نعمة أم نقمة: الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر غاري جينسلر

أثار خطاب غاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، الذي ألقاه يوم أمس موجة من التساؤلات عن رؤى المنظم المالي للتقنيات الحديثة.

ففي خطابه أمام نادي الصحافة الوطني، تناول رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية غاري جينسلر التطور الهاءل الذي وصلت إليه الشركات الحديثة بتقديمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلق جينسلر على الجوانب المختلفة للذكاء الاصطناعي في خطاب بعنوان “إسحاق نيوتن للذكاء الاصطناعي”.

غاري جينسلر ودعوة إلى الاستعداد

وأشار جينسلر إلى نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الشائع ChatGPT ونماذج تعلم اللغة (LLM) بشكل عام. لكنه لم يخف مخاوفه المتعلقة بما سيرافق هذه التقنية، حيث أكد أنها “أكثر التقنيات تحويلية في عصرنا، على قدم المساواة مع الإنترنت والإنتاج الضخم للسيارات”.

وأشار جينسلر إلى أن أحد أكبر المشكلات في الذكاء الاصطناعي هي نوع من حلقة التغذية الراجعة التي تؤدي إلى وجود منصات احتكارية في التقنية، موضحا أن مساحة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحتوي على عدد قليل من المنصات في نفس الوقت الذي يهيمن فيه عدد قليل من الشركات على صناعة التكنولوجيا بشكل عام.

كما سلط جينسلر الضوء على التطورات الهامة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطبيق ChatGPT الشهير.

لكن جينسلر لم يغفل في حديثه عن ذكر إنجازات الذكاء الاصطناعي المختلفة وأبرز تطبيقاته نتيجة للتقدم في الرياضيات والبيانات والقوة الحسابية، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر قوة ومرونة بوتيرة سريعة، وأشار إلى انتصار تطبيق DeepBlue على غاري كاسباروف، بطل العالم في الشطرنج، وانتصار ألفا غو AlphaGo على لي سيدول، اللاعب الكوري الجنوبي وبطل العالم في لعبة غو الشهيرة.

كما أوضح جينسلر الفرص والتحديات فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، مبديا وجهة نظر مقاربة لتلك التي أبدتها الأمم المتحدة في قلقها إزاء التلاعب بالذكاء الاصطناعي لإشارات الدماغ.

اقرأ أيضا: هل تبحث عن وظيفة براتب بالعملة الرقمية؟ إليك الحل

الإمكانات الهائلة والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي

في المقابل، أشار جينسلر إلى الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي الذي يقدم “فرص هائلة للبشرية، من الرعاية الصحية إلى العلوم إلى التمويل. نظرا لأن الآلات تتعامل مع التعرف على الأنماط، لا سيما عندما يتم إجراؤها على نطاق واسع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى كفاءات كبيرة عبر الاقتصاد “.

كما أشار جينسلر إلى وجود مخاطر في القابلية للتفسير والتحيز والقوة عندما يتعلق الأمر بنماذج صنع القرار، ورأى أن هذه النماذج يجب أن تكون في مصلحة العملاء.

إلى جانب ذلك، أشار جينسلر إلى أن سوق العمل قد يشهد تغييرا كبيرا، وركز على قضيتين أساسيتين هما الخلافات المحيطة بالخصوصية والملكية الفكرية والتأثيرات المحتملة على الاستقرار المالي.

واختتم جينسلر حديثه بالقول إن لجنة الأوراق المالية والبورصات تقف موقفا محايدا لأي تقنية معينة وأنها تركز أكثر على النتائج، وأن قوانين الأوراق المالية قد تكون متورطة اعتمادا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.

كما بين جينسلر أن لجنة الأوراق المالية والبورصات يمكن أن تستفيد من استخدام مراقبة السوق بالذكاء الاصطناعي، ومراجعة الإفصاح، والاختبارات، والإجراءات الأمنية والقانونية، والتحليل الاقتصادي، مطالبا الأطراف التي تسعى للتعمق في تقنيات الذكاء الاصطناعي بالوصول إلى حدود الإدراك والقبول لما يمكن أن يكون “تحديات خطيرة” نظرا لأن نتائج تحول الذكاء الاصطناعي لا يمكن إنكارها.