هل تقود السيادة النقدية أجندة اليورو الرقمية
تحدث فابيو بانيتا، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي ECB، يوم الجمعة الماضي عن اليورو الرقمي خلال كلمة ألقاها في روما، وذكر سيادة اليورو باعتباره الفائدة الأولى من إطلاق العملة الرقمية البنك المركزي CBDC .
وقد تم تسليط الضوء عدة مرات على أن ثلثي مدفوعات البطاقات الأوروبية تتم من خلال فيزا Visa وماستركارد Mastercard في الولايات المتحدة، إضافة إلى باي بال PayPal في المدفوعات الرقمية.
وتعتبر مدفوعات البطاقات السبب الرئيسي وراء قيام 20 مصرفا بإنشاء مبادرة المدفوعات الأوروبية.
وقال بانيتا: “إن ” استعمار” نظام الدفع الأوروبي “ليس خطرا وشيكا”، لكنه أشار إلى ارتفاع العملات المستقرة إلى أكثر من 120 مليار دولار بالإضافة إلى توسع شركات التكنولوجيا الكبرى في مجال التمويل.
وأوضح أنه يجب معالجة الاستجابة لهذين الاتجاهين بأكثر من مجرد الإشراف والتنظيم، ولكن مع CBDC.
كما تحدث بانيتا أيضا عن السيادة من حيث الدور الدولي لليورو، بحجة أنه يمكن أن يزيد من ملاءمة اليورو كعملة عالمية للفواتير، إلى جانب “تقليص الهيمنة العالمية للدولار وتقليل الاعتماد العالمي على مصدر واحد للسيولة”.
ويمكن للمرء أن يجادل بأن التركيز الشديد كان على السيادة لأنه كان خطابا وبالتالي كان بحاجة إلى إبراز نقاط أقل. لكنه كان حديثا مكثفا، ومقارنة بتقرير اليورو الرقمي للعام الماضي، بدا أن السيادة تحظى بقدر أكبر من التركيز.
وكان بنك Mediobanca الإيطالي قد نشر تقريرا عن اليورو الرقمي في مارس/ آذار، ووضع أيضا السيادة النقدية في المقدمة وجعل منها المركز.
وقد جادل البنك الإيطالي بأنه في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا شريكان تاريخيان، إلا أن الوابط بينما قد ضعفت.
وتعد الصين الآن الشريك التجاري الأول لأوروبا، وقد أدت العقوبات والتعريفات الأمريكية جنبا إلى جنب مع سحب القوات إلى تقليل العلاقات الأمريكية مع أوروبا.
وذكر بنك Mediobanca بأن العملة الرقمية مهمة بشكل فريد في أوروبا لأسباب سياسية، منها أنها ستؤدي إلى:
1- تسليح البنك المركزي الأوروبي للدفاع عن السيادة النقدية من العملة الأجنبية (العملة الرقمية).
2- دعم هدف المفوضية (EC) لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والدور الدولي لليورو من خلال الانفصال عن الرقابة / العقوبات الأمريكية، واستعادة السيطرة على المدفوعات وبناء روابط أقوى مع البلدان الشريكة.
3- تضيف قوة دفع إلى القصور الذاتي لمزيد من التكامل في أوروبا.
وجهة نظر في اليورو الرقمي
وفي سياق حديث بانيتا، قبل أن يناقش اليورو الرقمي، تحدث عن الحاجة إلى العملة الرقمية للبنك المركزي بشكل عام، مشيرا إلى أنها ضرورية كمرساة للأموال الخاصة.
وبعبارة أخرى، فإن القدرة على التحويل إلى أموال البنك المركزي مثل النقد توفر الاستقرار للأموال الخاصة. وبما أن العالم أصبح أكثر رقمية وتراجع النقد، فهناك حاجة إلى بديل رقمي.
وقد بدأ محافظو البنوك المركزية في التغريد في السرب ذاته. وهذه هي الحجة الأساسية نفسها التي أدلى بها نائب محافظ بنك إنجلترا، السير جون كونليف، خلال لجنة مجلس اللوردات الأخيرة بشأن CBDC .