شهدت عملة دوجكوين “DOGE” خلال الأسابيع الماضية ارتفاعاً كبيراً بعد اعتمادها من قبل العديد من المشاهير كالملياردير مارك كوبان، وأيقونة الكوميديا الممثل الأمريكي كالفن كوردوزار المعروف باسمه الفني (سنوب دوغ )، والملياردير الشاب إيلون ماسك مؤسسة شركة “إكس سبيس” وشركة “تسلا”.
وزاد استخدام دوجيكوين للمدفوعات مع ارتفاع سعر العملة، فقد تم اعتماد العملة في متجر فريق كرة السلة دالاس مافريكس والذي يملكه مارك كوبان، إضافة إلى بيع تذاكر دوري البيسبول الأمريكي باستخدام عملة دوجيكوين.
الدوجكوين وسيلة ودية للغاية من أجل التبادل
من المؤكد أن الدافع الرئيسي للشركات للبدء بقبول مدفوعات دوجي في هذا الوقت هو مستوى الشهرة حيث يمكن للعالمة التجارية أن تستفيد من الدعم الذي تتلقاه عملة دوجكوين والتي أبدت اهتماماً بتعزيز الأعمال التجارية التي تسوق لمنتجاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعلق بعض المراقبين على هذه العلاقة بأنها “طفيلية متبادلة”. إلا أن أحداً لا يستطيع تخمين ما قد يحدث في حال قررت عدة شركات تجارية تبني العملة في تعاملاتها.
ازدياد في الأموال
غالباً ما يستشهد المحللون بشعبية دوجكوين لدى مستخدمي الانترنت الشباب كوقود صاروخي يمكنه نقل الجميع إلى القمر.
وقد اقترح ران نيونير، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة استثمار “Blockchain Onchain Caputal”، في مقابلة له أن مستخدمي تيك توك “TikTok” الشباب يمكنهم إنشاء تأثيرات شبكة كافية لجعل دوجكوين أداة صالحة للمعاملات الالكترونية.
ومن الصعب تقدير شعبية دوجكوين بين المراهقين والشباب، فالعملة التي بدأت على شكل مزحة لديها الآن سقف سوقي قدره 80 مليار دولار وهو ما يجسد الروح المتقدة لجيل الشباب.
ووفقاً لآخر دراسة استقصائية أجراها بنك الاستثمار بايبر ساندلر ” تقييم لحصيلة المراهقين“، أفاد أن 9% من المراهقين في الولايات المتحدة يتداولون العملات المشفرة. في حين أن إحصائية ما يقرب من واحد من كل عشرة تبدو قوية، إلا أنه لا توجد تفاصيل حول الأصول التي تم تداولها من قبل المشاركين في الدراسة.
وفي استطلاع أجرته المجموعة المالية “Charles Schwab” مؤخراً بقياس سلوك تداول العملات المشفرة بين الشباب في المملكة المتحدة، وجدت أن أكثر من نصف المستثمرين في المملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و37 عاماً يتداولون أو يحتفظون بالعملات المشفرة، مقارنة بـ 25% من أولئك الذين اشتروا الأسهم. مرة أخرىن لا توجد تفاصيل حول استخدام عملات مشفرة محددة أو نسبة المشاركين الذين قالوا إنهم كانوا نشطين على تيك توك.
في محادثة متابعة مع مجلة توسين “TUSEN” شبه نيونير عملة دوجكوين بحركة تمرد قائلاً “لقد أصبحت دوجكوين مناهضة للمؤسسة ومعادية للطبيعة”.
دعوة على نطاق واسع
بينما يظل السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان بإمكان فئة عمرية واحدة أو مجموعة مصالح واحدة دفع أحد الأصول للوصول إلى الحالة المرغوبة لطريقة الدفع السائدة، فإن دوجكوين لديها القدرة على جذب مجموعة واسعة من المستخدمين. وبالإضافة إلى الشباب والمتداولين اليوميين، يمكن أن تكون بوابة سهلة ومناسبة للمبتدئين إلى ساحة الأصول الرقمية.
ونظراً لخلوها من ادعاء الأصول المعقدة تقنياً، فإن دوجيكوين في وضع جيد لتصبح العملة المشفرة الأولى للمستخدمين الجدد الأقل ذكاءً من الناحية التقنية والذين يتوافدون بأعداد كبيرة حيث يصبح التشفير أكثر شيوعاً.
علاوة على ذلك قد يجذب جو عدم الجدية الأشخاص الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي قبل تداول مشتقات بيتكوين على منصات مؤسسية كبرى. ومن الممكن أن تكون دوجكوين آخر معقل لروح التشفير القديمة التي ترغب أسماك القرش المالية السائدة في التعامل معها.
ولدى سؤاله عما إذا كان لدى دوجكوين مستقبل كوسيلة للتبادل، أجاب جوشوا فرانك الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات بيانات العملة المشفرة “The TIE”: ” لا إنها فكرة ممتعة، وحظيت بقدر هائل من الاهتمام لدى الأشخاص، لكني لا أرى أي مستقبل تكون فيه دوجي عملة الانترنت”.
ومع ذلك، ومع تغريدات المشاهير في الوقت المناسب وتدفق العلامات التجارية الكبرى التي تبحث عن المشاركة، لا يبدو من المستحيل أن تجد دوجكوين شعبية كبيرة كأداة للدفع في جزء مهم من الاقتصاد عبر الانترنت.
لكن المضاربة على الأسعار ستظل مصدر قلق كبير إلى أن تحقق العملة التأثير الشبكي الكافي.