ماهو تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على سعر البيتكوين؟

يشير معظم المحللين والخبراء، الى احتمالية انخفاض سعر البيتكوين، حيث يتوقعون مستوى الدعم عند 30،000 دولار، نظراً لأن نسبة البيتكوين إلى الذهب تصل إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف عام 2021.

أسباب تراجع البيتكوين

تتميز الأشهر العديدة الماضية، بديناميكيات تباطؤ للعملة الرقمية الرئيسية مقارنة بالذهب والعملات الورقية.

ويتفوق الذهب على البيتكوين في الوقت الحالي، من حيث استقرار الأسعار وديناميكيات المدى الطويل، على الرغم من معدلات نمو البيتكوين المرتفعة خلال العامين الماضيين.

تشير الإتجاهات الحالية أيضاً إلى إحتمالية عالية لمزيد من الانخفاض في الأسعار لنسبة البيتكوين إلى الذهب في الأسابيع التالية.

ويرجع معظم المحللين، الأداء السلبي للبيتكوين لليوم السادس على التوالي، إلى العوامل الجيوسياسية السائدة مثل التوترات المتزايدة حول أوكرانيا، على وجه الخصوص، اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً بالدولتين المعلنتين ذاتياً في شرق أوكرانيا وإعلان الدعم العسكري لهما.

تصعيد العلاقات الدولية بين روسيا من جهة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من جهة أخرى، يعني ضمناً المخاطر العالية التي يتكبدها المستثمرون المتخصصون في أسواق الأسهم والعملات الرقمية. حيث يتعين على العديد من المستثمرين تقليل ممتلكاتهم من العملات الرقمية، وإعادة توجيهها نحو الأصول الأكثر استقراراً، في ظل هذه الظروف.

وتم تقويض الاعتقاد السابق بأن البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، باعتبارها ملاذاً آمناً خلال فترات عدم الإستقرار الجيوسياسي. وفي الوقت نفسه، لا يزال يُنظر إلى الذهب بشكل إيجابي من قبل معظم المستثمرين.

إتجاهات إنخفاض سعر البيتكوين

يتوقع معظم المستثمرين والمتداولين مزيداً من الإنخفاض في سعر البيتكوين، نظراً لأن مستوى السعر الحالي الذي يتراوح بين 36000 دولار و 37000 دولار لا يبدو مستقراً، على الرغم من وجود العديد من السيناريوهات المعقولة التي ينظر فيها الخبراء والمحللون، فإن مستوى الدعم المهم التالي هو 30 ألف دولا، ، وهي الأسعار التي لم تتم ملاحظتها منذ تموز/يوليو 2021.

وقد يتسبب مثل هذا السيناريو في حدوث أزمة في عالم الكربتو واسعة النطاق مع زيادة ديناميكيات الأسعار التي تصبح تقريباً غير متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها.

ولا يزال هناك اهتمام كبير بالشراء عند المستوى 30،000 دولار، ويتوقع معظم المستثمرين أن المخاوف الهبوطية لن تكون كافية للتغلب على هذا الدعم. في الوقت ذاته، لا تزال الديناميكيات الحالية لمكالمات “شراء الانخفاضات” غير مرضية مع تزايد عدد المتداولين الذين يستسلمون في مواجهة الإخفاض السريع لقيمة بيتكوين.

ويتوقع العديد من المحللين انخفاضاً إضافياً في الأسعار، ويفضلون أيضاً الإمتناع عن شراء البيتكوين بالأسعار الحالية.

وتساهم توقعات “شتاء العملات الرقمية” القادم في إثارة مخاوف إضافية فيما يتعلق بإجراء التداولات مقابل الإتجاه السلبي.

ويعتبر بعض المحللين أنّ السيناريو الأكثر تشاؤماً، هو إنخفاض سعر البيتكوين إلى أقل من 30،000 دولار. لهذا السبب، قد يعيد معظم المستثمرين الذين يكرهون المخاطرة التوجه نحو الذهب والأصول المماثلة التي لا تخلق مخاطر إضافية تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأشهر التالية.

آثار التحليل الفني

تؤكد المحللة الفنية، كاتي ستوكتون، صحة التوقعات السلبية الحالية، التي عبر عنها معظم المحللين وتجار العملات الرقمية.

وتوقعت ستوكتون أن ينخفض السعر أكثر، بسبب حقيقة أن البيتكوين أثبتت عدم قدرتها على البقاء فوق مستوى الدعم الحرج البالغ 37200 دولار.

وبحسب ستوكتون، المستوى المهم التالي هو 27200 دولار، والتي ستشير إلى أدنى مستوى لكامل الفترة 2021-2022. وبالتالي، بناءً على المعلومات المتاحة، من غير المرجح أن ينخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 27200 دولار. ومع ذلك، لا توجد أيضاً مؤشرات على انعكاس الإتجاه قبل الوصول إلى هذا المستوى.

قد تكون هذه الاعتبارات ذات صلة بالعديد من المستثمرين والمتداولين الذين قد يفضلون الإمتناع عن الشراء حتى تصل البيتكوين إلى قناة تتراوح بين 27200 و 30000 دولار.

علاوة على ذلك، قد يفضل البعض تلقي إشارات إضافية لإنعكاس الإتجاه قبل دخول السوق وتوقع زيادة أخرى في الأسعار.

ويشير التحليل الفني أيضاً إلى أن انخفاض سعر البيتكوين إلى ما دون المستوى الحرج البالغ 27200 دولار، قد يؤدي إلى آثار كارثية على صناعة العملات المشفرة مع احتمال إنخفاض سعر إضافي يصل إلى 20000 دولار.

لذلك، فإن أحد أهم الآثار العملية بالنسبة للمستثمرين هو إنشاء محفظة تتضمن أصول تشفير مختلفة وإختيار الأفق الزمني الأمثل للاستثمارات. على الرغم من الاحتمالية الكبيرة لحدوث مشاكل قصيرة الأجل لسوق العملات الرقمية بالكامل، فإن احتمالية استعادتها السريعة في السنوات التالية (خاصة حول النصف التالي) كبيرة.