لكسب لقمة العيش.. ألعاب العملات الرقمية تسلك إتجاه مختلف في الفلبين

في وسط مدينة كويزون يجمع مقهى إنترنت مزدهر لألعاب العملات الرقمية مجتمعًا له رؤية مشتركة (لكسب المال) أعمال جونيل بون، وهو شخصية رائدة في عالم العملات الرقمية، ترمز إلى أكثر من مجرد عمل تجاري بسيط؛ فهو يمثل مرونة الروح الفلبينية وقدرتها على التكيف.

ألعاب التشفير كمصدر رزق

تعد منصات الألعاب مثل Heroes of Mavia وNifty Island أكثر من مجرد مناظر طبيعية افتراضية للعديد من عملاء Joniel. إنها مجالات مليئة بفرص الربح، وذلك بفضل التكامل المبتكر للعملات الرقمية كمكافآت.

يمكن استبدال هذه العملة بأموال محلية وتوفير دخل ثابت أعلى بكثير من الحد الأدنى الوطني للأجور، نموذج العمل هذا فريد من نوعه لأنه لا يدعم سبل العيش فحسب، بل يغذي الأحلام أيضًا، مما يثبت أن الشغف والمثابرة يمكن أن يمهدا الطريق إلى الرخاء.

بعد أن شهد انهيار العملات الرقمية بشكل كبير قبل عامين، مما حطم آماله في وجود مجموعة ألعاب مزدهرة في ذلك الوقت، تصور بون، البالغ من العمر 40 عاما، موجة من النشاط لشركته.

اقرأ أيضاً: ستاربكس تعلن عن توقف مشروعها الخاص في عالم الويب3

في مانيلا، ظهرت إعلانات جديدة لشركات العملات الرقمية، يكسب الناس الآن دخلاً عن طريق زراعة محاصيل افتراضية في لعبة زراعة العملات الرقمية تسمى “Pixels”، بالوقت نفسه، يعود العمال الفلبينيون في الخارج، المعروفون باسم O.F.W.s، أيضًا إلى البلاد لكسب العملات الرقمية باسم M.F.W.s، أو العمال الفلبينيين ميتافيرس.

ووفقًا لبيانات من شركة الأبحاث تشيناليسيس، ارتفعت قيمة معاملات العملات الرقمية في الفلبين بنسبة 70% من سبتمبر وأكتوبر لتصل إلى 7.3 مليار دولار في نوفمبر وديسمبر.

وقفز عدد لاعبي Pixels في الفلبين من 80 ألفًا في نوفمبر إلى أكثر من 830 ألفًا في مارس، وفقًا لمطوري اللعبة، وذكروا أيضًا أن حوالي 30% من لاعبي الفيديو الذين يكسبون العملات الرقمية في العالم موجودون في الفلبين.

احتضان التشفير كطريقة للحياة

شهدت الفلبين تزايد شعبية العملات الرقمية بشكل خاص خلال فترة الإغلاق الوبائي، على الرغم من أن أكثر من 40% من سكان البلاد لا يتعاملون مع البنوك، فإن غالبية الأسر الفلبينية لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مما يسمح للعملات الرقمية بالتوسع حتى في المناطق الريفية.

أثناء فترة الإغلاق، كان الناس يلعبون لعبة فيديو العملات الرقمية Axie Infinity، التي طورتها شركة فيتنامية تدعى Sky Mavis. تسمح اللعبة للاعبين بمحاربة شخصيات تشبه البوكيمون لكسب عملة رقمية تسمى Smooth Love Potion.

خلال عام 2021، في ذروة شعبية Axie، تم قبول Smooth Love Potion كبديل للبيزو من قبل المستأجرين ومحطات الوقود وحتى بعض المطاعم في الفلبين.

لسوء الحظ، عندما انهارت العملة الرقمية بعد عام، فقد الآلاف من الفلبينيين مدخراتهم في لعبة Smooth Love Potion. وأصبحت العملات الموجودة في اللعبة، والتي قام بعض اللاعبين بتداولها لبيعها بآلاف الدولارات، عديمة القيمة.

نحو مستقبل منظم

ومع ذلك، نظرًا لاحتمالية الاحتيال والطبيعة المتقلبة للعملات الرقمية، فإن المسؤولين الفلبينيين يشعرون بالقلق من عودة النشاط هذه، حيث خلال مؤتمر العملات الرقمية في مانيلا بنوفمبر الماضي، أوضح كلفن لي، المفوض السابق في لجنة الأوراق المالية والبورصة في البلاد، أن الحكومة تتصارع مع كيفية تنظيم التكنولوجيا واستعادة شعبيتها.

في الماضي، كانت العملات الرقمية في مركز عمليات الاحتيال والاحتيال، تعتبر العملات الرقمية التي توزعها ألعاب كسب العملات الرقمية أكثر تقلبًا من البيتكوين والإيثر، مما يعني أن الطفرة الحالية قد تنهار مرة أخرى.

فقد صرح كلفن لي: “كيف يمكن للصناعة أن تعمل بفعالية إذا كانت المساحة تبدو غير منظمة وغير قابلة للإدارة وغير قانونية؟ نريد مساحة آمنة للعمل بفعالية.”

واعترف السيد لي بأن صناعة العملات الرقمية المزدهرة يمكن أن تفيد الفلبين، التي تعتمد بشكل كبير على خدمات العملاء الخارجية ووظائف تكنولوجيا المعلومات.

الفلبين تطرح عملتها الرقمية الخاصة

أعلن Bangko Sentral ng Pilipinas (BSP)، البنك المركزي الفلبيني، الشهر الماضي لمختلف المنشورات الإخبارية المحلية عن نيته إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) في غضون العامين المقبلين، وفقًا لمسؤولي BSP، فإنهم يهدفون إلى تحقيق تطوير وإطلاق البيزو الرقمي بحلول عام 2024.

من خلال تقديم عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC)، ستصبح الفلبين واحدة من أوائل الدول التي تبنّت نموذج العملة الرقمية الناشئ هذا بين دول جنوب شرق آسيا.