من يحرك سوق العملات المشفرة؟
أعلنت اثنتين من الإدارات الحكومية الأمريكية محاولتهما إجراء نشاط أكبر لتجارة العملات المشفرة في العالم على بورصة بينانس، الإعلان جاء يوم 13 مايو/ أيار الجاري.
وقالت وزارة العدل ومصلحة الضرائب الأمريكية إن منصة بينانس “Binance”، التي تتخذ من جزر كايمان مقراً رئيسياً لها، لم تمتثل للإرشادات القانونية الأمريكية المتعلقة بالضرائب وغسيل الأموال .
كيف أثر الإعلان على عملة بينانس:
ومنذ أن تم الإعلان عن إجراء التحقيقات انخفضت قيمة العملة المتداولة داخل المنصة (BNB) بنسبة تزيد عن 50% ، من 665 إلى 310 دولار.
وعلى الرغم من أن الانخفاض في قيمة العملة يبدو غير متأثر بمسألة التحقيق، الذي جرى 14 مايو/ أيار الجاري، تم تداول بينانس بسعر 605 دولار بانخفاض قدره 9% فقط.
وهو ما يعني تجاهل السوق للتحقيقات. ولا يعد أمراً معتاداً أن تقوم عملة بالمناورة بنسبة 10% حتى في الأوقات التي لا يكون فيها معلومات تتعلق بالشركات أو سوق التشفير بشكل أساسي.
ويعزى هذا الانخفاض الهائل في القيمة إلى أحداث مختلفة شهدها الأسبوع الماضي، إذ لم تبدأ عمليات البيع الرئيسية فعلياً حتى 19 مايو/ أيار الجاري بعد المعلومات التي تم تداولها حول قيام الصين بحملة إضافية على تجارة العملات المشفرة.
إلا أن الحملة لم تتجاوز إعادة تأكيد الحكومة لسلطتها على المقتنيات الرقمية. ورغم ذلك انخفضت القيمة السوقية للعملات المشفرة بنسبة 25.8% في غضون ثلاثة أيام، مما أثر على عملة بينانس في تلك الفترة.
تأثير إيلون ماسك على عالم العملات الرقمية
إلى جانب ذلك تلقى سوق العملات الرقمية صدمة حين أعلنت تيسلا “Tesla” في 13مايو/ أيار الجاري أنها لن تقبل عملة بيتكوين كرسوم مقابل مركباتها.
وبرر إيلون ماسك، المدير التنفيذي للشركة، هذه الخطوة بأن تعدين بيتكوين لم يكن صديقاً للبيئة، ونتج عن هذا الإعلان انخفاض بنسبة 10% في قيمة بيتكوين نهاية 14 مايو/ أيار، في المقابل أثر الخبر على بعض العملات الرقمية الأخرى بشكل إيجابي حيث ارتفعت قيمتها.
وتكهن المستثمرون بأن هذا الأصل الرقمي سيغير قيمة بيتكوين في سجل تيسلا الإلكتروني وبالتالي رفع القيمة بنسبة 40% خلال الأيام المستمرة.
قد يكون لماسك تأثراً قوياً في سوق العملات الرقمية، وإن صح ذلك فيجب أن يكون هذا بمثابة تحذير لمتداولي العملات المشفرة، وربما يستلزم ذلك إجراء تحفظات أقوى بشأن الاستثمار في العملات المشفرة، وخاصة بيتكوين، حتى يتم إبعادها عن تأثير ماسك.
فهل بالإمكان التفكير في العملات اللامركزية التي تتأرجح ببساطة من خلال مراقبتها عبر تصريحات إلكترونية لملياردير شهير أو عدم الموافقة على شركته وأسعارها المرتفعة الثمن؟