من يقف وراء عملية احتيال العملات المشفرة عبر تطبيق تيليغرام؟

تعرضت مجموعة من المتداولين لأضرار مالية جسيمة تجاوزت قيمتها 50 مليون دولار نتيجة عملية احتيال معقدة عبر منصة تيليغرام. وتتمحور القضية حول استدراج المستثمرين إلى التخصيص المسبق للعملات المشفرة بأسعار مخفضة، بطريقة تروج لنموذج احتيالي يكتنفه الغموض وبأسلوب مخطط بونزي.
ووفقا للتقارير الأمنية، فإن مجموعة المهاجمين تولت إدارة عمليات الاحتيال خارج المنصات (OTC) عبر قنوات سرية على تطبيق تيليغرام، وتمكنت من خلالها استنزاف ملايين الدولارات من حسابات المستثمرين. كما أكدت مصادر مطلعة أن خبراء في مجال تكنولوجيا البلوكتشين قاموا بكشف هوية شخصية بارزة ومرموقة في مجال العملات الرقمية، ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الأنشطة الاحتيالية.
نتائج وتفاصيل بداية عملية الاحتيال الكبرى
وتزامنا مع اقتراب سوق العملات المشفرة من عتبة قيمة تريليون دولار، شهد العالم موجة واسعة من الاهتمام والاستثمار في هذا القطاع، غير أن ذلك صاحبه أيضا تصاعد ملحوظ في حوادث الاحتيال والاختراقات. ففي الآونة الأخيرة، تعرضت منصة التداول الإيرانية “نوبيتكس” لعملية اختراق واسعة النطاق، وأُعلن لاحقا عن عملية احتيال عبر تيليغرام بقيمة تصل إلى 50 مليون دولار، مما يسلط الضوء على أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية والمعنوية للمستخدمين في هذه السوق المتزايدة التعقيد.
وأشار تحليل مطول من قبل الخبير المختص في العملات المشفرة، Altcoin Alpha، إلى أن المحتال قام بإنشاء صفقة ذات طبيعة خاصة خارج المنصات (OTC)، وتم تداولها ضمن مجموعات خاصة على تطبيق تيليغرام. وبتأييد من قبل شخصيات مرموقة، بينها كبار المستثمرين، وحيتان السوق، تم ترويج وتبادل تلك الصفقة، مما أضفى عليها مصداقية نسبية في البداية.
بالإضافة إلى ذلك، قامت القنوات المرتبطة بالعملية بتقديم خصومات تصل إلى 50% على العملات البديلة الشائعة مثل Apto و SEI و SWELL، حيث استمرت إجراءات الترويج والتداول في الفترة ما بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ويناير / كانون الثاني 2025.
وتطورت القضية لتفصح عن كونها عملية احتيال من نوع مخطط بونزي، حيث كان المحتالون يدفعون للمستثمرين الأوائل باستخدام أموال المستثمرين الجدد، في خطة تدور في فلك من الاستغلال والتضليل.
وفي مايو/ أيار من العام الجاري، برزت علامات تحذيرية واضحة على استمرار الاحتيال، إلا أن العديد من المستثمرين تجاهلوها لضمان الأرباح المتوقعة. ومع استمرار الوضع، انهارت المنصة بشكل كامل في يونيو/ حزيران الجاري، بعد توقف عمليات توزيع العملات وغياب الوكلاء تحت مزاعم مثل السفر ومشاكل في التحويلات، مما كشف النقاب عن العملية الاحتيالية بشكل كامل.
وفي السياق ذاته، كشفت شركة Aza Ventures، الرائدة في مجال الوساطة المالية، عن تعرضها لعملية احتيال كبيرة في 19 يونيو/ حزيران الجاري، حيث أوضح أحد المصادر المجهولة، الذي أطلق عليه اسم “المصدر 1″، أنه كان يدير مخطط بونزي، وتبين لاحقا وجود صفقات احتيالية أخرى، ليصل إجمالي الخسائر المقدرة إلى 50 مليون دولار على مستوى عالمي.
اقرأ أيضا: حاملو العملات المشفرة: أهداف متحركة في زمن الجريمة
وفي خطوة موازية، وجه خبراء في مجال العملات المشفرة مثل Altcoin Alphaو Crypto Sleith تهما بتورط رافيندرا كومار، مؤسس شركة Self Chain، مشيرين إليه كمشتبه به رئيسي في تلك العملية. إلا أن كومار نفى بشكل قاطع مسؤوليته، مؤكدا نيته إطلاع المجتمع على المستجدات حين تتوفر لديه أدلة قاطعة.
وفي الوقت الراهن، لا توجد أدلة دامغة أو تحديثات رسمية تؤكد صحة هذه الادعاءات، فيما يظل المشتبه به مجهول الهوية، ويُطلق عليه “المصدر الأول” حتى إشعار آخر.