضرائب.
أما السبب الثاني فهو إعادة اللجنة نشر الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد تجاوزت الصين لتصبح أكبر دولة تعدين بيتكوين. هل هذا يعني أن الهيئة تأسف على الأحداث التي أدت إلى ذلك؟
باختصار، أصبح تعدين البيتكوين عدواً لحياد الكربون في عيون الصين. ويبدو ذلك واضحاً بمجرد إلقاء نظرة على تقرير جديد صادر عن أعلى مستوى من وسائل الإعلام الاقتصادية الرسمية في الصين والذي ينص على أن: “تعدين البيتكوين ينطوي على استهلاك مرتفع للطاقة، وتلوث عالي، وضرر كبير، ومخرجات منخفضة. وسوف تتنافس فقط على القوة الثمينة وتهدر موارد ضخمة”.
من الواضح أن صناعة تعدين البيتكوين في الصين، التي كانت تهيمن على العالم ذات يوم، على وشك الانسحاب تماماً من السوق، ومن الصعب تخيل عودتها في المستقبل المنظور.