مفارقة اللامركزية: كيف يشل عطل “Cloudflare” أسواق العملات المشفرة العالمية؟

في مفارقة صارخة لروح “اللامركزية” التي يقوم عليها قطاع العملات المشفرة، تسبب خلل تقني كبير في خدمة Cloudflare يوم الثلاثاء في اضطرابات واسعة النطاق عبر الإنترنت، مما أدى إلى شلل الواجهات الأمامية لعشرات الخدمات في عالم الكريبتو ومنصات ويب كبرى أخرى. لقد كان هذا واحداً من أكثر الانقطاعات تأثيراً في الشركة خلال السنوات الأخيرة.
ضربة واحدة.. وسقوط العمالقة
أدى الخلل، الذي وصفته Cloudflare بأنه “تدهور عالمي في مستوى الخدمة”، إلى ظهور “أخطاء 500” (Errors 500) على نطاق واسع، وهو ما أدى إلى تعطّل مؤقت للوصول إلى منصات رئيسية، شملت:
منصات التداول المركزية: Coinbase و Kraken.
خدمات التمويل اللامركزي (DeFi): Aave و DeFiLlama.
متصفحات البلوك تشين: Etherscan.
ولم يقتصر التأثير على الكريبتو فحسب، بل شهدت حتى منصة “X” (تويتر سابقاً) انقطاعات مع تعثر شبكة edge التابعة للشركة.
السبب وراء العطل وسهم Cloudflare
أكدت Cloudflare حدوث المشكلة علناً، مشيرة إلى أن خللاً داخلياً أصاب أجزاءً من بنيتها التحتية العالمية. وفي حين أشار المهندسون لاحقاً إلى تحديد مصدر المشكلة والبدء في نشر الإصلاح، استمرت العديد من المواقع في مواجهة معدلات خطأ مرتفعة خلال مرحلة التعافي.
تزامن هذا الانقطاع مع أعمال صيانة جارية في عدد من مراكز بيانات الشركة، لكن Cloudflare لم توضح ما إذا كان هناك ارتباط مباشر. وقد انخفض سهم الشركة بنحو 3.5% في تداولات ما قبل السوق، مما يعكس حجم الاضطراب الذي تسببت فيه.
نقطة ضعف مألوفة في قطاع العملات الرقمية
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها قطاع العملات المشفرة للشلل بسبب أعطال في البنية التحتية الخارجية المركزية.
تاريخ يتكرر: في عامي 2022 و 2019، أدت أعطال مماثلة في خدمات Cloudflare إلى تجميد منصات تداول كبرى مثل Coinbase.
الاعتماد على الكبار: تبرز مثل هذه الحوادث (بما في ذلك انقطاعات AWS أو Microsoft Azure) مدى اعتماد الصناعات اللامركزية، في نهاية المطاف، على عدد محدود من مزودي الخدمات المركزية الكبرى لتبقى متاحة للجمهور.
تحذير قادة القطاع: المرونة ليست خياراً
على الرغم من أن شبكات البلوك تشين نفسها لم تتأثر بالعطل (حيث لم تتوقف المعاملات الأساسية)، إلا أن الواجهات التي يستخدمها المستثمرون لم تتمكن من العمل.
يحذر قادة القطاع الآن مجدداً من أن الاعتماد على مزود واحد هو “وصفة لكارثة”. وطالبوا بضرورة التعامل مع مرونة البنية التحتية كأولوية أساسية:
“على أي مؤسسة تحتاج إلى جاهزية تشغيلية على مدار الساعة أن تبني أنظمتها على أساس أن مثل هذه الأعطال ستحدث. حيث أن انتظار المزود ليصلح كل شيء ليس خطة لاستمرارية الأعمال بل هو تقصير.”
تُعد هذه الحادثة تذكيراً صارخاً بأن الأنظمة اللامركزية، لكي تعمل بفعالية، لا تزال تحتاج إلى حلول بديلة وموثوقة للبنية التحتية المركزية للويب.



