لماذا تعد الإمارات أرضا خصبة للعملات المشفرة؟
في دراسة استقصائية تمت قبل شهرين، قال خمسة من كل 10 مواطنين إماراتيين إنهم يخططون لاستخدام العملات المشفرة خلال العام المقبل، واعترف 63% بأنهم أكثر انفتاحا على استخدامها الآن مما كانوا عليه قبل عام، ولم يكن هذا مفاجأة، لقد رسخ الشرق الأوسط مكانته كمركز عالمي للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى السياسات التي وضعها المنظمون في الإمارات العربية المتحدة الذين يدركون أن العالم يتبنى بشكل متزايد العملات المشفرة وتكنولوجيا بلوكتشين.
وكان لهذا النهج التدريجي لتعزيز الابتكار تأثير كبير على الشركات الناشئة في بلوكتشين التي تم إنشاؤها في أبو ظبي، فيما يتعلق بـ “الثورة الصناعية الرابعة”، حيث تعد حكومة الإمارات العربية المتحدة من أبرز المدافعين عن تقنية بلوكتشين.
وفي عام 2018، من أجل تعزيز هذا التبني، أطلقت الإمارات العربية المتحدة استراتيجية بلوكتشين للإمارة 2021، والتي وضعت أساسا موعدا نهائيا لترحيل ما لا يقل عن 50% من جميع المعاملات الحكومية إلى التكنولوجيا اللامركزية.
وفي عام 2018، قدمت هيئة تنظيم الخدمات المالية (FSRA) لسوق أبوظبي العالمي (ADGM) إطارا لتشغيل أعمال العملات المشفرة التي تمثل، من خلال المشاركة المستمرة والتحسين، جهازا تنظيميا جذابا ومتساهلا، وسمح ذلك لأبو ظبي بأن تصبح منطقة اختصاص جذابة لشركات blockchain و fintech و crypto، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وعلى سبيل المثال، تعد FSRA واحدة من أوائل المنظمين في العالم الذين يتعرفون على العملات الرقمية وتحديد الرموز المميزة ، مع تلقي Digital Asset Exchange الضوء الأخضر للعمليات بموجب تلك الصيغة.
وخلقت الموارد الحكومية الكبيرة التي تم توظيفها للتأثير على ابتكار التكنولوجيا المالية فرصا هائلة لتطوير الأعمال وشجعت روح المبادرة الحيوية.
كما يشمل نظام التعليم في أبو ظبي حرم جامعة نيويورك أبوظبي وكذلك جامعة خليفة ، المعترف بها كأفضل جامعة في الإمارات العربية المتحدة. واصل العديد من خريجي هذه المؤسسات المساهمة في التطورات التكنولوجية المتطورة مثل blockchain والذكاء الاصطناعي، مما ساعد على جعل أبوظبي رائدة في الابتكار العالمي.
بالإضافة إلى ذلك أظهرت بيانات من منصة بدء التشغيل أن الإمارات العربية المتحدة قد تصدرت منطقة الشرق الأوسط في نمو الاستثمار من خلال عدد الصفقات والتمويل في النصف الأول من هذا العام ، وأن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية أبرمت أكبر عدد من الصفقات.
بالإضافة إلى ذلك، يعد Fintech Abu Dhabi ، مهرجان التكنولوجيا المالية الرائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حدثا يجذب المستثمرين ورجال الأعمال إلى المنطقة.
وبالنسبة للمواطنين، كان لمستوى التحول الرقمي في المدفوعات آثار ملموسة، مما أدى إلى تغييرات في سلوك المستهلك، أظهرت الأبحاث الحديثة من البوابة الإلكترونية Fintech News Middle East أن عام 2020 شهد زيادة في المدفوعات الرقمية وزيادة في شركات التكنولوجيا المالية الموجودة في الإمارات العربية المتحدة، يوجد مقر 134 شركة fintechs في الدولة، غالبية هذه الشركات تركز على الدفع / المحفظة الإلكترونية وبلوكتشين والعملات المشفرة.
في الإمارات العربية المتحدة وحدها، على مدى العامين الماضيين، تضاعفت القيمة الإجمالية لمعاملات الدفع الرقمي بأكثر من الضعف ووصلت إلى 18.5 مليار دولار في عام 2020، وبالإضافة إلى النهج التنظيمي الإيجابي، أدى الوباء إلى انفتاح الناس على المدفوعات الرقمية.
وأظهر الاستطلاع الذي وجد أن نصف المواطنين الإماراتيين قابلين لاستخدام العملات المشفرة في العام المقبل، أظهر أيضا أن ثلثي المشاركين في الإمارات العربية المتحدة قد جربوا، على مدار انتشار الوباء ، طريقة دفع جديدة لم يكونوا ليستخدموها في ظل الظروف العادية، لذلك لا يمكن التقليل من الدور الذي لعبه الوباء في تغيير السلوك.
