نجاح مبهر لأول عملية في العالم لزرع عين كاملة وجزء من الوجه
تمكنت مجموعة من الجراحين المقيمين في نيويورك من إحداث انجاز طبي هام، حيث قاموا بنجاح بإجراء أول عملية زرع عين كاملة وجزء من الوجه في العالم. تم تنفيذ هذه العملية المعقدة لمريض كان يعاني من إصابات بالغة نتيجة لصدمة كهربائية عالية الجهد، والذي استطاع أن يتجاوز المرحلة الصعبة من تلك الإصابات المدمرة.
أجريت هذه العملية على آرون جيمس، الذي يبلغ من العمر 46 عاماً، والذي تعرض لحادث في 10 يونيو 2021 أثناء عمله كعامل خط عالي الجهد. تمرّر 7200 فولت من الكهرباء عبر جسده، مما تسبب في أضرار جسيمة في وجهه، بما في ذلك فقدان أنفه وخده وشفتيه وأسنانه الأمامية وذراعه اليسرى حتى المرفق.
بفضل الحظ السعيد، نجا جيمس من الحادث، لكن إصابته الخطيرة استدعت وضعه في غيبوبة طبية. وبعد ذلك، خضع لعدة عمليات جراحية، بما في ذلك عملية خاصة قام بها أطباء من تكساس لاستئصال عينه اليسرى التالفة، في حين تم الحفاظ على أكبر قدر ممكن من العصب البصري.
في يونيو 2022، تم تقييم جيمس من قِبَل فريق متخصص من جامعة نيويورك لانغون هيلث بزعامة الدكتور إدواردو دي رودريغيز. واجمع أعضاء الفريق بشكل متفق على إجراء أول عملية زرع لعين كاملة وجزء من الوجه في العالم.
رغم انتشار زراعة القرنية على نطاق واسع إلى حد ما، إلا أن عملية جيمس تعتبر أول حالة معروفة لزراعة عين كاملة. وهذا النوع من العمليات يمثل تحدياً كبيراً بسبب خطر الرفض المناعي، ومشاكل في تدفق الدم وصعوبات في إنشاء اتصالات عصبية. ولتقليل خطر التعرض للمشاكل الأخيرة، قرر الأطباء حقن العصب البصري لجيمس بخلايا جذعية مشتقة من نخاع العظم المأخوذة من متبرع في محاولة لتعزيز تجديد الأعصاب.
تمكنت منظمة شراء الأعضاء LiveOnNY في مايو 2023 من تحديد متبرع مناسب لجيمس. وأفاد ليونارد أتشان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة LiveOnNY، بأن المتبرع كان شاباً في الثلاثينيات من العمر وكان ينحدر من عائلة داعمة للتبرع بالأعضاء. وبدعم من عائلته، قرر المتبرع التبرع بسخاء بالأنسجة التي تساهم في نجاح عملية زرع الوجه والعين، وقد تمت عملية زرع الوجه والعين بنجاح بفضل تبرعه. وليس ذلك فحسب، بل أنقذ هذا المتبرع أيضاً حياة ثلاثة أشخاص آخرين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و70 عاماً، حيث تبرع بكليتيه وكبده وبنكرياسه.
تم في عملية استغرقت مدة 21 ساعة، إجراء عمليات جراحية للمتبرع والمريض في نفس الوقت من قبل 16 جراحاً وفريق يضم 80 متخصصاً. باستخدام أحدث التقنيات المتاحة، نجح الجراحون في زرع الجزء السفلي من وجه المتبرع والعين اليسرى، بالإضافة إلى جمجمة أساسية كبيرة تشمل محجر العين اليسرى. تم أيضاً ربط الأعصاب الحيوية والأوعية الدموية في الوجه.
في النهاية، لحقت النجاح بالجراحة، وعلى مدار الستة أشهر التالية، تمكن جيمس من استعادة العديد من القدرات التي فقدها بسبب الحادث، بما في ذلك قدرته على الشم والتذوق وتناول الأطعمة الصلبة.
حالياً يعاني جيمس من عدم القدرة على رؤية من خلال عينه اليسرى التي تم زراعتها. ومن المستبعد أن يتمكن في المستقبل من استعادة هذه القدرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن العين التي تمت زرعها من قبل متبرع تظل في حالة صحية جيدة بعد عدة أشهر من العملية. وهذا يشجع الباحثين على العمل على المزيد من التطور العلمي في هذا المجال، حيث يمكن أن يتم استعادة البصر لمرضى زرع العيون في المستقبل.